زار وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت، أمس، الجبهة الشمالية مع حزب الله، حيث شدد على أن «مهمتنا في الشمال لم تكتمل، وأمامنا صيف قد يكون ساخناً»، معبراً عن تمسكه بـ «إعادة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم بأمان وإعادة بناء ما تهدم».

جاء ذلك، فيما تواصل التصعيد أمس أنه في جنوب لبنان حيث شن الجيش الإسرائيلي عدة غارات أوقعت إحداها ضحايا بعدما أصابت منزلاً في منطقة الخيام في عمق الجنوب.

Ad

في المقابل، أعلن «حزب الله»، أنه قصف جنوداً إسرائيليين في موقع المالكية بالصواريخ ‌‏الموجهة، ومقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ «بركان»، كما شن هجوماً بـ «المسيرات الانقضاضية» على مقر قيادة اللواء الغربي المستحدث في يعرا، وهجمات أخرى.

إلى ذلك، تخطّت قيمة الأضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات والبنى التحتية جراء القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان خلال سبعة أشهر، 1.5 مليار دولار، بحسب أرقام زوّد بها مسؤول حكومي لبناني وكالة فرانس برس أمس، وذلك بعد سبعة أشهر من تبادل القصف عبر الحدود بشكل يومي.

وتقدّر إحصاءات مجلس الجنوب وهي مؤسسة رسمية مكلفة مسح الأضرار في جنوب لبنان «قيمة الأضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات بأكثر من مليار دولار» منذ بدء التصعيد في 8 أكتوبر حتى مطلع شهر مايو.

وألحق التصعيد أضراراً جسيمة بمرافق البنية التحتية، قدّرها مجلس الجنوب «بنحو 500 مليون دولار». وطالت الأضرار بشكل رئيسي مرافق المياه والكهرباء والصحة والخدمات الأساسية والطرقات.

وقال رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر إن «80 في المئة من هذه الإحصاءات تمكّنا من الوصول إليها عبر فرقنا الموجودة على الأرض». ولا تشمل هذه التقديرات مجمل الأضرار اللاحقة وفق حيدر بـ «مناطق يصعب الوصول إليها» مع استمرار القصف، خصوصاً القريبة من الحدود. ويستقي مجلس الجنوب معلوماته عن تلك المناطق عبر «مهندسين ورؤساء بلديات ومخاتير يقومون بتزويدنا بالمعطيات المتوافرة لديهم».

وتعدّ القرى والبلدات الملاصقة للحدود مثل الضهيرة وكفركلا وعيترون وعيتا الشعب، من المناطق الأكثر تضرراً بسبب القصف.

وخلال سبعة أشهر، أرغم التصعيد أكثر من 93 ألف شخص على النزوح خصوصاً من القرى الحدودية، وفق المنظمة العالمية للهجرة. ولم يتمكن هؤلاء من العودة إلى بيوتهم حتى الآن.

ويقدّر مجلس الجنوب «المنازل المهدمة كلياً بـ 1700 منزل»، يضاف إليها «14 ألف منزل متضرر».

وألحق القصف أضراراً بمصادر رزق السكان وحقولهم الزراعية. واتهمت السلطات اللبنانية إسرائيل باستخدام الفوسفور الحارق في قصف أراضيهم خصوصاً في المناطق الحدودية.

وتنتظر السلطات اللبنانية التوصل إلى وقف لإطلاق نار في جنوب لبنان من أجل مسح نهائي للأضرار، لكن عملية دفع التعويضات دونها شكوك في بلد غارق بأزمة اقتصادية خانقة منذ أكثر من أربع سنوات.

ومنذ بدء التصعيد، قُتل في لبنان 390 شخصاً على الأقلّ بينهم 255 عنصراً في حزب الله وأكثر من 70 مدنياً، وفق حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.

وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 13 عسكرياً وتسعة مدنيين.