صرح الفنان سليمان البسام أن مسرحية «صمت» انطلقت بوحي من أحداث الرابع من أغسطس 2020 حين شهد مرفأ بيروت أضخم انفجار غير نووي في التاريخ، وشكلت التداعيات الكارثية لما جرى رمزاً لانفجار في حكم بلد، انفجار يكشف وجه الفساد السياسي وانسداد الأفق والأزمات الاقتصادية والاجتماعية وحلقات العنف المركبة وكل نواتج تهميش الإنسان والمجتمع والبيئة.

وأضاف البسام أن نص «صمت» ولد كتساؤلات موجهة للذات حول ماهية وجدوى مشروع المسرح السياسي الملتزم بمواجهة كل هذا التدمير المدروس للأدوات والتفكيك الممنهج للمعاني، والهجوم على اللغة كأداة لوصف الواقع الذي نعيشه، حيث يمثل العمل مرحلة جديدة لمشروع بحثي في التكثيف على صعيد اللغة والاقتصاد بالأدوات المسرحية التي تؤدي إلى تركيز البعد الشعري في مكونات العرض المسرحي، ويشكل حلقة جديدة من حلقات البحث عن التوليفات العربية لبناء لغة مسرحية معاصرة متجددة، كما يمثل استعارة لشخصية المفكر والفنان والإنسان الذي يختار الصمت كشكل مطلق لتعبير.

Ad

وأوضح أنه «أمام تذويب المفاهيم السياسية لليسار واليمين وبمواجهة التغيرات الجذرية في خريطة التحالفات الجيوسياسية في المنطقة، وبمواجهة العنف المتصاعد والتضليل الإعلامي غير المسبوق نسأل أنفسنا عن الأشكال المحتملة للمقاومة الفنية، وما هو تعريف فعل المقاومة الفنية اليوم؟ وإن تخلينا عن أدواتنا التقليدية المعهودة (الحدث، السرد، الشخصيات) وتخيلنا – تحديداً- الفعل المبني على الصمت المطلق كأداة للمقاومة – ماذا سنكشف؟ شخصية الصامتة التي تتم مخاطبتها غير محددة، الصمت هو هي، الصمت هو هو، أنت، أنتِ، كلنا، ولا أحد منا... الصمت هو الصمت، إن هذا النمط من الأعمال يتطور عبر مراحل مختلفة وبأشكال مختلفة، ولنا الشرف أن نقدم (صمت) في مركز اليرموك الثقافي بدار الآثار الإسلامية التي احتضنت آخر مراحل تطوير العمل خلال نوفمبر 2023».

من جانبها، عبّرت الفنانة حلا عمران عن سعادتها بعرض المسرحية في مركز اليرموك الثقافي، وعلقت قائلة: «هذا المكان أحسه بيتي، وسعيدة أني ألتقي الجمهور الكويتي للمرة الثانية بهذا العرض».

وعن أعمالها الجديدة، قالت عمران إن هناك أكثر من عمل مسرحي جديد بفرنسا، وفي مرحلة عمل البروفات، أما من ناحية مسرحية «صمت» فلديهم عدة جولات بالإضافة إلى جولات عرض لمسرحية «آي ميديا».

ويتكون فريق عمل المسرحية: سينوغرافيا وتصميم الإضاءة إيريك سواييه، موسيقى التنين، أداء حلا عمران، علي حوت، عبد قبيسي، مدير الإضاءة سعد سمير، هندسة الصوت ما تيلد داهوسي، إدارة الفرقة والترجمة الفورية وفاء الفراحين، مدير الخشبة شامندا كيرالجي، مستشار الأزياء: نسج وأميرة بهبهاني، المدير الإداري سيف العريف، إدارة الإنتاج محمد جواد، أسامة الجامعي، إنتاج مسرح سبب.

مسرح «سبب» في سطور

استطاع مسرح سبب «SABAB Theater» منذ تأسيسه في الكويت عام 2002 أن يحقق صدى عالميا، وأن يثبت وجوده كأحد أبرز منتجي المسرح الملتزم في العالم العربي. ويعمل «سبب» على إعادة الروح للمسرح العربي ودوره المحوري في الثقافة عبر البحث عن توليفات عربية لبناء لغة مسرحية معاصرة ومتجددة، قادرة على خلق لحظات تجلٍّ مسرحيا تخاطب وجدان الجماهير عربيا ودوليا.

ومنذ تأسيسه أنتج «سبب» أكثر من 15 عملا مسرحيا تم تقديمها في أهم دور العرض بالعالم، ونالت إعجاب النقاد والجمهور وتم الاحتفاء بها عبر قارات العالم الخمس.