دون مجال لأي خطأ في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة لمونديال قطر 2022، تلتقي بولندا والأرجنتين في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، ولا بديل للفريقين عن حصد النقاط من أجل التأهل لثمن النهائي، ويعول الفريقان على النجمين ليو ميسي وروبرت ليفاندوفسكي.

وينتظر ليونيل سكالوني ولاعبوه نهائي جديداً، وهو الثاني الذي يخوضونه بعد مواجهة المكسيك الصعبة التي أسفرت عن أول فوز ل «ألبيسيليستي» في البطولة 2-0، بعد الخسارة المفاجئة أمام السعودية في المباراة الأولى 1-2.

Ad

لا بديل عن الفوز

من هنا تبرز أهمية الفوز بالنسبة للأرجنتين التي تصطدم بليفاندوفسكي ورفاقه، وهي المواجهة الثالثة بين «ألبيسيليستي» و«النسور البيضاء» في تاريخ المونديال، وكانت الأولى في 1974 وفازت بها بولندا، قبل أن ترد الأرجنتين في نسخة 1978 وتهزم الفريق الأوروبي، وهي البطولة التي توج بها المنتخب اللاتيني.

ويقف ليو ميسي وليفاندوفسكي وجهاً لوجه اليوم... نجمان عالميان لكن كل منهما في فريق له مصالح مختلفة، لكنهما يشتركان في عامل الرغبة في التأهل، وعلى المستوى الشخصي كذلك، فليو يتحسن في كل مباراة عن سابقتها، ويدرك أن هذه ستكون فرصته الأخيرة ربما لرفع كأس العالم، أما بالنسبة للبولندي فالهدف هو إعادة وضع منتخب بلاده ضمن الفرق الثقيلة والتخلص من عقدة دور المجموعات الذي لم يستطع البولنديون تجاوزه منذ آخر ثلاث نسخ من كأس العالم بما فيها روسيا 2018، التي ودعتها بولندا من دور المجموعات، ودون أن يسجل ليفاندوفسكي ولو هدفاً واحداً.

لكن ابن وارسو يبدو أنه يؤدي على نحو جيد حتى الآن فيما يخص تحقيق الأهداف، فقد هز شباك السعودية كي يضع منتخب بلاده على قمة المجموعة قبيل الجولة المقبلة.

وتجمع قطر للمرة الرابعة النجم الأرجنتيني والقائد البولندي في الملعب، فقد سبق أن تواجها 3 مرات من قبل، فاز ليفاندوفسكي في اثنين منها مع فريقه السابق بايرن ميونيخ على ميسي في فريقه السابق برشلونة بدوري الأبطال، بينما فاز ميسي مرة وحيدة مع البرشا.

وتستعد الأرجنتين بكل قوتها لمواجهة بولندا الحاسمة، ويملك ليونيل سكالوني جميع اللاعبين تحت إمرته، إذ لم يشهد لقاء المكسيك أي حوادث، إلا أن تشكيل الأرجنتين قد يشهد تغييرات أيضاً مقارنة بالمباراتين السابقتين. وإذا كان سكالوني أجرى تعديلات على تشكيلته قبل مقابلة السعودية والمكسيك، فعلى الأرجح سيكون هناك تغيير ما أمام بولندا.

وبالمثل، لم يتوان تشيسواف ميخنيفيتش في إدخال تعديلات في التشكيل الذي خاض به لقاء المكسيك، حيث لعب بخمسة مدافعين، قبل أن يعزز وسط الملعب بلاعب إضافي أمام السعودية، وسارت الأمور على نحو أفضل بالنسبة له.

ميسي وليفاندوفسكي وجهاً لوجه

يظل ليونيل ميسي وروبرت ليفاندوفسكي البوصلة الحقيقية للأرجنتين وبولندا، اللتين تتواجهان اليوم وعينهما على التأهل للدور ثمن النهائي من مونديال قطر 2022 لكرة القدم، لاسيما أنهما لا يلقيان المساعدة اللازمة من زملائهما.

ولعل تصريح مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني بعد المباراة ضد المكسيك (2-0) يلخص تماماً هذا الأمر، عندما قال: «وبعد ذلك تعرفون ماذا حصل. سجّل صاحب الرقم 10، وهو أفضل ما يجيده...».

كانت المباراة تسير نحو التعادل السلبي وتعقيد مهمة الأرجنتين في بلوغ الدور الثاني، عندما لعب ميسي دور المنقذ، ووجد الحل في الوقت الذي كان المنتخب الأرجنتيني بأكمله أصيب بالشلل بسبب التوتر.

كان ميسي، الذي سجل هدف الأرجنتين الوحيد من ركلة جزاء في المباراة الافتتاحية التي شهدت خسارة فريقه أمام السعودية بشكل مفاجئ 1-2، على الموعد حتى الآن، لكن نجم باريس سان جرمان الفرنسي الساعي إلى إحراز اللقب الوحيد الذي يغيب عن خزائنه، لم يلق المساهمة الفعالة من باقي أفراد الفريق.

