شارك الفنان د. عبدالعزيز المسلم في الجلسة الختامية للملتقى الإعلامي العربي في دورته الـ 19 الذي استضافته الكويت برعاية وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري، وبحضور نخبة من المثقفين والإعلاميين وصنّاع المحتوى.

وفي جلسة أدارها المذيع هاشم أسد بعنوان «صناعة المحتوى بين الترفيه والمسؤولية»، بمشاركة مدير قطاع الموسيقي في «mbc»، زياد حمزة، قال المسلم إنه يتّبع معايير وضوابط مجتمعية مسؤولة لضبط المحتوى الإعلامي، لمواجهة مخرجات المحتوى غير النافع والناتج مع الأسف من عدة أيديولوجيات محلية أو إقليمية أو عالمية من منصات ومحطات البث، وشركات انتاج، ومؤلفين تحمل مع الأسف أفكارا دخيلة على مجتمعاتنا وتبث السوداوية، وتنشر حالات شاذة وتناقش الظواهر المجتمعية السلبية، من دون وضع حلول، وقد أدت هذه المخرجات إلي إفساد المجتمعات، مؤكدا أن المحتوى الإعلامي الهابط وراء تغييب الثقافة والقيم.

Ad

وأضاف أنه، مع الأسف، نجد كتّابا محليين يؤلفون مسلسلات ويناقشون مصير مجتمعات دون شهادة علمية، مؤكدا أن أي محتوى إعلامي، سواء كان دراما مرئية أو مسموعة أو دراما مسرحية بشقّيها التراجيدي والكوميدي، أو أي برامج لها أدوات كتابة لصياغة النص والسيناريو، ولها قواعد تدرّس بالجامعات، ويمكن تعلّمها بالدراسة، مضيفا أن تاريخ الدراما وتطورها والمدارس الفنية كلها لها مناهج تدرس بالجامعات، والكتّاب المحترفون درسوا أدوات الكتابة وأصولها وتاريخ الدراما وفلسفة الكتابة وعلم الجمال والمنطق ومناهج البحث، ويتعلمون باستمرار كالأطباء، ويمارسون مهنتهم ويطورونها.

وشدد المسلم على أنه لا يمكن كتابة نص من غير دراسة أصول وقواعد الكتابة، إلا بالتلاعب وضعف الجودة، وأضراره أكثر من نفعه وخراب للمجتمعات، إذ لا يمكن لدكتور قلب أن يفتح صدر مريض إلا بشهادة وعلم وممارسة، فكيف لمؤلف أن يكتب مسلسلا يتغلل للعقول والنفوس، فيسمم مجتمعا من دون وعي من الحكومة لمنعه أو ضبطه وسنّ تشريعات مقننة؟ وهو أحد أسباب انحدار المحتوى الإعلامي ونشر الجهل بين أفراد المجتمعات وتغييب الثقافة الحقيقية عن المجتمعات.

وأشار الى أن الجمهور أصبح يشاهد المنصات الأجنبية والمسلسلات العالمية ذات الإنتاج الضخم بما فيها من ترفيه ومناظر وديكورات وأزياء وخدع وتقنيات ممتعة وساحرة للمشاهد، ومع الأسف، فإنّ المحتوى الإعلامي والقيمي لتلك الأعمال قد يتنافى مع قيمنا الإسلامية والعربية، قائلا: «مع الأسف أصبحت معايير محتوى وأشكال هذه المسلسلات والبرامج عند الجمهور هي مصدر الترفيه، لعدم وجود البديل الناجح، من دون رقابة على السماوات المفتوحة، حتى شكّلت ذوقا لدى المشاهد العربي وغرست به العديد من الأفكار السامة، والمشاعر السلبية، وهو ما انعكس مجتمعيا ونفسيا، لينتشر العنف والتنمر والانتحار والجريمة والطلاق».