ضعف الطلب يكبح أسعار النفط رغم توترات المنطقة
البرميل الكويتي ينخفض 9 سنتات ليبلغ 85.12 دولاراً
انخفض سعر برميل النفط الكويتي 9 سنتات ليبلغ 85.12 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الاثنين مقابل 85.21 دولاراً في تداولات يوم الجمعة الماضي وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وفي الأسواق العالمية، استقرت أسعار النفط صباح الثلاثاء بعد أن عوّض ضعف الطلب في الأسواق الفعلية تأثير مخاوف التوتر في الشرق الأوسط بعدما كثفت إسرائيل هجومها على جنوب قطاع غزة، مما يهدد مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت سبعة سنتات إلى 83.26 دولاراً للبرميل. في حين استقرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 78.48 دولاراً للبرميل.
وقال تاماس فارجا من شركة بي.في.إم للوساطة النفطية: «الهدنة لا تزال بعيدة المنال، وحتى إذا تم التوصل إليها، يبقى السؤال ما إذا كانت الأعمال القتالية للحوثيين في البحر الأحمر ستتوقف وسيجري إعادة فتح قناة السويس، مما يخفف من مخاطر الشحن في جميع أنحاء المنطقة».
وأضاف «أعتقد أن قلة التفاؤل في الأيام القليلة الماضية هي نتيجة الضعف الحقيقي في الأسواق الفعلية».
وعوض ارتفاع الأسعار الاثنين خسائر الأسبوع الماضي جزئياً. وتكبد كلا العقدين أكبر خسائر أسبوعية في ثلاثة أشهر مع تركيز السوق على بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة والتوقيت المحتمل لخفض سعر الفائدة الأمريكية.
وفي الوقت نفسه، حد ارتفاع الدولار من مكاسب العقود الآجلة للنفط لأنه يجعل الخام أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات أخرى.
وتركز الأسواق كذلك على بيانات المخزونات الأمريكية.
كما أدى تحرك السعودية لرفع أسعار البيع الرسمية لخامها المباع إلى آسيا وشمال غرب أوروبا ومنطقة البحر المتوسط في يونيو إلى دعم الأسعار، مما يشير إلى توقعات بطلب قوي هذا الصيف
«أوبك بلس»
من جانب آخر، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله الثلاثاء إن تحالف «أوبك +» الذي يضم كبار منتجي النفط اتفق بالفعل على التحرك فيما يتعلق بإنتاج النفط إذا اقتضى الأمر.
وأضاف نوفاك أنه ليست هناك حاجة للتنبؤ بالمزيد من خطوات «أوبك +» في حين ينبغي متابعة الوضع في السوق، وزأكد أن «أوبك +» أمامه أيضاً خيار زيادة إنتاج النفط.
وقال نائب رئيس الوزراء حسبما نقلت عنه إنترفاكس «الأمر يتوقف دوماً على الوضع الراهن، والتوازن بين العرض والطلب. التحليل يتناول المعطيات كافة. ولا حاجة لتوقع أي شيء في الوقت الحالي، كل ما يتعين فعله هو رصد السوق».«أرامكو» توزع أرباحاً بقيمة 31 مليار دولار في الربع الأول
ولم تبدأ منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفاؤها بعد محادثات رسمية حول تمديد تخفيضات إنتاج النفط الطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً إلى ما بعد يونيو، لكن ثلاثة مصادر من منتجي «أوبك +» قالوا إنهم قد يواصلون تخفيضاتهم إذا لم ترتفع معدلات الطلب.
ومن المقرر أن يجتمع أعضاء التحالف في الأول من يونيو لاتخاذ قرار حول سياسة الإنتاج.
أرباح «بي بي»
كشفت شركة بريتش بتروليوم «بي بي» البريطانية العملاقة للنفط تحقيق أرباح أقل من المتوقع في مواجهة تراجع أسعار النفط وضعف هوامش التكرير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية «بي أيه ميديا» عن الشركة قولها أمس الثلاثاء، إن أرباح تكلفة الاستبدال الأساسية - مقياسها المفضل - بلغت 2.7 مليار دولار في الربع الأول، انخفاضاً من
4.9 مليارات دولار قبل عام.
كما كشفت الشركة، المدرجة في بورصة لندن، عن خطط لتحقيق توفيرات إضافية في التكاليف بقيمة ملياري دولار بحلول عام 2026.
وقالت «بي بي» إنها ستواصل منح المزيد من الأموال للمساهمين رغم تراجع الأرباح، معلنة عن إعادة شراء أسهم جديدة بقيمة 1.75 مليار دولار.
