• يعد هذا العام عاما خاصا جدا في العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة والكويت، حيث يحتفل البلدان بمرور 125 عاما على العلاقات الدبلوماسية الرسمية، من وجهة نظرك ما السبب وراء نجاح البلدين في المحافظة على مثل هذه العلاقة الوثيقة طوال القرن والربع الماضيين؟
- جزء من السبب وراء بقاء المملكة المتحدة والكويت صديقتين حميمتين على مدى عقود عديدة هو أننا نحترم اختلافات بعضنا البعض، بما في ذلك ثقافاتنا وبيئاتنا المختلفة، وفي بعض الأحيان وجهات نظرنا.
إن تقديرنا العميق لبعضنا البعض يرتكز على الروابط القوية بين الشعبين، حيث اختار الكثير من المواطنين البريطانيين جعل الكويت وطنهم، ويتمتع العديد من الكويتيين بعلاقة شخصية عميقة مع المملكة المتحدة.
أحب دائما سماع القصص من الكويتيين الذين اختاروا قضاء عطلاتهم في المملكة المتحدة أو درسوا أو اشتروا عقارات هناك. إن قوة الروابط بين شعبنا تعني أننا نثق بشدة في بعضنا البعض، مما يمكننا من العمل بشكل وثيق في العديد من المجالات المختلفة.
وكانت التجارة والاستثمار دائما في غاية الأهمية بالنسبة لنا، والاستثمار على وجه الخصوص هو مجال التعاون الذي آمل أن ينمو بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة.
لقد وقعنا على شراكة استثمار سيادي كجزء من زيارة ضيف الحكومة لصاحب السمو الأمير - ولي العهد آنذاك - للمملكة المتحدة في الصيف الماضي. وتركز الشراكة على زيادة وتوسيع نطاق الاستثمارات الكويتية في المملكة المتحدة، في حين أننا حريصون أيضا على جذب المزيد من الشركات البريطانية للقدوم والاستثمار والقيام بالمزيد من الأعمال هنا في الكويت.
وبالطبع فإن الشباب مهمون جدا لمستقبل علاقتنا، ونحن نرحب عاما بعد عام بالمزيد والمزيد من الطلاب الكويتيين للدراسة في بعض أفضل الجامعات بالعالم في المملكة المتحدة، سواء كان الأمر يتعلق بالتعليم، أو الثقافة، أو السياحة، أو الروابط بين الناس، أو التجارة، أو الاستثمار... هناك العديد من المجالات المختلفة لعلاقتنا التي أشعر أنها تزدهر حقا.
الاحتفال بالذكرى الـ 125
• ما هي أبرز احتفالات هذا العام حتى الآن، وما الذي تأملين أن تنجزه خلال بقية العام؟
- لقد كنا مشغولين جدا بالعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة الكويتية على العديد من الأفكار المختلفة للاحتفال بالذكرى السنوية الـ125، لذلك أطلقنا احتفالاتنا في يناير بزيارة نائب رئيس الوزراء البريطاني في أول زيارة له للكويت، والتي كان خلالها ضيف الشرف في حفل استقبال لكبار الشخصيات استضفته هنا في السفارة.
وبعد ذلك، قمنا أيضا بزيارة وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط اللورد أحمد للكويت، للمشاركة في رئاسة مجموعتنا التوجيهية المشتركة، إلى جانب نائب وزير الخارجية، ثم أقمنا حفل عشاء رائع للعسكريين الخريجين في السفارة البريطانية، حيث اجتمع عدد من أفراد القوات المسلحة الكويتية الذين تخرجوا في مؤسسات عسكرية مختلفة بالمملكة المتحدة.
بالطبع، قمنا بإطلاق تصريح السفر الإلكتروني، ما جعل سفر الكويتيين إلى المملكة المتحدة أسهل من أي وقت مضى، إضافة إلى الحملة الترويجية الاستثمارية لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر الكويتية (KDIPA) التي أقيمت في مارس بلندن، بمشاركة العديد من الوزراء البريطانيين، بحضور وزير المالية الكويتي.
