يطمح منتخب أستراليا إلى تحقيق حلم طال انتظاره مدة 16 عاماً بالتأهل لدور الـ 16 في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، حينما يواجه منتخب الدنمارك اليوم في الجولة الثالثة (الأخيرة) لمباريات المجموعة الرابعة من مرحلة المجموعات في مونديال قطر 2022.

وبعدما حجز منتخب فرنسا (حامل اللقب) المقعد الأول في تلك المجموعة للأدوار الإقصائية في المونديال منذ الجولة الماضية قبل لقائه مع المنتخب التونسي في الجولة الأخيرة اليوم، في ظل تربعه على قمة الترتيب برصيد 6 نقاط، فإن الصراع على المقعد الآخر، أصبح يدور الآن بين منتخبات أستراليا والدنمارك وتونس.

أستراليا الأوفر حظاً

ويمتلك منتخب أستراليا، الذي يشارك في كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه والخامسة على التوالي، الحظوظ الأوفر في التأهل لمرحلة خروج المغلوب برفقة منتخب (الديوك)، حيث يحتل المركز الثاني حالياً برصيد 3 نقاط، متفوقاً بفارق نقطتين على منتخبي الدنمارك وتونس، صاحبي المركزين الثالث والرابع على الترتيب.

وسيكون الحصول على النقاط الثلاث كافياً للمنتخب الأسترالي للتأهل للأدوار الإقصائية للمرة الثانية في تاريخه، بعدما حقق الإنجاز ذاته في نسخة المسابقة عام 2006 بألمانيا، دون النظر لنتيجة اللقاء الآخر بين تونس وفرنسا.

وسيصبح في جعبة المنتخب الأسترالي 6 نقاط في تلك الحالة، في حين سيتجمد رصيد منتخب الدنمارك، الذي يسجل ظهوره السادس في المونديال، عند نقطة وحيدة.

.


.
ومن الممكن أن يصعد المنتخب الأسترالي، الذي أحرز حتى الآن هدفين واستقبل 4 أهداف في مشواره بالمجموعة، للدور القادم حال تعادله مع نظيره الدنماركي، شريطة خسارة منتخب تونس أو تعادله أمام فرنسا.

وفي حال تعادل أستراليا وفوز تونس، فإن ورقة الترشح سوف تكون من نصيب منتخب (نسور قرطاج)، حيث سيتساوى كلا المنتخبين في رصيد 4 نقاط، وسيكون فارق الأهداف العام، الذي يتم الاحتكام إليه وفقا للائحة البطولة في تلك الحالة، في صالح المنتخب العربي.

الدنمارك مطالبة بالفوز

من جانبه، سيكون منتخب الدنمارك مطالباً بالفوز على أستراليا للصعود لدور الـ 16 للمرة الخامسة في تاريخه والثانية على التوالي في المونديال، وانتظار نتيجة اللقاء الآخر بين تونس وفرنسا.

ويصعد المنتخب الدنماركي رسمياً حال انتصاره على أستراليا وتعثر تونس في المباراة الأخرى، لكن فارق الأهداف العام سيكون الفيصل بين منتخبي تونس والدنمارك، حال فوزهما على فرنسا وأستراليا، حيث سيتساويان في رصيد 4 نقاط، في تلك الحالة.

وأحرز منتخب الدنمارك هدفاً وسكن شباكه هدفان حتى الآن في المجموعة، في حين لم يسجل المنتخب التونسي أي هدف واستقبل هدفاً واحداً.

واجتاز المنتخب الأسترالي صدمة خسارته القاسية 1-4 أمام منتخب فرنسا في الجولة الافتتاحية للمجموعة، عقب تغلبه 1-صفر على منتخب تونس في الجولة الثانية، يوم السبت الماضي، ليحقق فوزه الثالث خلال 18 مباراة خاضها في مسيرته بكأس العالم، والتي بدأت عام 1974.

وكان الفوز على تونس هو الأول لمنتخب أستراليا بكأس العالم، منذ فوزه على صربيا في نسخة المونديال عام 2010 بجنوب إفريقيا.

من جانبه، لم يقدم المنتخب الدنماركي العروض التي كانت منتظرة منه في البطولة، حيث استهل مشواره في المجموعة بالتعادل بدون أهداف مع منتخب تونس، قبل أن يخسر 1 / 2 أمام نظيره الفرنسي في الجولة الثانية.

وكان المتابعون يتوقعون ظهور منتخب الدنمارك بمستوى أفضل، خاصة بعد صعوده للدور قبل النهائي في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، التي أقيمت في صيف العام الماضي.

وستكون هذه هي المواجهة الثانية بين أستراليا والدنمارك في كأس العالم، بعدما سبق أن التقيا في مرحلة المجموعات بالنسخة الماضية في روسيا قبل 4 أعوام، حيث فرض التعادل 1-1 نفسه على اللقاء.

