المسلم: مسرحنا يمكنه المنافسة في «برودواي» و«بيكاديلي»

أكد أن مسرحية «ساحرة الشمال» لا تقل شأناً عن العروض العالمية

نشر في 05-05-2024
آخر تحديث 04-05-2024 | 19:14
عبدالله وعبدالعزيز المسلم في «ساحرة الشمال»
عبدالله وعبدالعزيز المسلم في «ساحرة الشمال»
عبَّر الفنان عبدالله المسلم عن فخره بنجاح مسرحيته «ساحرة الشمال»، التي يتصدى لإخراجها ويشارك في بطولتها، مؤكداً أن المسرحية لا تقل شأناً عن العروض العالمية، لأن الكويت تمتلك مسرحا يكافئ وينافس بقوة على مسارح «برودواي» و«بيكاديلي». وتحدث المسلم في لقاء صحافي عن الدور الذي يلعبه في الأحداث، والتقنيات التي استعان بها كمخرج للعمل، وإليكم التفاصيل:

• في البداية، حدثنا عن دورك في المسرحية؟

- أجسد شخصية «بوغانم»، وهو تاجر ابن تاجر، متزوج من 3 نساء، ويلجأ لساحرة الشمال للزواج من الرابعة. أحببت الدور كثيراً، وشعرت بأنه «لايق» عليَّ، خصوصاً أنه يروي قصة بدوي يتحدث باللهجة النجدية، لذلك تعجبني هذه النوعية من الأدوار الصعبة، التي أجد فيها نوعاً من التحدي مع الذات، كما تُعد شخصية «بوغانم» الأقرب لي، بعد شخصية «بوجن» في مسرحية «السحر الأسود».

• أنت أيضاً مخرج المسرحية، لكنها ليست أولى تجاربك الإخراجية... حدثنا عن الفرق بين التجربتين؟

- مسرحية «خطوات الشيطان» هي أولى تجاربي في الإخراج وأهمها، وأفتخر بأنني كنت قائد العمل مع أبطال لهم ثقلهم مثل والدي الفنان د. عبدالعزيز المسلم، والفنانة الراحلة انتصار الشراح، وهذه التجربة تعني لي الكثير، ولا تزال عالقة في أذهان جمهوري، الذين يطالبونني دوماً بتولي مهام الإخراج في أعمال قادمة، لكنني أترك هذا الأمر لوالدي في حال قرر أن أُخرج له عملاً العام المقبل، وإذا لم يكن هناك عمل في مسرح الرعب، فطموحي هو إخراج عمل في المسرح الغنائي الاستعراضي للصغار.

• هل تفكر في الخروج من عباءة والدك؟

- نهج الوالد ناجح جداً، ومؤثر على مستوى العالم العربي، وبالتأكيد سأسير على النهج نفسه، سواء في مسرح الرعب، أو المسرح الكوميدي، أو مسرح الطفل، فالنهج لا يختص فقط بنوع معيَّن من المسارح، لكنه يتعلق بتقديم رسالة واضحة وهادفة في العمل المسرحي، بحيث إن المتلقي يجد الفائدة والمتعة معاً. على سبيل المثال، في «ساحرة الشمال» استفاد الجمهور من الناحية الإنسانية، خصوصاً أن كل تذكرة حُجزت ذهب جزء من قيمتها لمشروع بناء مسجد ومركز إسلامي في الدول الفقيرة التي يكثر بها الجهل والدجل، وهذا ما يتوافق مع مضمون العمل الذي يستهدف خزعبلات الجهل والشعوذة.

• هل توقعت ردود فعل الجمهور على المسرحية أم فوجئت؟

- توقعت نجاح المسرحية، لكن إقبال الجمهور وتقديرهم فاق التوقعات، لأنه بمجرد طرح اسم مسرحية «ساحرة الشمال» واسم مؤلفها ومخرجها، قبل طرح «البوستر» الرسمي الخاص بها أو الإعلان عن اسم أي ممثل، كانت العروض اليومية «Sold out»، وهذا يدل على الثقة الكبيرة بما يقدمه «مسرح السلام» من أعمال ذات قيمة كبيرة وبمعايير عالمية، حيث بلغ عدد مَن حضروا العروض حتى الآن أكثر من 40 ألف متفرج، علماً بأن العروض مازالت مستمرة، والإقبال عليها في تزايد مستمر. وهذا التفاعل الجماهيري ليس غريباً على أعمال والدي عبدالعزيز المسلم، فالعروض حققت «ترند» عالياً جداً، وعلى الرغم من ضخامة العرض الواحد، فإننا نقدم 3 عروض يومياً، ومع ذلك يواجه البعض صعوبة في حجز التذاكر باليوم نفسه، وبالتالي يضطر كثيرون إلى الحجز المبكر لعروض قادمة.

