ارتاحوا... الأمور طيبة
ضعوا رؤوسكم على وسائد الطمأنينة والأمان في ظل هذه الإدارة الحكيمة، والحمد لله، لماذا «وسائد»؟ (مخاد) أفضل وأوقع على القارئ الكويتي «مال أول».
مرة ثانية، ضعوا رؤوسكم على مخاد الطمأنينة والأمان، و«اشخروا» في نوم عميق، الدولة بأكملها في نوم ثقيل منذ سنوات طويلة، لماذا القلق والهواجس من الأيام القادمة، فالقادم سيكون مثل الأمس واليوم، أمورنا طيبة وبخير، كما كان يقول أحد الرفاق في عز أزمة المناخ عام 82، فبينما كانت هيئة التحكيم تستدعي الناس وتهدد وتتوعد وتحكم وتحيل على مؤسسة تسوية المعاملات، وتفلس مغامرين وغير مغامرين، وإلى آخره، ، حكاية نسيناها، كانت إدارة حصيفة للأزمة مثل معظم إدارات الدولة من «أيام أول» حتى أيامنا هذه.. توفي صاحبنا صاحب مأثورة «الأمور طيبة»، وبقينا نحن الأحياء نردد حكمته الأثيرة.
كم مرة نشد آذانكم مكررين في إعلام التكرار والإعادة ووصل واستقبل وودع عبارة «أنتم شتبون»..! لديكم اليوم حكومتان، بينما غيركم لا يملك مثل ذلك الامتياز، لدينا حكومة تسير العاجل من الأمور، وحكومة تنتظر القادم من الأمور، بينما في الحقيقة لسنا بحاجة إلى أيّ منهما، فلا توجد لدينا «أمور» تسيّرها حكومة أو تنتظرها حكومة قادمة هي في رحم المجهول، وولادتها «ربما» متعسّرة.. «ليش» يعني لماذا! الإجابة المعروفة هم أبخص، ويبدو أن حالة البخاصة وتحقيق الأحلام العريضة في أسهم السلطة متعثّرة قليلاً أو كثيراً.
لا يهم التعثّر الحكومي أم لا.. رواتبنا والمعاشات تصل في موعدها.. والخدم والحشم متوفرون وعمليات نفخ الشفاه والخدود... ووو.. تسير حسب الأصول المرعية.. شتبون بعد؟.. ماذا يعني شوارع محفرة ومطار سنع في عالم الأحلام.. ولجنة مناقصات غير موجودة.. وأزمة كهرباء.. وشكاوى من رواتب قليلة.. وقطاع خاص يفضّل الآسيوي لأنه ينتج ويرضى براتب أقل؟
ولماذا «القطاع التنفيذي في البلاد قد مسّه الكثير من الضرر نتيجة حالة عدم استقرار الإدارة العامة من جهة انتخاب 4 مجالس تشريعية، وتكليف أربع رؤساء وزراء خلال أربع سنوات»؟ وهذا كان كلام محمد البغلي، ما عنده سالفة.
لا داعي للقلق والشكاوى الكثيرة عن مصادرة الحريات من السلطات، يمنعون كتاباً ويحكمون بغرامات باهظة على دور نشر ومكتبات لنشرها بحوثاً ودراسات تتكلم عن واقعنا المنسي، ولماذا الهذرة والشكوى حين تُصادر حرية فرد لأنه تكلّم بحريّة مصدقاً خرافة حريات الضمير... يوجد لديك قوانين وهي ليست قوانين من السويد والنرويج، هي فقط صدى تشريعات شقيقاتنا العروبية ذات ثقافات القروسطية.. لم يغيّرها نواب الـ «شبه» ديموقراطية في مجالس كثيرة سابقة، فاجتزاء تغيير عبارات منها سيفرض تغيير بقية العبارات الملازمة، وهذا ما يخشونه من قواعد التقدم والتخلف... فاسكتوا.. نحن أفضل من غيرنا كما يقول حكماؤنا.. قارنوا بمن هم أسوأ منّا لا بالأفضل.. هكذا كان من المفروض أن يقول المرحوم أحمد الربعي.. ولم يقله وقال عكسه... «عارفين كيف» أموركم بخير... اسكتوا.