لنا أكثر من عقدين ونحن نعاني و«حايسين»، ونضيع وقت الرأي العام والنقاش المجتمعي مع الشأن الرياضي، تارة مع إيقاف دولي وأخرى مع انحدار المستوى والنتائج المخجلة، وما بينهما تلاعبات إدارية وتزويرات دولية واختلاسات مالية وما خفي بالتأكيد أعظم وأنكى.
تأسست الأندية بفضل رجال صادقين محبين للرياضة والمنافسات الشريفة البعيدة عن الاستغلال السياسي والمالي، لكنها تحوّلت بعد ذلك إلى منصة انطلاق لعالم السياسة، لتزدحم الأندية والمناصب الرياضية مع الوقت بمحاسيب السياسيين والانتهازيين الباحثين عن المال السائب، فاشتعلت الصراعات بالوكالة بينهم محلياً ودولياً على حساب المستوى الرياضي وسمعة الكويت، ولا أحد يستطيع أو يعرف كيفية إطفائها.
خصخصوا الأندية وحوّلوها شركات واطرحوها للاكتتاب العام وأخرجوا رياضتنا من هذا المستنقع الممل، عندها من يريد أن يستغل الرياضة ويصير بطلاً فليتفضل بأمواله الخاصة ويرينا إبداعاته في الإدارة الرياضية بعيداً عن الأموال العامة، ولتكتفِ الدولة حينها بالإشراف والرقابة لا أكثر، عوضاً عن صرف الملايين على لاعبين هواة وإداريين محدودين وأندية مهلهلة يتلاعب بها شيوخ وتجار في صراعات أصبحت تتوارثها الأجيال، ويبدو أنها لن تنتهي طالما أن أحداً لا يدفع شيئاً من جيبه.