وفي الأسبوعين الماضيين فقط، عقدنا مؤتمرا استثماريا آخر بقيادة «الهيئة»، ولكن هذه المرة انعقد في الكويت، لذلك كنا مشغولين جدا بالاحتفال بهذه الذكرى الخاصة بالنسبة لنا، ونتطلع في وقت لاحق من هذا العام إلى بعض الأحداث الثقافية الكبيرة، خاصة حول المسرح والموسيقى، ولكنني لا أريد أن أبوح بالكثير من المعلومات، لأن بعض تفاصيل خططنا لم يتم الانتهاء منها بعد.
ولدينا الكثير من الأشياء المثيرة قيد التنفيذ، بعضها في الكويت وبعضها في المملكة المتحدة، كما أن سفير الكويت في لندن بدر العوضي مشغول جدا بالتخطيط لهذه الفعاليات جنباً إلى جنب مع فريقه، وواحد من الأشياء الكثيرة التي يعمل عليها حاليا هو معرض نسيج السدو، والذي سيجول في جميع أنحاء المملكة المتحدة إلى مدن مختلفة خلال الأسابيع المقبلة.
حرية الصحافة
• صادف 3 مايو اليوم العالمي لحرية الصحافة... كيف بالإمكان المحافظة على الحرية الصحافية؟
- أعتقد أنه كلما زادت الحرية التي يتمتع بها الصحافيون زاد احتمال سماع الجمهور للحقيقة، فعندما يتمتع الصحافيون بحرية الحركة - وأعني بهذا أنهم قادرون على التحدث إلى مصادر مختلفة من دون قيود أو تدخل لا مبرر له، فمن المرجح أن نحصل على تقارير ذات جودة أعلى وأكثر دقة من الناحية الواقعية كأفراد من الجمهور.
لذلك، أعتقد أن حرية الصحافة مهمة جدا من حيث نزاهة القصص والتقارير الإخبارية التي تصل إلينا، واننا كجمهور نعتمد بشكل كبير على العمل الذي يقوم به الصحافيون.
وعلى الرغم من أننا شهدنا طفرة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي فإن الكثير من المواد التي تراها على وسائل التواصل الاجتماعي تعتمد على حسابات غير دقيقة ولم يتم التحقق منها بشكل صحيح.
فللحصول على تقارير دقيقة بناءً على مواد مباشرة، تحتاج إلى متخصصين يعملون بنزاهة، ويكونون قادرين على الوصول إلى الأشخاص أو الأماكن التي لا يمكن للفرد العادي من الجمهور الوصول إليها. بشكل عام، أعتقد أن الصحافيين يلعبون دورا مهما جدا، ومن الأسهل عليهم القيام بعملهم وتقديم منتجات ذات جودة أفضل إذا كان لديهم قدر أكبر من الحرية.
سلامة الصحافيين
• كيف تسعى المملكة المتحدة إلى دعم حرية الصحافة، محليا ودوليا؟
- على المستوى الدولي، تعد المملكة المتحدة من أبرز الداعمين لـ«تحالف حرية الإعلام»، والذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من الديموقراطية وحقوق الإنسان والأمن والازدهار العالمي، كما أنه يجمع 51 دولة من القارات الست لتعزيز حرية الإعلام.
لقد دعمنا هذا التحالف لسنوات عدة، وخصصنا أيضاً نحو 600 مليون جنيه إسترليني من مساعداتنا التنموية الخارجية على مدى السنوات الخمس الماضية لدعم الصحافيين وحرية الإعلام.
أما في المملكة المتحدة فلدينا خطة عمل وطنية للمساعدة في ضمان سلامة الصحافيين، وهو أمر نأخذه على محمل الجد، لأنه بالإضافة إلى ضمان وصول الصحافيين إلى مصادر مختلفة، نحتاج في النهاية إلى التأكد من الاهتمام بسلامتهم أيضا.
