يستبد الصهاينة بتدمير قطاع غزة، ولم يتبق لهم سوى اقتحام مدينة رفح المزدحمة بما يناهز المليون نسمة، تهديدات نتنياهو باقتحامها ليست مراوغة سياسية وتكتيكا عسكريا، فصرح قائلاً: سندخل رفح مع اتفاق وقف الحرب مع حماس أو بدونه، واقتحامها عملية غير مشروطة بأي شيء من كل المفاوضات الإسرائيلية-العربية مع حماس.

المسؤولون الصهاينة يتحدثون عن هدنة مؤقتة وتعليق للقتال لا وقف حربهم ضد حماس، وقبل أيام أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قرب عملية اجتياح رفح، في حين القوات الإسرائيلية وزعت منشورات تطالب السكان بالإخلاء المدينة.

Ad

الصراع الصهيوني-الفلسطيني منذ عام 1920م سلسلة من المجازر بحق الفلسطينيين سكان الأرض الأصليين، بدءا بمجزرة يافا مروراً بعشرات المجازر المروعة وصولاً للمجازر الراهنة في غزة، التي سجلت آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين، بمجازر ضد شعب لا يعترف به الصهاينة حتى كأقلية سكانية، رغم انتمائهم لأمة عربية تتجاوز 430 مليون نسمة!! ما يشجع تمادي الكيان الصهيوني في عدوانه التدفق الهائل لترسانته الحربية بأحدث الأسلحة من أميركا والأوربيين، فضلاً عن المساعدات التي أقرها الكونغرس الأميركي مؤخراً بقيمة 26 مليار دولار، لتغطية أي عجز مالي بسبب استمرار المعارك في غزة، وهو أجر مدفوع مقدماً للآلة العسكرية الصهيونية نظير خدماتها في تدمير البنى التحتية والإبادة الجماعية في غزة.

سيبرر الإسرائيلون زيفاً بأن المفاوض الفلسطيني متعنّت، ولم ينتهز الفرص الممنوحة له منهم، مع العلم أن قواتهم لأكثر من مئتي يوم لم تهدأ مجازرها التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية في كل أرجاء العالم، دون أن تتمكن هيئاته ومنظماته الدولية من إيقاف أو ضبط وتيرة المجازر اليومية بحق أطفال غزة ونسائها.

الدعم الغربي بكل أصنافه لا يقل مكانةً ورمزيةً عن وعد بلفور الذي قدم أرض فلسطين رهينة للصهاينة تحت ظرف الانتداب البريطاني الذي استمر 28 عاماً، واليوم تقدم الولايات المتحدة كل ما يبث الروح للنظام الصهيوني الابن الشرعي للشعوب الأوروبية والأميركية، تلك الشعوب التي اعتنقت المذهب البروتستانتي المتبني للصهيونية والراعي لها لأكثر من 5 قرون سلفت، تهودت خلالها المسيحية بالصهيونية، وتجذرت فيها القِيم الاجتماعية والمبادئ الأخلاقية اليهودية التي لم تغادرها الروح النازية أو العنصرية القومية والانغلاق الديني ومشاعر التفوق البيولوجي والعقلي للرجل الأبيض.