• لكن مسرح الرعب ليس جديداً على «قروب السلام»، فما الذي يميز «ساحرة الشمال»؟

- لقد جمعت كل عناصر الإبهار المسرحي في العالم، من إضاءة، وهولوغرام، إضافة إلى 3 دوائر على خشبة المسرح تعمل لوحدها لتحريك قطع الديكور بالدخول والخروج، فضلاً عن طيران الممثلين من غير أسلاك، ومجاميع الألعاب الخطرة من جنوب إفريقيا، وجوقة الطبول من تنزانيا، وكذلك لدينا «قروب» استعراضيين من الفلبين، إلى جانب الاستعراضيين من الكويت، لذلك تتميز المسرحية بضخامتها إنتاجياً وفنياً، بحيث إن هناك أكثر من 150 شخصاً يعملون بدأب على تشغيلها يومياً، فضلاً عن القصة الحقيقية المستوحاة من التراث العربي، والتي تدور أحداثها في عام 1933، لذلك يأتي هذا العمل بشكل مُغاير عمَّا قُدِّم في السابق، ولنواحي الإكسسوار والديكور والمكان والزمان، وتعدد اللهجات، والاحترافية في الاستعراض.

• وما أهم المشاهد التي أبهرت الجمهور خلال العرض؟

- تقنية الدوائر تُعد إحدى أهم التقنيات الموجودة في العرض، حيث تم استحضارها من العاصمة البريطانية «لندن»، وتقنية الهولوغرام، وهي الصورة ثلاثية الأبعاد التي تظهر على الخشبة ليراها الجمهور كما لو أنها حقيقية، كذلك تقنيات أخرى، مثل: الطيران من غير سلك، والدخان.

بالنسبة لي، أعتبر تقنية التحليق فوق الجمهور من أهم التقنيات على الإطلاق، وهي بحد ذاتها تمنحك شعوراً جميلاً جداً، وأنت ترى الجمهور كله من الأعلى، وهو يراك طائراً فوقه، وهذه الخدعة أقوم بها 3 مرات في كل عرض، إضافة إلى مشهد العاصفة، حين تتحرك المراوح العملاقة، لتدفع الممثلين في مشهد متقن يبدو كما لو كان حقيقياً.

• هل تُعد هذه المسرحية الأضخم إنتاجاً على المستوى العربي؟

- بكل تأكيد، فمن يزور كل المسارح الموجودة حالياً سيدرك على الفور أن عملنا هو الأضخم إنتاجاً وبجدارة. أنا لا أتحدث فقط عن الأزياء والديكورات والإكسسوارات والتقنيات، بل هناك العديد من التفاصيل الصغيرة التي نهتم بها بدقة كبيرة، ولن أكون مبالغاً إذا قلت إن «ساحرة الشمال» لو عُرضت في مسارح «برودواي» في نيويورك أو الـ «بيكاديلي» في لندن لدخلت المنافسة بقوة، ونحن لا نقل عن العروض العالمية المتنافسة في تلك المسارح.

• كيف هي التحضيرات لعرض «ساحرة الشمال» في «جولة المملكة 2024»؟

- بحكم أن المسرحية كانت فكرتها المبدئية لرئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ، الذي اتفق مع الوالد على تقديمها لتكون عملاً مسرحياً من تراث شبه الجزيرة العربية، فإننا على أتم الجاهزية لتقديمها في «جولة المملكة» أو «موسم الرياض»، أو غيرهما من المهرجانات المهمة في السعودية، وسنقدمها بـ «راس مرفوع»، لأننا ندرك أهمية وقيمة ما نقدمه.

back to top