بُقِّينُ وبلُودانُ والزبداني
تشفي العليلَ بجوِّها الفتَّانِ
ببديعِ وردٍ في الحدائقِ فاخرٍ
رسموا الزمانَ بخاطري وكياني
طابتْ شهورُ الصيفِ في أنحائها
وروتْ جَنانَ مسافرٍ ظمآنِ
فعلى سفوحِ جبالها وتلالها
طلَّتْ على الريفِ الجميلِ الداني
فيحاءُ يانعةُ الغصونِ نضيرةٌ
هي راحةٌ لخواطرِ الإنسانِ
يلهو الهواءُ بزهرها وثمارها
فكأنما هي رفرفُ الألوانِ
كالتينِ والدُّرَّاقِ والكرزِ الشهيْ
والجوزِ والتفاحِ في الأغصانِ
في بهجةٍ عشنا الصِّبا بنسيمِها
بتنقُّلٍ ما بينها فَينانِ
تجدُ الفواكهَ والخُضارَ جميعَها
في سلةِ البقَّالِ لحظَ ثواني
وهناك بائعُ (آيسْ كِريمَ) جوارَنا
يدعو الجميعَ لحلوِهِ المُزدانِ
فيها الطبيعةُ والحياةُ زهيَّةٌ
بجمالها وهدوئها الوسنانِ
والماءُ عذبٌ في الجداول حولنا
يُثري سواقي التلِّ والوديانِ
والنبعُ في المقهى على نافورةٍ
والماءُ صافٍ مُسرعُ الجرَيانِ
والناسُ في فرحٍ محا أصواتَها
صوتُ الهدير لمائهِ الريَّانِ
فالماءُ نعمةُ خالقٍ متفضِّلٍ
فكأنما هي روضةُ البستانِ
كانتْ على مرِّ الزمانِ محطةً
لقوافلٍ وتجارةِ الركبانِ
فيها من الآثارِ من حِقبٍ مضتْ
من عهد نوحٍ صاحب الطوفانِ
ظلت مكانًا زاهرًا بجماله
يرتادهُ الساعونَ للسلوانِ
واليومَ يمشي فوق زهو بساطها
أجيالُ عصرٍ طامحِ الوجدانِ
صلى عليك اللهُ يا عَلَمَ الهدى
يا نبعةَ الجوريِّ والريحانِ
والآلِ آلِ البيتِ عِترتِه التي
هم أهلُ فضلٍ ثابتِ الأركانِ