«العدد المتوقع ترشيحه من الخريجين الكويتيين خلال الفترة المقبلة للعمل في الجهاز الحكومي يبلغ 24 ألفاً»... كانت تلك إجابة الوزير الشيتان عن سؤال النائب عبدالوهاب العيسى بشأن خطط الدولة لمواجهة ما يقارب نصف مليون خريج قادمين لسوق العمل خلال السنوات الخمس القادمة.

المقصود بالسؤال النيابي هذا تنبيه السلطة إلى أنها مازالت - على حطّة إيديكم - لم تفكّر جدياً في حل للقضية، وماشية على سكّة «غدٌ بعلم الغيب، واليوم لي...».

Ad

إجابة الوزير الشيتان اعتراف كامل بالعجز الحكومي، 24 ألف وظيفة سنوياً سيتم استيعابها في دولة الموظف العام المتخمة، وهذا يعني المزيد من البطالة المقنّعة والمزيد من البيروقراطية المريضة في الأجهزة الإدارية، وسيعاني المواطن والمقيم المزيد من الضياع والتيه في الركض بين دهاليز الوزارات والإدارات، فسوف تُخلق الوظائف، وإن لم يكن هناك لها حاجة، بل بقصد توفير رواتب للقادمين الجدد.

أكثر من ذلك يبقى هناك ما يقارب 300 ألف قادم لسوق العمل لن يمكن استيعابهم في جهاز «وقّع وتعال غداً لتوقيع المدير»، وكان الشيتان صريحاً بتحويل عبء التوظيف لمئات آلاف الخريجين القادمين لاختصاص الهيئة العامة للقوى العاملة! ماذا ستفعل معهم تلك الهيئة، غير أن تردد عبارة «العين بصيرة واليد قصيرة»؟!

كم عدد المقالات والبحوث التي كُتبت عن هذا الموضوع؟... كثيرة جداً... من يستوعبها في حزب السلطة؟... قليل جداً! الأسوأ أن الحكومة اليوم، وبسبب مراعاة حزب أغلبية «أعطوه من بيت المال» بمجلس العادات والتقاليد الحميدة، مترددة وضائعة تماماً، النهج الشعبوي ومسايرته سيكون طريقها لتجنّب صداع الرأس في ممارسة الإقناع لهؤلاء.

لا توجد حلول لكم يا أبناء وبنات الغد، لن يستوعبكم القطاع الخاص، فقدراته محدودة، وهو كذلك موظف كبير بامتيازات خاصة، ويحيا على نفقة «ماما الحكومة»، ماذا ستصنعون غير أن تنتبهوا لحالكم وتختاروا أفضل الجامعات العالمية (انسوا بقالات الكويت) بتخصصات نادرة ومطلوبة في سوق العمل خارج الكويت؟... أما هنا فلا توجد غير علامات الاستفهام.