اكتشاف أطلال قصر ملكي من زمن الفراعنة في سيناء

يرجع لعهد الملك تحتمس الثالث ويزيح الستار عن تاريخ مصر العسكري

نشر في 07-05-2024
آخر تحديث 06-05-2024 | 19:16
موقع الاكتشاف الأثري
موقع الاكتشاف الأثري
تنامى الحديث عن شبه جزيرة سيناء في الأيام القليلة الماضية، في أوساط الأثريين والمهتمين بالتاريخ والحضارة الفرعونية، بعدما أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية العثور على بقايا أو أطلال قصر ملكي محصنة في «تل حبوة» بمحافظة شمال سيناء، ذات أهمية عسكرية كبرى، وتقدم قراءة مهمة في هذه المرحلة التاريخية.

نجحت بعثة أثرية مصرية تعمل في موقع آثار تل حبوة (ثارو) بمنطقة آثار شمال سيناء في الكشف عن بقايا مبنى مشيّد من الطوب اللبن يمثّل إحدى الاستراحات أو القصور الملكية الواقعة بنطاق البوابة الشرقية لمصر، أثناء أعمال الحفائر الأثرية ضمن مشروع تنمية سيناء.

الأمين العام للمجلس الأعلى الآثار، محمد إسماعيل خالد، قال إن الدراسات العلمية المبدئية التي تمت على اللُقى الأثرية التي جرى اكتشافها داخل المبنى أوضحت أنه يرجع إلى عهد الملك «تحتمس الثالث» من الأسرة الفرعونية الـ18 (عصر الدولة الحديثة)، مرجحًا أن هذا المبنى كان يُستخدم كاستراحة ملكية بسبب التخطيط المعماري للمبنى وندرة كسرات الفخار داخله، وأكد أهمية هذا الكشف لكونه يكشف النقاب عن المزيد من المعلومات المهمة عن تاريخ مصر العسكري خلال عصر الدولة الحديثة لاسيما في سيناء.

صالتان وغرف

قال مدير عام آثار سيناء المشرف على البعثة الأثرية، هشام حسين، إن المبنى المكتشف مكوّن من صالتين مستطيلتين، ملحق بهما عدد من الغرف، والبوابة الرئيسية للمبنى في جهة الشمال وتؤدي إلى صالة أولى مستطيلة الشكل يتوسطها 3 قواعد أعمدة من الحجر الجيري، وتتصل الصالة الأولى بأخرى أصغر لها مدخلان، الأول في جهة الشرق والثاني في جهة الغرب.

وتابع: «تتوسط الصالة قاعدتا أعمدة من الحجر الجيري قطر كل منهما متر، كما تم الكشف عن الأعتاب الحجرية الخاصة بالمداخل الرئيسية لتلك الصالة. وتؤدي الصالة الثانية إلى غرفتين منفصلتين تقع الأولى تجاه الشرق والثانية تجاه الغرب وتتصلان بالصالة الثانية عن طريق مدخلين في مقابل مداخل الصالة الثانية تقريًبا»، مضيفا أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن الأعتاب الحجرية الخاصة بمداخل الغرف، بالإضافة إلى مجموعة من الغرف الصغيرة الملحقة بالمبنى من الخارج.


إحدى الُّلقى المكتشفة داخل المبنى إحدى الُّلقى المكتشفة داخل المبنى

من جانبه، أوضح مدير منطقة آثار شمال سيناء رئيس البعثة، رمضان حلمي، أن المبنى تم تأريخه بناءً على تسلسل الطبقات والفخار المكتشف خارجه، بالإضافة إلى العثور على جعران يحمل اسم الملك «تحتمس الثالث»، ومن المرجح أن تكون الاستراحة استخدمت في فترة تواجد الملك تحتمس بالمكان خلال قيامه بحملة حربية لتوسيع الإمبراطورية المصرية في اتجاه الشرق، مضيفا أن المبني تم تحصينه في مرحلة لاحقة بسور محيط له بوابة رئيسية تقع باتجاه الشرق.

يُشار إلى أنه خلال عصر الانتقال الثالث بداية من الأسرة 21 حتى الأسرة 25 جرى استخدام هذا المكان كله (حبوة2) كجبّانة، حيث تم العثور على مجموعة مختلفة الأشكال من «الأمفورات» محليّة الصنع استخدمت لدفن الأطفال تؤرخ بداية من عصر الأسرة 21 حتى الأسرة 25.

back to top