أكد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد أن زيارة دولة التي قام بها خلال اليومين الماضيين إلى تركيا تعزز آفاق التعاون البناء بين البلدين في كل المجالات والميادين، بما يحقق أهدافهما المشتركة ومصالحهما المتبادلة، ويلبي آمال شعبيهما وتطلعاتهما نحو مزيد من التنمية والازدهار.
جاء ذلك في برقية أرسلها سموه إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، في ختام الزيارة، حيث غادر سموه والوفد الرسمي المرافق، صباح أمس، تركيا عائداً الى البلاد.
وكان في وداع سموه على أرض المطار وزير الخزانة والمالية رئيس بعثة الشرف محمد شيمشك، ووالي مدينة أنقرة واصب شاهين، وقائد الحامية العسكرية لمدينة أنقرة اللواء أحمد كورو محمود، وسفير دولة الكويت لدى تركيا وائل العنزي، وقنصل عام دولة الكويت لدى مدينة إسطنبول محمد الشرجي.
وقال سموه في برقيته إلى أردوغان: «يسرنا ونحن نغادر الجمهورية التركية الصديقة بعد زيارة دولة أن نعبر لفخامتكم عن بالغ تقديرنا وامتناننا لما لقيناه وأعضاء الوفد المرافق من حسن استقبال وكرم ضيافة، عكسا عمق الروابط التاريخية الوثيقة وعلاقات الصداقة الراسخة بين بلدينا وشعبينا الصديقين..
ونؤكد أن هذه الزيارة تعزز آفاق التعاون البناء بين بلدينا الصديقين في كل المجالات والميادين، بما يحقق أهدافهما المشتركة ومصالحهما المتبادلة، ويلبي آمال شعبينا الكريمين وتطلعاتهما نحو مزيد من التنمية والازدهار. كما أود أن أعرب لفخامتكم عن أسمى معاني الشكر والعرفان على منحي (وسام الدولة)، مؤكداً اعتزازي بهذا الوسام الرفيع، ومثمناً هذه البادرة الكريمة من لدن فخامتكم، التي تعكس عمق علاقات الشراكة والصداقة بين بلدينا الصديقين.
وختاماً... أبعث لفخامتكم أطيب تمنياتي الشخصية لكم بموفور الصحة وتمام العافية، راجياً للجمهورية التركية وشعبها الصديق دوام التقدم والرفعة».
من جهتها، قالت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، إن الرئيس أردوغان وسمو أمير البلاد بحثا في لقائهما، أمس الأول، العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والهجمات الإسرائيلية على غزة.
ولفت البيان إلى أن الرئيس أردوغان أكد استمرار دعم تركيا لسيادة الكويت وسلامتها الإقليمية وأمنها، وأن الاتصالات بين البلدين ستستمر بشكل وثيق على جميع المستويات.
وذكر البيان أن الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة كانت أيضاً ضمن ملفات اللقاء، حيث أكد الرئيس أردوغان أن «موقف الكويت ضد الظلم الإسرائيلي يتمتع بالأهمية» وأن هذا الموقف يضيف قوة للقضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن تركيا تسعى جاهدة منذ البداية من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
كما أشار أردوغان إلى أهمية تطوير التعاون بين مجلس التعاون الخليجي ومنظمة الدول التركية، مؤكداً في هذا الإطار أهمية دعم الكويت لهذه الجهود وأن ذلك سيؤدي إلى فتح نوافذ فرص جديدة.
ولفت البيان إلى أن زيارة سمو أمير البلاد إلى تركيا تأتي بمناسبة الذكرى الـ 60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مبيناً أنه تم تناول العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بشكل مفصل خلال لقاء الزعيمين.
وذكر أنه جرى خلال اللقاء بحث الخطوات المتخذة في العديد من المجالات انطلاقاً من الصناعات الدفاعية، إضافة إلى سبل الارتقاء بحجم التجارة بين تركيا والكويت إلى خمسة مليارات دولار، كما تم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة إعادة تفعيل آلية اللجنة الاقتصادية المشتركة بين تركيا والكويت وأن «تشجيع الاستثمارات والتجارة المتبادلة من مصلحة البلدين».
وبحث الزعيمان التعاون بين البلدين في مجالات الدبلوماسية والصحة والثقافة والسياحة والتعليم.
الكويت وتركيا: على المجتمع الدولي تنفيذ الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة
أكدت الكويت وتركيا اعتزازهما البالغ بالعلاقات المتميزة بين الجانبين وشعبيهما، مشيدتين بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات التجارية والاقتصادية وآلية التعاون الثنائي فيه، بما يتضمن حجم التبادل التجاري بين البلدين، ونشاط الهيئة العامة للاستثمار الكويتية في الجمهورية التركية، إضافة إلى استثمارات الشركات التركية المباشرة في الكويت.وأعرب البلدان، في بيان مشترك، أمس، في ختام زيارة دولة قام بها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى جمهورية تركيا، عن القلق حيال الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة والجرائم التي ترتكب بحق الأشقاء الفلسطينيين، والوضع الإنساني الكارثي هناك، وما تواجهه مدينة رفح جنوبي قطاع غزة من تهديد خطير سيؤدي إلى تهجير قسري للسكان نحو المجهول.