في المقابل، وضع ليفاندوفسكي حداً لصيام دام 4 مباريات في النهائيات لم يسجل فيها أي هدف، وأضاع ركلة جزاء في مواجهة المكسيك بالجولة الأولى في مونديال قطر، قبل أن يفتتح رصيده في مرمى السعودية مستغلاً خطأ دفاعياً.

إضافة إلى الهدف كان ليفاندوفسكي صاحب التمريرة الحاسمة التي جاء منها الهدف الأول لبولندا في مرمى السعودية وحمل توقيع بيوتر جيلينسكي.

ويعتبر جيلينسكي، الذي خاض 76 مباراة دولية، من العناصر المهمة في المنتخب البولندي، ويتألق في صفوف فريقه نابولي متصدر الدوري الإيطالي الذي يدافع عن ألوانه منذ 6 سنوات.

في المقابل، يواجه مدرب بولندا تشيسلاف ميخنييفيتش صعوبة في استخراج الأفضل من المهاجم الآخر أركاديوش ميليك.

ودخل ميليك، المعار من مرسيليا الفرنسي إلى يوفنتوس الإيطالي، بديلاً في ربع الساعة الأخير أمام المكسيك، وأصاب العارضة ثم لعب أساسياً ضد السعودية من دون أن يشكل خطورة.

في المقابل، فإن خيبة الأمل تأتي من الجناح من أنخل دي ماريا الذي يعتبر المعاون الاساسي لميسي لكنه قدم أداء خجولاً حتى الآن.

مدرب منتخب بولندا تشيسلاف ميخنيفيتش

ميخنيفيتش: لاعب واحد لا يمكنه إيقاف ليونيل

اعتبر مدرب منتخب بولندا، تشيسلاف ميخنيفيتش، أن أسلوب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يشبه الى حد بعيد ما كان يقوم به البطل الإيطالي الشهير البرتو تومبا متزلج سباقات التعرج.

جاء كلام المدرب البولندي عشية مباراة فريقه ضد الأرجنتين، مشيرا الى أنه يتعين على فريقه محاصرة ميسي لمنعه من القيام بمراوغاته.

وقال ميخنيفيتش: «ميسي على أرض الملعب مثل ألبرتو تومبا على المنحدر، إنه قادر على تجنّب كل شخص مثلما كان تومبا قادراً على الالتفاف على كل شيء».

وأضاف: «لاعب واحد لا يمكنه إيقاف ميسي، يجب أن نوكل المهمة لأكثر من لاعب»، مشيرا الى أن «حتى ذلك قد لا يكون كافيا».

وتابع: «العالم كله يفكر منذ سنوات في كيفية إيقاف ليونيل ميسي، وقد سجل العشرات من الأهداف وصنع التمريرات الحاسمة».

وقال: «لا أعتقد أننا سنجد أبدًا الإجابة النهائية عن هذا السؤال».

وتملك بولندا هدافا من الطراز الرفيع بشخص روبرت ليفاندوفسكي الذي يسير على خطى الأرجنتيني، ليكون معبود جماهير برشلونة الإسباني، حيث سجل 18 هدفًا في 19 مباراة هذا الموسم في مختلف المسابقات.

ووصف الكثيرون المباراة المرتقبة بالمواجهة بين ميسي وليفاندوفسكي، لكن المدرب البولندي لا يوافق على ذلك، قائلا: «إنها ليست مباراة بين ليفاندوفسكي وميسي، إنها ليست مباراة كرة مضرب».

وتابع: «الأمر لا يتعلق بفرد في مواجهة فرد آخر، لا يتعلق الأمر بإرسالاتهم. هذا لا يحدث في كرة القدم».

وذكر أن «روبرت يحتاج إلى زملائه في الفريق، والأمر ينطبق على ليو. نحن نعتمد على هذين المهاجمين العظيمين، لكنهما لا يستطيعان الفوز بمفردهما».

واعترف بأنه كمشجع يدعم الأرجنتين منذ فترة طويلة، لكنّه قال إنه لن تكون لديه مشاعر متضاربة خلال مباراة اليوم.

وقال في هذا الصدد: «منذ أن كنت طفلا صغيرا، كنت دائما أشجع الأرجنتين. لديهم مشجعون رائعون، وفريق رائع، ولاعبون مميزون مثل ماريو كيمبس عام 1978 وآخرون. كان هناك الكثير من الصعود والهبوط، وكنت دائماً مشجعاً للأرجنتين، لكنني لن أفعل ذلك اليوم».

التشكيل المتوقع للمنتخبين

الأرجنتين: إميليانو مارتينيز، ناهويل مولينا أو غونزالو مونتييل، كريستيان روميرو، نيكولاس أوتامندي، ماركوس أكونيا، رودريغو دي بول، لياندرو باريديس، إنزو فرنانديز، أنخل دي ماريا، ليو ميسي ولاوتارو مارتينيز.

بولندا: فويستيتش تشيزني، ماتي كاش، كاميل جليك، بارتوس بيرشزنكي، كريستيان بيليك، غريوغور كريشوفياك، بيوتر زيلينسكي، أركاديوس ميليك، بريميسلو فرناكوفسكي، جاكوب كامينسكي وروبرت ليفاندوفسكي.