لينا حجازي تمزج بين الواقع والخيال في رصد «روح الطبيعة»
مساعد الزامل افتتح معرضها في قاعة الفنون
تحت عنوان «روح الطبيعة»، جاء معرض الفنانة التشكيلية لينا حجازي الذي افتتحه الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مساعد الزامل، في قاعة الفنون بضاحية عبدالله السالم، حيث قدمت خلاله حجازي تجربتها في رصد روح الطبيعة من خلال المزج بين الواقع والخيال برؤى ومناظر مأخوذة من الطبيعة، مما أبهر الحضور من الفنانين التشكيليين والجمهور.
وقد حرص الزامل على مشاهدة اللوحات في جولة بصحبة حجازي، معرباً عن سعادته بوجوده في المعرض الأول الذي يشاهد من خلاله لوحات حجازي، قائلاً إن الأعمال الفنية امتزجت بالبهجة، والتكوينات اللونية الرائعة، وأنها تميزت باحترافية شديدة، موضحاً أن الفنانين التشكيليين في الكويت يقدمون دائما أعمالا بجودة عالية، والمعرض مميز ويستحق الحضور»، معلّقاً: «أتمنى للفنانة حجازي التوفيق».
بدورها، قالت حجازي إن المعرض يرصد فكرة ما يحدث في العالم من تغيرات مناخية، موضحة أنها حاولت استخدام ألوانها بدقة، فاستخدمت في رسم الأشجار على سبيل المثال ألوانا زاهية، فيما استخدمت تكوينات لونية أخرى من أجل الزهور وبقية مظاهر الطبيعة التي عكستها اللوحات، مضيفة أن عدد اللوحات المعروضة 42 بأحجام مختلفة، وأنها استغرقت في تحضيرها حوالي سنتين.
من جانبها، قالت الفنانة ثريا البقصمي: «إن حجازي فنانة تبحر خلف اللون، لتخلق عالما يفيض بالبهجة، تتحدث بلغة فنية مغلّفة بالرمز، فإن تراقصت أشجارها، أو ذابت جبال الجليد الملونة، فهي تبقى الساعية خلف فكرة نابعة من إحساسها بالخطر المحدق بالبيئة.
الشجرة في أعمالها رمز للحياة للديمومة، جذورها تتوغل في عمق الأرض الطيبة، صلبة شامخة، تيجانها تعانق السحب، ترمز للشموخ، فروعها الراقصة تحتضن سماء زرقاء، مغسولة بشمس صباحية»، متابعة: «لينا فنانة رشيقة في طرح عناصرها الفنية، تبرع في اختيار ألوانها، تذيب خبراتها في بوتقة الخيال، خطوطها المتشابكة تحكي قصصا، تخبرنا ببساطة كيف استطاع القهر أن يحوّلها لإنسانة سعيدة، تعزز ذاتها على مساحات الكانفس البيضاء، تغرقها حبا بشلالات الألوان المبهجة، وتطرّزها بأحلام الشجر بأن تبقى سماؤنا مشرقة، صاخبة، بعيدة عن طوفان التلوث».
والمتتبع للوحات يجد أن الألوان طاغية بشكل واضح، والتي تتميز بها النباتات والأشجار والزهور، مثل الأخضر والأحمر والأصفر، لكن هذا الرصد لم يأتِ بشكل مباشر أو واقعي، حيث إن الفنانة لا ترصد تلك المشاهد بطرق مباشرة، بل إنها أدخلت عناصر فنية خيالية في أيقونات أعمالها، مستخدمة تكنيكا جماليا هندسيا، أظهر لوحاتها في أشكال متناسقة مع بعضها البعض، وفي الوقت نفسه متباينة في مناظرها ومدلولاتها، حيث استخدمت حجازي الكتل اللونية بتدرجاتها من أجل الحصول على أعمال تتداخل فيها الخيالات مع الواقع، في مضامين مفعمة بالحيوية ومريحة للأبصار.
وفي سبيل التنوع، تماهت بعض اللوحات مع خريطة العالم لترسمها بألوان الزهور، ومن ثم إبراز الرمز من منظوره الجمالي، الذي يأخذ الأذهان في فسحة فكرية متعمقة في التأمل، فمزجت حجازي في أعمال أخرى المباني والأشكال الهندسية مع ألوان الطبيعة ومحتوياتها من النباتات والأشجار، على سبيل استلهام ملامح جديدة ومغايرة للواقع، في تعبير واضح عن خصوصية الفنان، كما رصدت ريشتها روح الطبيعة في أنساق قريبة من مشاعر الإنسان الذي يبحث عن الطمأنينة والهدوء، ويريد التواصل مع معطيات الجمال باشتياق وحرص، لتعكس رحلة فنية تشكيلية حياتية، أخذت فيها المتلقي، كي تضعه على الطريق الصحيح، الذي يقترب بفضله من الطبيعية التي هي سر الوجود.