تمدد الحراك الطلابي المؤيد للفلسطينيين، الذي انطلق من الجامعات الأميركية، إلى أوروبا ودول أخرى، حيث تشهد جامعات في فرنسا وكندا وسويسرا وأستراليا والمكسيك اعتصامات وتحركات تطالب بوقف الحرب التي اندلعت قبل سبعة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة المحاصر.
وغداة إخلاء الشرطة الفرنسية مبنى معهد العلوم السياسية (سيانس بو) في باريس من المتظاهرين بلا حوادث، دعت وزيرة التعليم الألمانية بيتينا شتارك ــ فاتسينغر الجامعات في أنحاء ألمانيا إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد معاداة السامية.
وفي حين قالت صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية المحافظة، ان جماعات سياسية واليسار المتشدد قدما تدريبات للطلاب قبل وقت طويل من الاحتجاجات، قالت الوزيرة في تصريحات لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية الصادرة اليوم: «مدى الكراهية ضد إسرائيل واليهود في العديد من الجامعات الغربية أمر لا يطاق. التجاوزات الضخمة التي وقعت الأيام الماضية يجب أن تكون بمثابة تنبيه وتحذير لنا».
وأشارت الوزيرة إلى أن هناك أيضاً أعمالاً مناهضة لإسرائيل ومعادية لليهود في الجامعات الألمانية منذ 7 أكتوبر الماضي، مضيفة أنه من الضروري هنا تطبيق سيادة القانون، وأن تفي إدارات الجامعات بمسؤولياتها، وقالت: «يجب على الجامعات تطبيق قواعدها الداخلية بحسم، ويجب أن يكون إلغاء التسجيل الدراسي ممكناً أيضاً في الحالات الفادحة».
من جانبه، حذر رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، يوزيف شوستر، من أن الاحتجاجات مثل التي تشهدها الولايات المتحدة يمكن أن تمتد أيضاً إلى الجامعات الألمانية.
وقال شوستر في تصريحات للصحيفة: «أكبر ما يقلقني هو أن الظروف التي نراها في الولايات المتحدة ستظهر أيضاً في ألمانيا، حيث إن العديد من المجموعات مترابطة على المستوى الدولي»، مضيفاً أن الطلاب اليهود في ألمانيا يتضررون بشدة من معاداة السامية منذ أشهر، ما أثار لديهم شعوراً شديداً بعدم الأمان.
بدوره، قال مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية، فيليكس كلاين: «لم نصل في ألمانيا إلى الأبعاد التي يرثى لها في الولايات المتحدة، لكن تبني موقف معاد للسامية أصبح منتشراً للأسف على نطاق واسع ويمكن أن يؤدي بسرعة كبيرة إلى تصعيد». واحتج نحو 150 شخصاً أمس ضد الحرب في جامعة هومبولت بالعاصمة برلين. وأقام طلاب كلية ترينيتي (الثالوث) في العاصمة الأيرلندية دبلن مخيما احتجاجياً أجبر الجامعة على تقييد دخول الحرم الجامعي اليوم، وإغلاق معرض «كتاب كيلز»، أحد أهم عناصر الجذب السياحي في أيرلندا.