ذكرت الكاتبة والمؤلفة ريم مرزوق أن مسرحية «الغربان» كانت تجربتها ممتعة، بمشاركة المؤلفة بتول كمال في تأليفها، مبينة أن المسرحية ذات طابع فانتازي، وتأتي في إطار عمل رمزي عن شجرة يسكنها الحمام بكل حب وسلام واستقرار، حيث تمثل هذه الشجرة تاريخهم وحياتهم وذكرياتهم وماضيهم كله، وبالتالي يعجب فيها الغربان، ومن ثم تتوالى الأحداث من خلال طريقة الانتزاع ومحاولة الخديعة والتحايل والسرقة للأمور اللامعة، حيث يحاول الغربان استغلالها بدلا من الحمام.
وقالت مرزوق إن المسرحية موجهة للأطفال، حيث تفهم بوسيلة سهلة للتذكر والاستيعاب لماذا وكيف احتلت فلسطين؟ من خلال توضيح أن الغربان ليس لهم أساس أصلاً في هذه الشجرة العريقة، وأن الوضع كله عبارة عن استيلاء، لافتة إلى أن العروض مستمرة إلى الأسبوع المقبل.
وأوضحت أن المخرج محمد الشطي أخذ القصة وقام بترجمتها من خلال رؤيته واستخدام الألوان الجذابة للأطفال حتى وإن كانت القصة الأساسية تتضمن رسالة للكبار، إلا أن المخرج نجح في توجيهها للصغار، مؤكدة أن ردة فعل الجمهور جميلة، والأطفال مندمجون مع المسرحية ومنبهرون بما تحتويه من ألوان وحركات، وبالرغم من أن المسرحية ليست غنائية، والحوار فيها أكثر بكثير من الأناشيد والأشعار، لكن المخرج الشطي استطاع أن يجعل الطفل يعيش القصة.
وعن أعمالها الجديدة، لفتت إلى أن هناك جملة من الأعمال العائلية بصدد العمل عليها حاليا، موضحة أنها تميل كثيرا إلى الرمزية والفانتازيا، خاصة أنها تفضل المسرح الأكاديمي أكثر، لكنها تحب أن تتوجه نحو المسارح الجماهيرية، خاصة أن نسبة كبيرة من الجمهور تفضل هذه المسارح التي تقدم أعمالا بها رسائل واضحة وهادفة، وهذا لا يمنع الضحك والمتعة.
وشددت مرزوق على أن «الجمهور يتطور ويتنوع، فهناك من يحبون المسرحيات الاستعراضية الفكاهية التي تتضمن الكوميديا البحتة، وفي المقابل هناك فئة كبيرة ترى أن المسرح يقدم رسالة أعمق، فهو يمثل الثقافة والترجمة لكل شيء من حولنا سواء أحداثا أو أفكارا أو قضايا».
وكشفت أنها تريد التوجه للمسارح الجماهيرية بأفكار جديدة، خاصة في ظل أن الناس حالياً تريد المسرح الواعي الذي يسير على أسس من بداية الفكرة إلى كتابة السيناريو ذي القصة الممتازة، وصولا إلى طريقة العرض، وما تتضمنه من التزام الممثلين والمخرج بطريقة القصة نفسها، حتى وإن غير في أسلوب عرضها إلا أنه يسير على أساس ووعي، وليس مجرد أن يقدم عملا يضحك الجمهور، مشددة على أهمية الارتقاء بالمسرح الكويتي وتنمية الوعي به خاصة أن الجمهور مستعد لهذا الأمر.