على الرغم من تألقه المذهل مع ريال مدريد منذ بداية الموسم الحالي والأثر الهائل الذي تركه في نتائجه، والمستوى الجيد الذي قدّمه في التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، فإن فيديريكو فالفيردي لم يقدّم المستوى المنتظر منه في أول مباراتين مع منتخب أوروغواي في المونديال.

ربما العذر مع فالفيردي، أن المدرب دييغو ألونسو لم يضعه في أي من المراكز التي يتألق فيها. يكفي فقط أن ينظر إلى الأرقام وسيكتشف ضياع إسهاماته الهجومية. مع ذلك، يصر المدرب على أن يدفع به في مركز لا يناسب قدراته.

Ad

في الشقّ الهجومي، لا يُمكن مقارنة مستوى فالفيردي في المونديال بالمستوى المتألق الذي يقدّمه مع ريال مدريد أخيرا، والإضافة الكبيرة التي يقدّمها للخطوط الأمامية للنادي الملكي في الدوري الإسباني ودوري الأبطال.

وخلال هذا الموسم، سجل فالفيردي 8 أهداف وصنع 4 في 20 مباراة على مدار 1612 دقيقة.

حتى بعيدا عن عالم الأرقام، تعرف كل الأعين التي تتابع ريال مدريد أن أثر فالفيردي الهجومي مع ريال مدريد يتخطّى هذه الأرقام نفسها، حيث يسهم بشكل كبير في خلق توازن بين خطّي الوسط والهجوم.

وثمة معلومة مذهلة فيما يتعلق بالأرقام، حيث بلغت توقعات الأهداف المنتظرة من فالفيردي هذا الموسم 3.4، لكنها على أرض الواقع تخطت الضعف ووصلت إلى 8 أهداف. بمعنى آخر، سجل فالفيردي أكثر من 5 أهداف تقريبا مما هو متوقع من لاعب في مركزه.

وبينما يبلغ متوسط تسديداته مع ريال مدريد هذا الموسم تسديدة واحدة كل 34 دقيقة، ينخفض هذا الأمر إلى النصف تقريبا مع أوروغواي في المونديال بمعدل تسديدة واحدة كل 60 دقيقة.

ولم ينفّذ فالفيردي في قطر حتى الآن أي مراوغة واحدة قرب منطقة العمليات في 3 ساعات لعبها على مدار المباراتين.

ولعب فالفيردي أمام كوريا الجنوبية كجناح داخلي وأمام البرتغال كلاعب وسط، لكنّ ثمة انطباع بأنه يصل إلى المرمى بصورة أقل من المتوقع وأقل مما تحتاجه أوروغواي.

هل المسألة مرتبطة بالمركز، المتأخر نوعًا ما، مقارنة بمركزه مع ريال مدريد؟ يحظى فالفيردي في ريال مدريد بمساحة واسعة وحرية أكبر للانطلاق نحوم الأمام، ارتكازا على قوته البدنية المذهلة وإصراره. تتحدث أهدافه الثمانية عن نفسها، وعن قدرته في المرتدات.

ومع ذلك، قال مدرب الفريق دييغو ألونسو، ردا على سؤال بخصوص مركز اللاعب: «لقد لعب فيدي معنا 4 مباريات في التصفيات في المركز نفسه تقريبا. في المرة السابقة لعب متقدما نوعا ما، كجناح داخلي، وحين لعب في التصفيات كان ضمن محور دفاعي مزدوج، وهو أكثر مركز يتألق فيه، وهو المركز نفسه الذي لعب به مباراة الاثنين».

ويبدو منتخب أوروغواي على حافة الفشل في قطر 2022، فهو يحتاج إلى المزيد من لاعبيه، وأفضل نسخة من فالفيردي. لا هامش للخطأ، ولا بدّ من الفوز على غانا.