تُوجت القمة الكويتية- التركية، التي عقدها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، في مستهل زيارة الدولة التي يقوم بها سموه إلى تركيا، بتوقيع 6 اتفاقيات ثنائية شملت عقود شراء الصناعات الدفاعية من أنقرة، وإنشاء حوار استراتيجي مشترك، والتعاون في مجال المناطق الحرة، والرعاية السكنية والبنية التحتية، وتشجيع الاستثمار، وإدارة الكوارث والطوارئ.
كما تضمنت القمة، عقد جلسة مباحثات ثنائية بين سمو الأمير والرئيس أردوغان، لبحث دعم وتنمية الشراكة القائمة على جميع الصعد، بما يخدم مصالحهما المشتركة، ومناقشة أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وبحضور صاحب السمو أمير البلاد والرئيس أردوغان، تم عصر أمس في القصر الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة مراسم التوقيع على اتفاقيات ثنائية بين دولة الكويت وجمهورية تركيا الصديقة وهي كما يلي:
أولاً: بروتوكول تنفيذي بين حكومة الكويت ممثلة بوزارة الدفاع الكويتية (KMOD) وحكومة جمهورية تركيا ممثلة بوزارة الدفاع الوطني (MOND)، وأمانة الصناعات الدفاعية (SSB)، بشأن عقود شراء الصناعات الدفاعية من حكومة إلى حكومة، ووقعها من الجانب الكويتي وزير الخارجية عبدالله اليحيا، وعن الجانب التركي وزير الصناعات الدفاعية هالوك غوركن.
ثانياً: مذكرة تفاهم بشأن إنشاء حوار استراتيجي مشترك بين وزارة خارجية الكويت ووزارة خارجية الجمهورية التركية، ووقعها من الجانب الكويتي وزير الخارجية عبدالله اليحيا، وعن الجانب التركي وزير الخارجية هاقان فيدان.
ثالثاً: مذكرة تفاهم بين الإدارة العامة للدفاع المدني في وزارة الداخلية بالكويت، ووزارة الداخلية ورئاسة إدارة الطوارئ في الجمهورية التركية (أفاد)، المتعلقة بإدارة الكوارث والطوارئ، ووقعها من الجانب الكويتي وزير الخارجية عبدالله اليحيا، وعن الجانب التركي محافظ رئيس الأفاد أوكاي ميميش.
رابعاً: خطاب نوايا بين هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في الكويت والإدارة العامة للمناطق الحرة في وزارة التجارة في الجمهورية التركية بشأن التعاون في مجال المناطق الحرة، ووقعها من الجانب الكويتي وزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار د. أنور المضف، وعن الجانب التركي وزير التجارة د. عمر بولات.
خامساً: خطاب نوايا بين وزارة الدولة لشؤون الإسكان في حكومة الكويت، ووزارة البيئة والعمران والتغيير المناخي في حكومة الجمهورية التركية بشأن التعاون في مجال الرعاية السكنية والبنية التحتية، ووقعها من الجانب الكويتي وزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار د. أنور المضف، وعن الجانب التركي وزير البيئة والتمدن والتغيير المناخي محمد اوزاسكي.
سادساً: مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للاستثمار عن حكومة الكويت ومكتب الاستثمار التابع لرئاسة الجمهورية التركية بشأن التعاون في مجال تشجيع الاستثمار، ووقعها من الجانب الكويتي وزير المالية وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار د. أنور المضف، وعن الجانب التركي وزير البيئة والتمدن والتغيير المناخي محمد اوزاسكي.
جلسة مباحثات
كما عقدت في القصر الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، عصر أمس، جلسة المباحثات الرسمية بين الكويت وجمهورية تركيا الصديقة، ترأس فيها صاحب السمو أمير البلاد الجانب الكويتي، فيما ترأس الرئيس أردوغان الجانب التركي.
وقد تم خلال جلسة المباحثات استعراض العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الكويت وجمهورية تركيا الصديقة، وسبل دعم وتنمية الشراكة القائمة على جميع الصعد، بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وألقى صاحب السمو كلمة جاء في نصها: يسعدنا وأعضاء الوفد المرافق ونحن في زيارة دولة للجمهورية التركية الصديقة أن نعرب للبلد الشقيق رئيساً وحكومة وللأمة التركية عن بالغ التقدير والعرفان والامتنان، لما أحطنا به من حفاوة استقبال وكرم ضيافة.
تعاون مثمر
وقال سموه: نؤكد أن زيارتنا اليوم للبلد الصديق تعزز التعاون المثمر البناء بين البلدين، وتجسد حرص القيادتين على الارتقاء به في شتى المجالات، بما يخدم مصالح بلدينا المشتركة، ويحقق آمال شعبينا الكريمين وتطلعاتهما.
وأضاف سموه: اننا نسجل إشادتنا بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع بلدينا الصديقين والممتدة عبر 60 عاماً منذ تأسيسها في العام 1964، ونعرب عن تطلعنا نحو تعزيز أواصر هذه العلاقات، بما يعكس طموح شعبي البلدين الصديقين.
