صربيا تعتبر الصين «الشريك الأفضل» وشي يخاطب «أوروبا الشرقية» من بودابست
غداة زيارة «معقدة» لفرنسا تخللتها مفاوضات صعبة حول روسيا والتنافس التجاري، حظي الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، باستقبال شعبي ورسمي حافل لدى وصوله إلى صربيا في ثاني محطات جولته الأوروبية، التي ستقوده أيضاً إلى المجر، واللتين تعدّان من بين البلدان الأكثر تودداً لبكين وتعاطفاً مع موسكو في أوروبا.
ووقع الرئيس الصيني مع نظيره الصربي ألكسندر فوتشيتش بياناً مشتركاً بشأن «بناء مجتمع مصير مشترك في العصر الجديد».
وخلال استقباله نظيره الصيني، قال فوتشيتش، لحشد تجمع أمام مكاتب الحكومة: «لدينا موقف واضح وبسيط في ما يتعلق بوحدة أراضي الصين، نعم، تايوان هي الصين».
وكان فوتشيتش، قال في مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي، إن الصين ورئيسها كانا وسيظلان أفضل شركاء لصربيا لتحقيق الأهداف الجديدة، مشدداً على أن شي يفي دائماً بوعوده.
وتخوض صربيا مفاوضات مضنية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ 2009.
وأفاد وزير المالية الصربي سينيسا مالي بأن محادثات شي مع فوتشيتش ركّزت على مشروع عظيم. وقال: نهدف إلى جذب استثمارات كبيرة من الصين في مجال واعد جداً، ولن أكشف عن أوراقنا حالياً.
ووصل شي إلى صربيا تزامناً مع ذكرى مرور 25 عاماً على قصف حلف شمال الأطلسي (الناتو) مقر السفارة الصينية في بلغراد عام 1999 بناءً على خطأ في تحديد المواقع ارتكبته وكالة الاستخبارات الأميركية CIA. وقال شي، أمس الأول، إن الصين لن تسمح أبداً بتكرار ذلك.
وقال فوتشيتش للحشود أمس: «لا تنسوا أن أصدقاءنا الصينيين كانوا معنا قبل 25 عاماً عندما تعرض هذا البلد للقصف والهدم... لقد دفعوا ثمناً باهظاً، لقد فقدوا أشخاصاً على بعد بضع مئات من الأمتار فقط من هنا في هذا اليوم بالذات».
وبعد اجتماعه مع فوتشيتش، يتوجّه شي إلى بودابست عاصمة المجر التي يحكمها الشعبوي المحافظ فيكتور أوربان، حيث استثمرت الصين بشكل كبير في مصانع كبيرة للبطاريات والمركبات الكهربائية.
وفي إطار رحلته الهادفة للترويج لإمكانات الصين كشريك تجاري، أشاد شي، في افتتاحية نشرتها وسائل الإعلام المجرية، بالروابط مع أوروبا الشرقية ووصفها بالواعدة، متعهداً بتعميق العلاقات الاقتصادية مع المنطقة من أجل الاستقرار والتنمية العالميين.
وتحدث شي عن أن المزيد من التجارة مع الصين يمثل توجهاً حتمياً، رغم أن الاتحاد الأوروبي يطلق مجموعة من التحقيقات التجارية في القطاعات الخضراء المزدهرة الصينية.
وقبل أن يتوجّه إلى بودابست، كتب شي في صحيفة ماجيار نيمزيت الموالية للحكومة المجرية، أن تعاون الصين مع دول وسط وشرق أوروبا هو علامة على الاتجاه العام للتنمية.
وأضاف أن الجانب الشرقي من المنطقة الأوروبية هو بمنزلة إضافة مساعدة للعلاقات الأوروبية ــ الصينية.
وكانت دول شرق أوروبا خلال الحرب الباردة مع المعسكر الاشتراكي، الأمر الذي يعطي أبعاداً رمزية لتصريحات الزعيم الشيوعي الصيني.