في وقت يتحدث الخبراء عن صعود آسيا اقتصادياً وتراجع للولايات المتحدة والغرب، أثارت اتهامات بمعاداة الأجانب وجهها الرئيس الأميركي لليابان والهند، غضب الدولتين الحليفتين، خصوصاً أن جو بايدن وضعهما في كفة واحدة مع منافستيه الصين وروسيا في رفض العمالة الأجنبية، كذلك إشارته إلى أن الدولتين تواجهان مصاعب اقتصادية.

وبينما تعتبر الصين وروسيا منافستين للولايات المتحدة، جاءت تصريحات بايدن بشأن اليابان والهند بمثابة مفاجأة، علماً أنه منذ توليه منصبه عام 2021، حرص بايدن على تعزيز العلاقات مع الحلفاء في آسيا، لا سيما مع نيودلهي وطوكيو، وقد استضاف أخيراً رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، حيث أقام على شرفهما مآدب رسمية في لفتة دبلوماسية نادرة.

Ad

وانتقد وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار تعليق الرئيس الأميركي خلال حدث لجمع التبرعات لحملته الرئاسية، حضره الكثير من الناخبين الآسيويين الأميركيين يوم الأربعاء الماضي.

وقال الوزير الهندي خلال ندوة نظمتها صحيفة «إيكونومك تايمز» الهندية أمس، إن الهند على مدى التاريخ كانت مجتمعاً منفتحاً جداً، مشدداً على أن الاقتصاد الهندي «لا يتعثر».

واستشهد جيشانكار بـ«تعديل قانون المواطنة بهدف استضافة الذين يحتاجون إلى القدوم إلى الهند والذين لديهم حق المطالبة بالمجئ إلى الهند»، وكان يشير إلى قانون حديث يسمح للمهاجرين الفارين من الاضطهاد في الدول المجاورة بالحصول على الجنسية الهندية. وأثار هذا القانون نقاشات كونه يستثني المسلمين. بدورها، أبلغت حكومة اليابان الولايات المتحدة أن التصريحات الأخيرة لبايدن، «مخيبة للآمال»، حسبما نقلت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء مصدر رسمي ياباني، أشار كذلك إلى أن التعليقات «لا تستند إلى فهم دقيق لسياسة اليابان».

وسعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير، الخميس للتخفيف من تصريحات بايدن، قائلة إن الهدف منها كان إلقاء الضوء على مدى أهمية أن تكون الولايات المتحدة دولة للمهاجرين، معربة عن ثقتها بأن «حلفاءنا وشركاءنا يعرفون جيداً مدى احترام الرئيس لهم».

والهند هي من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، وسجلت زيادة مقدارها 8.4 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير من العام الماضي، وفق أرقام رسمية نشرت في فبراير.

وتوقع صندوق النقد الدولي الشهر الماضي أن يتباطأ النمو في الصين والهند واليابان أكبر ثلاثة اقتصادات في آسيا في 2024 مقارنة بالعام الماضي.

ويتوقع الصندوق أيضاً أن ينمو الاقتصاد الأميركي 2.7 بالمئة وهو معدل أسرع قليلاً مقارنة بمعدل العام الماضي الذي بلغ 2.5 بالمئة.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة تريد أن تمنح جزر المحيط الهادئ «خياراً أفضل» من الصين، وإن لم يكن بوسع واشنطن أن تنافس بمفردها النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة.

وأدلى بلينكن بتصريحاته في وقت متأخر أمس، بعد أن انتخب النواب في جزر سليمان رئيساً للوزراء مؤيداً لبكين، في وقت يثير تقارب هذا البلد مع الصين في المسائل الأمنية قلق الولايات المتحدة وأستراليا.

وقال خلال منتدى سيدوني الذي ينظمه معهد ماكين في ولاية أريزونا «إن الصين تهيمن على الكثير من المناطق في جزر المحيط الهادئ، ولربما على مساحة أكبر مما يمكننا أن نفعل».

لكنه أضاف أنه من خلال الشراكة مع أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واليابان والهند التي تتقاسم مع الولايات المتحدة نفس التوجهات، «فإننا نغطي مساحة كبيرة».

وأوضح بلينكن: «نلمس ذلك من خلال قدرتنا على توفير بعض الأمور التي يرغب بها سكان هذه البلدان».

وأضاف «غالباً ما يكون أكثر فعالية أن نقول لبلد ما: نحن لا نطلب منك أن تختار، بل نريد أن نمنحك خياراً أفضل».

وأشار إلى مبادرة تم الإعلان عنها خلال قمة عُقدت العام الماضي بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، تقضي بأن تقوم غوغل بمدّ كابلات عبر المحيط الهادئ لتحسين جودة الإنترنت في البلدان البعيدة. وتوفر هذه الكابلات ذات السرعة العالية بديلاً للصين التي تنشط شركاتها التكنولوجية بشكل متزايد في جنوب المحيط الهادئ.

وفي جزر سليمان، انتُخب وزير الخارجية المؤيد للصين جيريماياه مانيليه رئيساً للوزراء الخميس، بعد أن هزم خصمه ماثيو ويل الذي بنى حملته الانتخابية على وعد بالحدّ من نفوذ بكين في الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ.

أبلغت اليابان الولايات المتحدة أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، التي وصف فيها الدولة الآسيوية بأنها «تكره الأجانب»، كانت مخيبة للآمال، طبقاً لما ذكره مصدر مطلع الجمعة.

فقد أبلغت الحكومة اليابانية الجانب الأمريكي أن تصريحات بايدن، التي أدلى بها خلال حدث لجمع التبرعات، يوم الأربعاء الماضي، قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024، لا تستند إلى تفهم دقيق لسياسة اليابان، طبقاً لما نقلته وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء اليوم السبت عن المصدر، الذي لم تذكر اسمه.

وفي الحدث، الذي حضره الكثير من الناخبين الأمريكيين الآسيويين، قال بايدن «كما تعلمون، أحد أسباب نمو اقتصادنا هو أنتم والكثير من الآخرين، لماذا؟ لأننا نرحب بالمهاجرين»، حسب البيت الأبيض.

ونقل عن بايدن قوله في أحد فنادق واشنطن «انظروا، فكروا في الأمر، لماذا تتعثر الصين اقتصادياً بهذا القدر من السوء؟ لماذا تواجه اليابان مشكلة؟ لماذا روسيا؟ لماذا الهند؟ نظراً لأنهم يكرهون الأجانب، لا يريدون مهاجرين»، فيما أشاد بالهجرة والتنوع باعتبارهما من نقاط القوة الرئيسية للولايات المتحدة.

وسعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير، أمس الخميس للتقليل من أهمية تصريحات بايدن، قائلة إن الهدف كان يتمثل في إلقاء الضوء على مدى أهمية أن تكون الولايات المتحدة دولة للمهاجرين.

وقالت جان-بيير للصحفيين «حلفاؤنا وشركاؤنا يعرفون جيداً مدى احترام الرئيس لهم».