وشددا على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن، بمسؤولياته تجاه تنفيذ قرارات الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وإيجاد حل لهذه القضية، وفق قرارات الشرعية الدولية. وجاء في نص البيان أنه «انطلاقاً من العلاقات الثنائية التاريخية التي تجمع بين قيادتي دولة الكويت والجمهورية التركية وشعبيهما الصديقين، والحرص المتبادل من القيادة السياسية في كلا البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة فيما بينهما، وبمناسبة مرور 60 عاماً على قيام العلاقات الرسمية بين البلدين الصديقين، قام صاحب السمو أمير الكويت بزيارة دولة إلى الجمهورية التركية خلال الفترة من 7 إلى 8 مايو 2024 حل فيها ضيفاً عزيزاً على رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، الذي كان في مقدمة مستقبلي سموه في مطار ايسنبوغا الدولي في أنقرة».وأجرى صاحب السمو والرئيس التركي جلسة مباحثات ثنائية، تلتها جلسة مباحثات رسمية ضمت أعضاء الوفدين، وقد اتسمت هذه المباحثات بتقارب وجهات النظر في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتطابقها في أهمية توطيد وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في كل المجالات، وأكدا اعتزازهما البالغ بالعلاقات المتميزة بين الجانبين وشعبيهما.
العلاقات الاقتصادية
وأشاد الجانبان بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات التجارية والاقتصادية وآلية التعاون الثنائي فيه، بما يتضمن حجم التبادل التجاري بين البلدين، ونشاط الهيئة العامة للاستثمار الكويتية في الجمهورية التركية، بالإضافة إلى استثمارات الشركات التركية المباشرة في الكويت.
وتم على هامش المباحثات التوقيع على عدد 6 من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المهمة في مجالات إدارة الكوارث الطبيعية والمناطق الحرة والرعاية السكنية والبنية التحتية، بالإضافة الى مذكرة تفاهم بشأن انشاء حوار استراتيجي على مستوى وزراء الخارجية، والتوقيع على بروتوكول تنفيذي بشأن عقود شراء الصناعات الدفاعية، ومذكرة تفاهم بين وزارة الداخلية في الكويت ورئاسة إدارة الكوارث والطوارئ في الجمهورية التركية المتعلقة بإدارة الكوارث والطوارئ.سيادة الكويت
وأكد أردوغان دعم تركيا لسيادة الكويت وسلامتها وأمنها الإقليمي، مشدداً على أن الاتصالات بين البلدين ستستمر بشكل وثيق على كل المستويات، معرباً في الوقت نفسه عن تقديره للجهود الحميدة للكويت ودورها الإنساني الريادي على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومواقفها وسياساتها المتزنة الهادفة إلى تحقيق الازدهار للشعوب وتقريب وجهات النظر.
وبشأن التطورات في المنطقة أعرب البلدان عن القلق حيال الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والجرائم التي ترتكب بحق الأشقاء الفلسطينيين، والوضع الإنساني الكارثي هناك وما تواجهه مدينة رفح جنوبي قطاع غزة من تهديد خطير سيؤدي إلى تهجير قسري للسكان نحو المجهول، مؤكدين أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بخاصة مجلس الأمن بمسؤولياتهم تجاه تنفيذ قرارات الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وإيجاد حل لهذه القضية وفق قرارات الشرعية الدولية.
وسام الدولة
وقلد الرئيس أردوغان بمناسبة الزيارة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد، وسام الدولة التركية الوسام الأرفع بالجمهورية، تقديراً لدور سموه الكبير في الدفع بالعلاقات الثنائية.
وفي ختام الزيارة أعرب صاحب السمو أمير الكويت عن شكره وتقديره لرئيس الجمهورية التركية على ما لقيه سموه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، موجها سموه الدعوة للرئيس أردوغان لزيارة الكويت، معربا عن اصدق تمنياته له وللشعب التركي الصديق.زيارة صاحب السمو تتصدر الصحف التركية
أبرزت الصحافة التركية أنباء الزيارة التاريخية لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى تركيا حيث خصصت مساحات كبيرة في صدر صفحاتها الأولى لوصف الزيارة والمباحثات التي أجراها سموه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.واختارت صحيفة «يني شفق» اليومية المقربة من الحكومة التركية أن يكون عنوان خبرها «توقيع 6 اتفاقيات استراتيجية بين تركيا والكويت»، مشيرة الى أن البلدين وقعا ست اتفاقيات تعاون تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات بما في ذلك الدفاع والدبلوماسية.
أما صحيفة «أكشام» فاختارت عنوان «دعوة من دول الخليج لعالم المال في تركيا: يجب أن تتعاون القوتان»، مشيرة الى ان الرئيس أردوغان استقبل صاحب السمو في إطار أول زيارة خارجية لسموه الى دولة غير عربية منذ توليه الحكم في ديسمبر الماضي.
أما صحيفة «ترك غون» فقالت: «أمير الكويت في تركيا» مسلطة الضوء على الاهتمام التركي بهذه الزيارة التي رأت انها «تشكل دون أدنى شك مرحلة جديدة مهمة في العلاقات بين الكويت وتركيا وانطلاقة جديدة في العلاقات الثنائية».
ومن جانبها تناولت قناة «أولكه تي في» الإخبارية الزيارة من عدة زوايا، مشيرة إلى «التوقيت المحكم للزيارة والذي يعكس مدى الأفق السياسي الذي تتحرك في نطاقه دولة الكويت لخدمة أهداف حيوية ليس فقط من أجل تعزيز أوجه التعاون الشامل بين البلدين وإنما من أجل تحقيق مزيد من التكامل والتوافق وربما التطابق في المواقف والآراء تجاه الوضع الإقليمي في المنطقة».
وأكدت الصحافة التركية أن زيارة صاحب السمو «تعد تاريخية وتأتي في توقيت بالغ الأهمية كما تكتسب أهمية قصوى في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة وخاصة الحرب في غزة».