يفكر المرشح الجمهوري دونالد ترامب «بجدية» في تعيين منافسته السابقة على ترشيح الحزب، نيكي هيلي، نائبة له، وفق ما كشف مصدران مطلعان لموقع أكسيوس الأميركي، وأشارا إلى أن هيلي ستساعد ترامب على الفوز بالرئاسة، على الرغم من معركتهما المريرة في الانتخابات التمهيدية، ووجهات نظرهما المتباينة حول بعض القضايا الكبرى.
وبينما يسعى ترامب جاهداً لتعويض تخلّفه في جمع التبرعات عن الرئيس جو بايدن، إضافة الى تسديد فواتيره القانونية الضخمة، تتمتع هيلي في الوقت نفسه بعلاقات عميقة مع الجهات المانحة التي تشعر بالقلق من الرئيس السابق. كما يمكن للمصالحة مع هيلي أن تساعد ترامب على جذب بعض الجمهوريين من خريجي الجامعات الذين واصلوا التصويت لها في الانتخابات التمهيدية حتى بعد انسحابها.
في المقابل، إذا واصلت هيلي حجب دعمها عن ترامب، فقد يلومها الحزب الجمهوري إذا خسر مرشحهم انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل، فضلا عن تهديد أي حملة رئاسية مستقبلية للحزب.
وكان ترامب قال في وقت سابق من هذا العام إن هيلي ليس لديها «المواصفات الرئاسية»، في حين اعتبرته «غير مؤهل» ليكون رئيسًا، إضافة إلى اختلاف وجهات نظرهما حول العديد من القضايا، مثل الحرب وبرامج الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.
وبينما دفعت هيلي لإرسال المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا، والسماح لها بأن تصبح جزءاً من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، رفض ترامب ذلك، وهاجم إصلاحاتها المقترحة، مثل رفع سن التقاعد للأجيال المقبلة.
وجمعت هيلي يوم الاثنين الماضي حوالي 100 من أكبر المانحين لها في تشارلستون بساوث كارولينا، لشكرهم على دعم حملتها الرئاسية، وقالت إن العبء يقع الآن على عاتق ترامب للتواصل معها ومع مؤيديها إذا كان يريد توحيد الحزب الجمهوري، وهي تصريحات رفضتها حملة ترامب، مؤكدة أن الحزب قد احتشد بالفعل خلفه.
غير أن بعض المقربين من ترامب يعارضون بشدة هيلي، نظرا لسجلها المتشدد في السياسة الخارجية، حيث قال الإعلامي اليميني الشعبي، تاكر كارلسون، مقدم البرامج السابق على «فوكس نيوز»، إنه إذا اختار ترامب هيلي «فإنه لن يصوّت فقط لها، بل سأدفع ضدها بكل قوتي»، في حين تعهّد دون جونيور (نجل ترامب)، ببذل قصارى جهده للتأكد من عدم وجودها على ورقة الحزب الجمهوري.
الى ذلك، انسحب بارون ترامب، (أصغر أنجال ترامب)، الجمعة من أول ظهور سياسي مقرر له كمندوب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يعقد في يوليو.
وتصدر بارون (18 عاما)، الذي كان بعيدا عن عيون العامة عناوين الأخبار العالمية هذا الأسبوع، عندما بدا أنه سيكون أحدث عضو في عائلة ترامب يدخل الساحة السياسية.
لكن بيانا صادرا عن مكتب والدته ميلانيا، (الزوجة الثالثة للرئيس السابق)، سرعان ما وضع حدا لمخطط المؤتمر. وقال البيان: «بينما يتشرف بارون باختياره مندوبا من جانب الحزب الجمهوري في فلوريدا، فإنه يرفض بأسف المشاركة بسبب التزامات سابقة».
وسيشهد المؤتمر في ميلووكي تتويج ترامب رسميا منافسا جمهوريا للرئيس الديموقراطي جو بايدن، حيث يقوم مندوبو كل ولاية بتسمية مرشحهم لانتخابات نوفمبر.
وكان مقررا أن يظهر بارون إلى جانب أشقائه دونالد جونيور وإريك وتيفاني كجزء من وفد فلوريدا.
وترعرع بارون في البيت الأبيض عندما كان طفلا ووالده رئيسا.
وكانت إيفانكا، (الابنة الكبرى لترامب)، مستشارة كبيرة له خلال ولايته الرئاسية إلى جانب زوجها غاريد كوشنر، في حين أن دون جونيور وإريك يحضران بانتظام المناسبات الانتخابية لترامب.
وفي مارس، انتخبت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري لارا (زوجة إريك) لمنصب قيادي.
إلى ذلك، نددت حملة الرئيس الديموقراطي جو بايدن بشدة بتقارير تفيد بأن ترامب وعد مديري شركات نفط بأن يعكس الكثير من السياسات المتعلقة بالبيئة إذا انتُخب رئيساً في نوفمبر.
وكانت صحيفة واشنطن بوست هي التي تحدثت عن هذا الالتزام، قائلة إن ترامب قطعه مقابل حصوله على مليار دولار لتمويل حملته خلال اجتماع عُقد في أبريل في مقره بمارالاغو، وضم نحو 20 من رجال الأعمال، بينهم مسؤولون من «فينتشر غلوبال»، و«تشينير إنيرجي»، و«شيفرون»، و«إكسون».
واتهمت حملة بايدن المرشح الجمهوري بـ «بيع الأسر العاملة» مقابل «تبرعات لحملته من بارونات النفط».
ووفق «واشنطن بوست»، تعهد ترامب خصوصاً أن ينهي فوراً تجميد إدارة بايدن لتصاريح صادرات الغاز الطبيعي المسال الجديدة (جي إن إل)، وطرح مناقصات لمزيد من عقود التنقيب عن النفط في خليج المكسيك، ورفع القيود المفروضة على الحفر بالقطب الشمالي في ألاسكا.