هيولماند: اللاعبون اعتادوا مواقف الضغط

أكد مدرب منتخب الدنمارك كاسبر هيولماند، أمس، عشية مواجهة أستراليا في مباراة حاسمة لبلوغ ثمن نهائي مونديال قطر، أن لاعبيه «اعتادوا» مواقف الضغط.

.

Ad

.

وتتصدر فرنسا المجموعة الرابعة بـ 6 نقاط، وتأهلت بالفعل للدور ثُمن النهائي، ومن ثم لا يتبقى سوى مرشح واحد للمركز الثاني، وستتنافس عليه كل من أستراليا التي تمتلك ثلاث نقاط، والدنمارك وتونس، ولدى كل منهما نقطة واحدة.

وتحتاج كتيبة هيولماند إلى الفوز بأي شكل من أجل الاستمرار في البطولة. ولكن لاعبيه يواجهون اللقاء بهدوء بفضل ما يتّسمون به من خبرة، وفقا له.

وقال المدرب إن «اللاعبين معتادون على هذه المواقف. يعرفون كيف يستعدون لمباريات مهمة؛ سواء مع المنتخب الوطني أو مع أنديتهم. نتدرب ونستعد كالعادة على أمل أن يلعب كل منهم دوره بشكل جيد».

وتابع: «المونديال يمنح مشاعر عظيمة، لأنّ المنتخب الوطني هو الأهم. ندرك مدى أهميته للاعبين وللجماهير في جميع أنحاء العالم. هذا هو جمال كرة القدم. لذا علينا الاستمتاع بهذه اللحظات».

وردا على سؤال حول كيفية الاستعداد للمباراة، أكد هيولماند أن من خلال التركيز «مئة بالمئة» على العمل الذي أعدوه لمحاولة الفوز على المنتخب الأسترالي.

وأضاف: «سوف نلعب بهويتنا وفلسفتنا، وسنرى كيف ستسير الأمور. فقط في آخر 10 أو 15 دقيقة سيكون بإمكاننا إدخال تغيير بناء على النتيجة» .

أرنولد: نسعى لرسم البهجة على وجوه الجماهير

أكد غراهام أرنولد، المدير الفني لمنتخب أستراليا، أن منتخب الدنمارك فريق قوي ومتطور.

.



.

ويلتقي منتخبا أستراليا والدنمارك اليوم ضمن الجولة الأخيرة بدور المجموعات لكأس العالم (قطر 2022).

وقال أرنولد خلال المؤتمر الصحافي أمس «نسعي لرسم البهجة على وجوه الجماهير، لا نستطيع التحكم في مجريات أي مباراة أخرى، أي منتخب كرة قدم يوحد الشعب والدولة. نحن نحتفل والجماهير تحتفل بكل فوز أحرزناه. نرى احتفالات صاخبة في كل مكان».

وأضاف: «شاهدنا تطور الدنمارك الفترة الأخيرة، وسنسعى لإيجاد الطريقة الأنسب لمواجهتهم، ونتطلع قدما للمباراة. نركز على أنفسنا وعلى الفوز، ونود أن يستعيد اللاعبون لياقتهم اليوم».

وتابع: «الشباب سعداء باللعب هنا، الأمر يتعلق بالحفاظ على مستوى الطاقة لدينا. أشعر أنني مستعد».

وعن تنظيم قطر للمونديال، قال «التنظيم جيدا جدا، عاينا المعسكرات هنا منذ 3 سنوات، والمرافق مذهلة، ولم نكن بحاجة للقلق حول التدريب أو الأرضيات. سعداء جدا بهذه المرافق».

وواصل: «كرة القدم هي الرياضة رقم 5 في أستراليا، ونريد القيام بعمل ضخم يتعلق بهذه الرياضة، لكن الكرة الآسيوية لا يستهان بها، بدليل ما فعلته اليابان أمام ألمانيا».

واستطرد أرنولد قائلاً «أراقب اللاعبين ومدى تأثرهم بالنتائج ولغتهم الجسدية، للتأكد أنهم على ما يرام، ولم أدرب المنتخب لكي يتعادل، نود أن ننزل أرض الملعب لنفوز».

وأردف «في مونديال 2006 حصلنا على فوز وتعادل، هذه النسخة نريد تحسين ذلك، أحيانا يستهان بنا، لكننا قادرون على إثبات أنفسنا داخل الملعب».

واختتم كلامة «وجود إريكسن لاعب الدنمارك في الملعب أمر رائع، وعندما أراه على أرض الملعب وكيف يلعب أعلم أنه شخصية قوية، رؤيته يعود بهذه القوة بعد الحادثة، إلى الملعب وكأس العالم، أمر مؤثر بالنسبة لنا».