وتابع سموه: كما نعتز بما يجمع البلدين الصديقين من تضامن ولحمة تجلت في الموقف التركي المشرف تجاه الكويت إبان العدوان العراقي على الكويت.
وأردف سموه: نهنئ بلدكم الصديق بنجاح منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث الذي عقد في مطلع شهر مارس 2024 بمشاركة ممثلنا وزير الخارجية، مستطرداً: كما نشيد بتوقيع البيان المشترك لبدء المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجمهورية التركية الصديقة بتاريخ 21 أبريل 2024 في أنقرة.
ولفت سموه إلى أننا نتطلع إلى عقد الدورة الثالثة من لجنة التعاون المشتركة على مستوى وزيري خارجية بلدينا الصديقين في الكويت، كما نتطلع إلى عقد الدورة الحادية عشرة للجنة الكويتية - التركية المشتركة للتعاون الاقتصادي والصناعي والفني في (أنقرة) برئاسة وزير التجارة عن الجانب الكويتي.
تعاون دفاعي واستثماري
وأكد سموه التطلع إلى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الصديقين في جميع المجالات، وخصوصاً الدفاعية من خلال التعاقد المباشر (حكومة مع حكومة)، «ونتطلع أيضاً إلى تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في المجالين التجاري والاستثماري لما يمتلكه البلدان من مقومات وإمكانات تساهم في رفع مؤشرات التبادل التجاري إلى مستويات أرحب، وتعزز الفرص الاستثمارية بينهما، وفي هذا الصدد نعتز بجهود شركة (ليماك التركية) التي تتولى تنفيذ مشروع مبنى مطار الكويت الجديد 2 T».
وفي ختام كلمته، قال سموه «إننا نجدد شكرنا الجزيل للرئيس أردوغان، داعين الله بدوام الرفعة والتقدم والازدهار والتميز لبلدينا الصديقين».
وساد المباحثات جو ودي عكس روح الصداقة والتفاهم التي تتميز بها العلاقات الطيبة بين قيادتي البلدين الصديقين، تمثيلاً لرغبتهما المشتركة في المزيد من التنسيق والعمل على كل الصعد والميادين.
حضر المباحثات أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.
مراسم استقبال رسمية
وأقيمت في القصر الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، عصر أمس، مراسم الاستقبال الرسمية لسمو أمير البلاد، بمناسبة زيارة دولة لسموه لجمهورية تركيا.
ولدى وصول الموكب الرسمي المقل لسموه إلى القصر الرئاسي بمرافقة مجموعة من الخيالة ترفع أعلام البلدين كان على رأس مستقبلي سموه الرئيس أردوغان، بعدها تم عزف السلام الوطني لكلا البلدين، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيباً بقدوم سموه، ثم قام سموه باستعراض طابور حرس الشرف.
كما تفضل سموه بمصافحة عدد من كبار المسؤولين بالحكومة التركية، ثم قام أردوغان بمصافحة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.
مأدبة عشاء
وعلى شرف صاحب السمو والوفد الرسمي المرافق لسموه أقام الرئيس أردوغان مأدبة عشاء في القصر الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة بمناسبة زيارة دولة لسموه لجمهورية تركيا الصديقة.
وكان سموه والوفد الرسمي المرافق لسموه وصل إلى العاصمة التركية أنقرة، عصر أمس، وكان في مقدمة مستقبلي سموه على أرض المطار الرئيس التركي، كما كان في استقبال سموه وزير الخزانة والمالية رئيس بعثة الشرف محمد شيمشك ووالي مدينة أنقرة واصب شاهين وقائد الحامية العسكرية لمدينة أنقرة اللواء أحمد كورو محمود وسفير دولة الكويت لدى تركيا وائل العنزي والقنصل العام لدولة الكويت في مدينة إسطنبول محمد الشرجي.
مغادرة البلاد
وكان في وداع سموه لدى مغادرته البلاد، ظهر أمس، نائب الأمير الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة، وسمو الشيخ ناصر المحمد وسمو الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الوزراء المكلف بتصريف العاجل من الأمور سمو الشيخ الدكتور محمد الصباح، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ فيصل النواف، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف، ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريدة المعوشرجي، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط الدكتور عماد العتيقي وكبار المسؤولين بالدولة.
ويرافق سموه وفد رسمي يضم كلا من وزير المالية وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار الدكتور أنور المضف ووزير الخارجية عبدالله اليحيا وكبار المسؤولين بالديوان الأميري ووزارة الخارجية.
«وسام الدولة» لصاحب السمو
قلد الرئيس أردوغان، صاحب السمو «وسام الدولة»، وهو أرفع وسام يتم منحه لرؤساء الدول تقديراً للجهود التي تبذل في تعزيز العلاقات الثنائية والروابط بين البلدين وذلك في القصر الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة.
سموه زار ضريح أتاتورك
قام صاحب السمو بزيارة الى ضريح اتاتورك وذلك بالعاصمة التركية انقرة حيث قام سموه بوضع اكليل من الزهور على الضريح، بعدها قام بتوقيع سجل الشرف.