إيران تبني مصانع أسلحة في عمق الجبال اليمنية
«الحرس الثوري» يضاعف تسليح الحوثيين ويرسل مزيداً من المستشارين إلى اليمن
• 100 ضابط هندسي حوثي عادوا أخيراً من طهران بعد دورات لتصنيع المسيّرات والصواريخ
بالتزامن مع تهديد جماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية، بتوسيع استهدافاتها للسفن لتشمل البحر الأبيض المتوسط، ضمن ما سمَّته المرحلة الرابعة من التصعيد، كشف مصدر رفيع المستوى في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ «الحرس الثوري» الإيراني، أن طهران سلّمت أخيراً صواريخ ومسيّرات متطورة للجماعة اليمنية المتحالفة معها، وأرسلت كذلك مئات من الخبراء العسكريين لمساعدة الحوثيين وتدريبهم على استخدام هذه الأسلحة، وأنشأت مع هؤلاء الحلفاء مصانع للمسيّرات والصواريخ في عمق الجبال اليمنية.
وأضاف المصدر أن طهران أرسلت كميات كبيرة من القطع اللازمة لتصنيع الصواريخ والمسيّرات، ودربت على أراضيها 100 ضابط هندسي من مقاتلي الحوثيين على كيفية التصنيع قبل أن يعودوا إلى اليمن ويبدأوا عملهم منذ بضعة أسابيع.
وأوضح أن إيران توصلت إلى قناعة أن نشر معامل السلاح في مناطق حلفائها سيكون سياسة ناجحة، لأنه يقلل من خطر استهداف شحنات الأسلحة الكبيرة والضخمة التي تخضع لرصد مكثف من الأميركيين والإسرائيليين، من خلال الاكتفاء بإرسال قطع صغيرة أو متوسطة يمكن تهريبها بسهولة على أن تقوم المصانع المحلية بإنتاج القطع الثقيلة.
وذكر أنه مع هذه التطورات أصبح بإمكان الحوثيين تصنيع صواريخ بالستية ومسيّرات تستطيع إصابة أهداف على بعد نحو ألف كيلومتر، إضافة إلى صواريخ أرض ـ بحر، وجو ـ بحر، يمكن للمسيّرات حملها، كاشفاً أن إحدى المشاكل التي كانت تواجه إيران هي أن استخدام مسيّرات بعيدة المدى وصواريخ كروز يحتاج إلى اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية أو محطات أرضية لإبقاء السيطرة عليها لحين وصولها إلى الهدف.
وأشار إلى أن الإيرانيين استطاعوا حل هذه المشكلة عبر إقامة محطات أرضية وبحرية سرية في البحر الأحمر وخليج عدن، يمكن أن تربط كل المسيّرات وصواريخ الكروز اليمنية ببعضها عبر اتصالات الراديو لا الأقمار الاصطناعية، مما يمكّن هذه الصواريخ من الإفلات من التشويش وعدم الاعتماد على نظام الـ «جي بي إس».
وأكد أن طهران اكتشفت هذه الثغرة بعد الهجوم غير المسبوق على إسرائيل منتصف الشهر الماضي، إذ تمكنت العديد من الصواريخ والمسيّرات التي استخدمت المحطات الأرضية من الوصول إلى الهدف من دون مشكلة.
وقال المصدر إن حلفاء إيران وأصدقاءها زرعوا شبكة محطات لاسلكية أرضية في أماكن سرية في العراق وسورية ولبنان وحتى الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أنه من الصعب على الأجهزة الأمنية رصدها، بسبب حجمها الصغير الذي يوازي حجم جهاز كمبيوتر نقال مع هوائي ببطاريات تعمل بالطاقة الشمسية.