وقال موراي أوشينكلوس، الرئيس التنفيذي للشركة: «حققنا ربعاً قوياً آخر من الناحية المالية وواصلنا إحراز تقدم في استراتيجيتنا».
وأضاف:» كان إنتاج النفط مرتفعاً، كما دارت عجلة الإنتاج في منصة أذربيجان الشرقية الوسطى «إيه سي إي»، في بحر قزوين.
ويأتي ذلك بعد أسبوع من إعلان شركة شل المنافسة تحقيق أرباح أفضل من المتوقع خلال الربع الأول من العام.
توزيعات أرامكو
من المتوقع أن تقدم شركة النفط السعودية العملاقة (أرامكو) توزيعات أرباح بقيمة 31 مليار دولار للحكومة والمساهمين رغم إعلانها الثلاثاء انخفاض صافي أرباح الربع الأول متأثرة بتراجع أسعار النفط والكميات المبيعة.
وتعتمد الحكومة السعودية التي تمتلك حصة مباشرة تبلغ نحو 82.2 بالمئة من أرامكو على توزيعات الشركة، والتي تشمل أيضاً حقوق الملكية والضرائب.
وتنفق المملكة، أكبر مُصدّر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتنويع اقتصادها وإيجاد مصادر بديلة للثروة.
وانخفض صافي أرباح شركة النفط السعودية بنحو 14 بالمئة إلى 27.3 مليار دولار في الشهور الثلاثة الأولى حتى 31 مارس، وهو ما يتفق مع توقعات المحللين ومقارنة بصافي ربح بلغ 31.9 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي وفقاً لبيان الشركة.
وأعلنت أرامكو توزيعات أرباح أساسية بمقدار 20.3 مليار دولار في الربع الأول. وتتوقع أن تقوم برابع توزيعات مرتبطة بالأداء بمقدار 10.8 مليارات دولار في الربع الثاني.
وتوقعت الشركة أن يناهز إجمالي توزيعات الأرباح خلال العام الحالي 124.3 مليار دولار، من بينها 43.1 ملياراً توزيعات مرتبطة بالأداء.
ويبلغ متوسط سعر خام برنت منذ بداية العام نحو 83.50 دولاراً للبرميل، بينما يرجح صندوق النقد الدولي أن السعودية بحاجة إلى متوسط يبلغ 96.2 دولاراً حتى يتحقق التوازن في ميزانية العام.
وقد تؤجل المملكة بعض مشروعاتها الضخمة المتعددة بعد توقعات بأن يبلغ عجز الميزانية 79 مليار ريال (21.07 مليار دولار) هذا العام.
وقال وزير المالية محمد الجدعان في وقت سابق، إن رؤية المملكة 2030 لتنويع اقتصاد البلاد قد تخضع للتعديل حسب الحاجة، مع إمكانية تقليص حجم بعض المشروعات أو توسيعه أو تسريع مشروعات أخرى وسط بيئة مليئة بالتحديات.
وقد تجمع المملكة أيضاً تمويلات تصل إلى 138 مليار ريال (36.80 مليار دولار) خلال العام الحالي مقارنة بتقديرات أولية بلغت 23 مليار دولار في بداية العام.
وأمرت الحكومة السعودية في أواخر يناير شركة أرامكو بإلغاء خطتها التوسعية لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يومياً والعودة إلى الهدف السابق البالغ 12 مليون برميل يومياً.
وعلقت الشركة مشروعين كانا جزءاً من خطة التوسعة وهما مشروعا حقل السفانية وحقل منيفة، بينما لا تزال هناك ثلاثة مشاريع أخرى قيد التنفيذ.
وقالت أرامكو الثلاثاء إن من المتوقع أن يبدأ إنتاج حقلي المرجان والبري في 2025 بما يزيد انتاج المملكة بمقدار 300 ألف برميل يومياً و250 ألف برميل يومياً على الترتيب، مضيفة أن حقل الظلوف في طريقه لإضافة 600 ألف برميل يومياً للإنتاج بحلول 2026.
وذكرت الشركة أن الحفاظ على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة عند 12 مليون برميل يومياً لن يؤثر على المشاريع المعلنة.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز في فبراير، إن السعودية تستعد لبيع المزيد من أسهم شركة الطاقة العملاقة أرامكو، وعينت وفقا لأحدهم كل من سيتي غروب وغولدمان ساكس وإتش.إس.بي.سي لإدارة الطرح.