• ما دلالات زيارة سمو الأمير إلى تركيا؟ وما نتائجها من وجهة نظرك؟
- هذه هي الزيارة الرسمية الأولى لسمو الأمير خارج العالم العربي، مما يدل على التقارب بين بلدينا.
وبينما نحتفل بالذكرى الـ 60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية، أعتقد أن هذه الزيارة ستكون علامة فارقة حاسمة، وستبث الزخم في تعاوننا الثنائي. سيتم خلال الزيارة تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك من التجارة إلى الدفاع.
ومع ذلك، فإن أهمية هذه الزيارة تمتد إلى ما هو أبعد من العلاقات الثنائية، فهناك العديد من الموضوعات التي تتطلب التشاور والتنسيق بين تركيا والكويت، باعتبارهما جهتين فاعلتين تتقاسمان رؤى مماثلة عندما يتعلق الأمر بالسلام والاستقرار الإقليميين.
فمنطقتنا تمرُّ بفترة صعبة، وفي مثل هذه الأوقات تصبح المشاورات والتعاون بين شريكين صديقين – تركيا والكويت – أكثر أهمية.
وقد كانت العلاقات الأخوية بين قادتنا دائماً حجر الزاوية في علاقاتنا السياسية الممتازة.
وفي أعقاب هذه الزيارة المهمة، وفي ظل القيادة الحكيمة للرئيس رجب طيب أردوغان وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، ستتوسع الشراكة بين تركيا والكويت، لتشمل مجالات جديدة.
أزمة متصاعدة
• هل تقودنا حرب غزة إلى دوامة جديدة من العنف تهدد استقرار المنطقة برمتها؟ وهل سيكون هذا الأمر على جدول أعمال الزيارة؟
- تمثل غزة الجرح النازف في منطقتنا، وهي أزمة متصاعدة تهدد بابتلاع الشرق الأوسط برمته. إن المجازر الإسرائيلية المتواصلة، والتي تهدف إلى إخلاء غزة من سكانها، تشكِّل خطراً كبيراً على الأمن العالمي.
وعندما يتعلق الأمر بفلسطين، فإن تركيا والكويت تشتركان في الدعوة إلى إنهاء العنف، ووقف الاحتلال الإسرائيلي الوحشي، وإنشاء دولة فلسطينية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وباعتبارنا شريكين متشابهين في التفكير، فإن قادتنا سيناقشون بلا شك الوضع الإنساني في غزة.
وجدير بالذكر أن تركيا والكويت من بين أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية لشعب غزة، وستكون محنتهم محور الاهتمام خلال الاجتماعات بين الرئيس أردوغان وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.
• نقترب من الاحتفال بمرور 60 عاماً على العلاقات بين تركيا والكويت، كيف تقيّمين هذه العلاقة، التي شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً ونمواً على الصُّعد كافة؟
- رغم أن صداقتنا التاريخية تعود إلى أبعد من ذلك بكثير، فإن العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والكويت ستحتفل بالذكرى الستين لتأسيسها هذا العام. صداقتنا مع الكويت قوية وطويلة الأمد، تغذيها القيم والمصالح المشتركة. ونحن نصف بكل فخر علاقاتنا مع الكويت بالمتميزة.
وعلى المستوى المجتمعي، تلعب الروابط الثقافية والتاريخية أيضاً دوراً مهماً. ويعتبر الشعب التركي الكويتيين إخوته وأخواته، والعكس صحيح.
إن دولنا لديها تقاليد من التفاهم والمودة المتبادلة. تعمل السياحة والمسلسلات التلفزيونية والأدب على تعزيز الروابط بين بلدينا. وتحظى المسلسلات التلفزيونية التركية بشعبية كبيرة في الكويت، وتظل تركيا الخيار الأفضل للسياح الكويتيين. حتى مطابخنا تظهر أوجه تشابه ملحوظة. والأهم من ذلك أننا ننتمي إلى الحضارة الإسلامية.
