نتميز في الكويت بطريقتنا الفريدة بالإدارة والتعامل مع الأزمات، سواء كانت الإدارة التنفيذية اليومية للبلد، أو إدارة المشاكل الطارئة والمتجددة، كهطول الأمطار والازدحام المروري، أو المزمنة كالقضية الإسكانية والبدون.
على الصعيد الرسمي، لن تخرج الحلول عن إحدى الآليتين، إما تجاهل القضية ومن ثَمّ تركها للزمن الكفيل بحلّها، أو الاعتياد عليها كفوضى الشوارع وسباقات الحافلات، أو تشكيل لجنة تنحصر قراراتها ما بين العقاب الجماعي أو الإغلاق النهائي، كإغلاق المدارس عند هطول الأمطار، ويبقى طريق استثنائي يُلجأ له عند الشدائد، وهو توزيع الأموال لشراء الوقت والولاءات عند الحاجة، لكنه يبقى طريقاً استثنائياً لا يملك قراره إلّا القلة، وليس كبقية الحلول الراسخة في العقلية الإدارية الكويتية.
عند مشاهدتي أحياناً لأفلام الخيال العلمي التي سيضرب فيها نيزكٌ الأرضَ، أو يكون فيها تهديد بقدوم كائنات فضائية لاحتلال كوكبنا، أحمد الله كثيراً أن أميركا هي مَن ستقوم باللازم في تحمّل مسؤولية تلك التهديدات، فلو أن الأمر موكول لنا - لا سمح الله - فسيقترح البعض منّا الدفع للكائنات الفضائية ودهان سيرها اتقاء لشرّها، أما النيزك فسيتم تشكيل لجنة للتعامل معه وإغلاق المدارس أيضاً، لتنتهي قصة كوكبنا وحضارته بعدها بيومين، ولا يبقى بالفضاء الكوني إلا بشت طائر ومطرقة تطفو وعقال هائم، وصدى صوت حمد سيف ينادي الحرس.