التعاون الأمني والدفاعي
• في الوقت الذي تشهد المنطقة توترات متصاعدة، كيف يمكن للمملكة المتحدة أن تشارك مع الكويت في الحفاظ على الأمن والازدهار؟
- لقد عملت المملكة المتحدة والكويت دائما بشكل وثيق معا في المسائل الأمنية والدفاعية، ومن الواضح أن الأمن والدفاع من الأولويات الرئيسية في ضوء ما يحدث بالمنطقة الآن، ولكن حتى خلال الفترات الأكثر هدوءا، كنا دائما نعمل معا بشكل وثيق جدا في مجال التدريب والتعليم العسكري.
وتعد كلية مبارك العبدالله للقيادة والأركان المشتركة، الوحيدة الحاصلة على الاعتماد البريطاني في المنطقة. وسيدرس نحو 100 من أفراد القوات المسلحة الكويتية في كلية الأركان هذا العام، في حين سيدرس 100 آخرين في دورات مختلفة بالمملكة المتحدة.
وسيشهد عام 2024 أيضا قدوم أكثر من 30 فريق تدريب عسكري إلى الكويت من المملكة المتحدة، للتدريب في العديد من المجالات المختلفة بما في ذلك التعليم والاستراتيجية العسكرية، والإسعافات الأولية، والتخلص من القنابل، إضافة إلى تبادل خبراتهم مع شركائهم الكويتيين، حيث إن قواتنا تتاح لهم فرصة التدريب في بيئة مختلفة مع القوات الكويتية.
نحن حريصون دائما على رؤية كيف يمكننا محاولة العمل بشكل أوثق مع شركاء موثوقين مثل الكويت، بما في ذلك من خلال النظر في كيفية تطوير التقنيات وتسخيرها لمواجهة التهديدات الناشئة.
باختصار، من المفيد جدا أن يكون لدينا هذا النوع من العلاقة مع بلد مثل الكويت في المنطقة، حيث لدينا اختلافات ولكن لدينا أيضا الكثير من أوجه التشابه من حيث نهجنا.
شكراً الجريدة•
حرصت السفيرة البريطانية على شكرنا في ختام المقابلة، قائلة: «أشكر الجريدة على إتاحة الفرصة لي لإجراء هذا الحوار».
نصائح للمسافرين إلى بريطانيا في الصيف
دعت السفيرة البريطانية الراغبين في تمضية الصيف بالمملكة المتحدة ألا يقضونها فقط في لندن، قائلة: «لندن جميلة ولكن هناك الكثير للقيام به، فهناك الكثير من الأجزاء الأخرى في المملكة المتحدة التي أود أن أشجع الناس على استكشافها»، مضيفة: «أسكتلندا جميلة في الصيف، وأكثر برودة قليلا أيضا، خاصة إذا ذهبت إلى المرتفعات، كما أن ويلز تتمتع بريف جميل خصوصاً لمحبي المشي لمسافات طويلة وفي الجبال».
وأشارت إلى أن «أيرلندا الشمالية تستحق الزيارة أيضا، كما أن الجو في مسقط رأسي بنيوكاسل لا يصبح حارا جدا أبدا، وإذا كنت تحب المطر فمن المؤكد أن هذا هو المكان المناسب للذهاب إليه».
عمل رائع لصحافيي الكويت
رداً على سؤال عن عملنا كصحافيين، قالت السفيرة البريطانية: «أراك وزملاءك في كل مكان أذهب إليه، لذا أنا أعرفكم جيدا»، مضيفة: «الصحافيون هنا يعملون بجد بشكل لا يصدق، فأنتم حاضرون مهما كانت الفعالية ومهما كان ما يحدث، وهناك دائما واحد منكم على الأقل لتغطية الأمر وتقديم الأخبار للناس، لذلك أعتقد أنه فيما يتعلق بالقدرة على الوصول إلى الكثير من الأحداث المختلفة والقدرة على تغطيتها للناس، فإن الصحافيين هنا في الكويت يقومون بعمل رائع جدا».