علاوة على ذلك، بتوجيه من الرئيس أردوغان وسمو أمير الكويت، وصلت علاقاتنا إلى مستوى مثالي، وتستمر في النمو بشكل أقوى. وكما ذكرت سابقاً، كان للصداقة بين قادتنا تأثير كبير على علاقاتنا الثنائية، مما مهد الطريق لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وفي الشؤون الإقليمية، تتقاسم تركيا والكويت رؤى مماثلة. ويلتزم البلدان بدعم السلام والاستقرار الإقليميين. لذلك، فإننا نولي أهمية كبيرة للتشاور والحوار الوثيق والتعاون مع الكويت في القضايا الإقليمية والدولية. لدينا علاقات تجارية واستثمارية عميقة وطويلة الأمد. إن التفاعل في مجالات مثل السياحة والتعليم والصحة يعزز الصداقة بين بلدينا. ومع هذا الأساس القوي، فإننا نتطلع إلى المستقبل بتفاؤل، ونهدف إلى تعاون أوثق، وعلاقات تجارية أعمق، وزيادة الشراكة في كل مجال ممكن.
• مع اقتراب فصل الصيف... ما نصيحتك للراغبين بالسفر إلى تركيا؟
- أدعو المواطنين والمقيمين في الكويت لاستكشاف جمال تركيا هذا الصيف. تتوفر رحلات مباشرة إلى وجهات مثل أنطاليا وطرابزون. وفي حين أن الخط الساحلي آسر بلا شك، فإنني أشجع المسافرين على عدم تقييد رحلاتهم إلى الشواطئ فقط، ففي أعماق قلب الأناضول، هناك ثروة من الاستكشاف تنتظرهم.
تركيا هي أكثر من مجرد مناظر طبيعية خلابة وسواحل مذهلة وجبال خضراء. فهي تقدم تجربة ثقافية وتاريخية غنية، مع تراث متنوع ومعالم قديمة وتقاليد نابضة بالحياة، وغالباً ما تجد هذه الجوانب صدى لدى المسافرين الباحثين عن تجارب فريدة وغامرة.
لذا، سواء كان السائح منجذباً إلى مياه البحر الأبيض المتوسط الفيروزية أو الأجواء الروحانية في قونية، فإن تركيا تنتظره بأذرع مفتوحة.
مليارا دولار استثمارات كويتية في تركيا
رداً على سؤال عن حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين والفرص الاستثمارية المتاحة للكويتيين، أكدت السفيرة التركية أن «زيادة التجارة والاستثمارات المتبادلة مع الكويت، إحدى أهم أولوياتنا على المدى القصير»، مشيرة إلى أن «حجم التجارة بين البلدين بلغ 700 مليون دولار عام 2023، ونهدف إلى مضاعفة هذا الرقم في السنوات المقبلة، من خلال التنويع القطاعي وآليات التعاون الجديدة».
وأضافت: «قيمة الاستثمارات الكويتية المباشرة في تركيا تبلغ مليارَي دولار، وفي عام 2023 وصلت قيمة المشاريع التي نفذها قطاع المقاولات لدينا في الكويت إلى 9.2 مليارات دولار».
وأوضحت سونمز أن بلادها «نفذت أخيراً سلسلة من الإصلاحات التي من شأنها تحسين بيئة الاستثمار، كما أن الاقتصاد التركي ينمو على أسس أقوى من أي وقت مضى»، داعية الكويتيين إلى زيادة استثماراتهم في تركيا. وتابعت: «نرى أن الكويت دخلت في عملية إصلاح وتحوُّل واسعة النطاق تتماشى مع أهداف تحقيق استثمارات جديدة ومشاريع عملاقة في إطار رؤية كويت جديدة 2035 وتقليل الاعتماد على عائدات النفط، ونحن في تركيا نود أن نسهم مع شركاتنا في هذه العملية».