«إياك» كلمة تحذيرية، وقد لا تخلو طياتها من التهديد والوعيد، «فإياك» أن تفعل كذا وكذا وإلا حصل أمرٌ لن يسرك، أو وإلا فستكون العواقب وخيمة عليك.
وهناك أمثلة عربية قديمة ولكنها «نادرة» تسبقها «إياك» للتحذير من أمر سيئ من الممكن أن يحدث لصاحبه، منها مثلاً ما فيه من التحذير من الهلاك، وهو: «إيَّاكَ وَصَحراءَ الإِهالَةِ»، وهو مثل عربي قديم واضح فيه أن وراءه أمراً جللاً.
أصل هذا المثل أن كسرى سيّر جيشاً إلى قبيلة إياد وفي نيته غزوها، فارتكب خطأ قاتلاً بأن جعل مع الجيش رجلاً من إياد يُدعى «لُقيطاً الإيادي» ليدل جيشه إلى الطريق، إلا أن لُقيطاً تعمد أن يتوِّهَّهُمْ في صحراء قاحلة يقال لها «الإهالة»، فهلك جميع الجند من العطش، فأُطلق هذا المثل التحذيري بسبب هذه الواقعة.
أما موقع صحراء «الإهالة» فلا توجد عنه أي معلومات دقيقة تحدده، فهناك من قال إن اسم «الإهالة» يُستخدم للإشارة إلى عدة أماكن في شبه الجزيرة العربية، مما يزيد صعوبة تحديد موقع الصحراء المعنية بشكل دقيق، وهناك من قال إنها صحراء جدباء جرداء تقع بالقرب من مدينة الرياض، أما المصادر الأخرى فذكرت أنها تقع في منطقة القصيم، ولكنها بالتأكيد تقع في شبه الجزيرة العربية، وتحديداً في منطقة نجد، فهي صحراء شاسعة مهلكة لمن لا يتقن مسالكها ومخارجها، ومواقع مياهها.
وكذلك قيل في «إياك»: إياك والعجلة بالأمور قبل أوانها، أو التثبط فيها عند إمكانها، وقيل في العاميّة: إياني وإياك أن تفعل كذا وكذا، فتلك الأمثال لا تطلق إلا لأن قائلها، أو من أطلقت عليه واجه أمراً لا يسر، فوجب تحذير الآخرين منه.