في هجوم صيفي، كان متوقعاً بشكل كبير وظهر بوضوح في حشده عشرات الآلاف من الجنود، شهدت منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، أمس، قتالا عنيفا للسيطرة على عدة قرى بالقرب من الحدود الأوكرانية، حيث يواصل الجيش الروسي هجماته في المنطقة.

وأكد الجيش الأوكراني توغّل القوات الروسية في قسمين واسعين من الجبهة، منذ الجمعة، وتقدّمها كيلومتراً واحداً داخل أوكرانيا، بهدف «إنشاء منطقة عازلة» في خاركيف وفي منطقة سومي المجاورة لمنع شنّ هجمات على أراضيها.

Ad

وفيما أكدت كييف إرسال تعزيزات، أعلن الجيش الروسي انه حقق تقدماً سريعاً وسيطر على 6 قرى هي بوريسيفكا وأوغيرتسيف وبليتينيفكا وبيلنا وستريليتشا، وكذلك قرية كيراميك.

وفي اليوم الثاني من الهجوم الروسي، أفاد الحاكم الإقليمي لمنطقة خاركيف، أوليغ سينيغوبوف، بأنه «تمّ إجلاء نحو 1775 شخصاً» من ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

وغداة إعلانه عن «معارك عنيفة» تجري على «طول خط الجبهة» في خاركيف التي تقع في معظمها تحت سيطرة قواته منذ سبتمبر 2022، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس أنه «يجب تعطيل العمليات الهجومية الروسية وإعادة زمام المبادرة إلى أوكرانيا».

وتوقّع قائد القوات البرية الأوكرانية، الجنرال أوليسكندر بافليوك، أن تدخل الحرب المستمرة منذ 26 شهرا مرحلة حاسمة خلال الشهرين المقبلين، مع محاولة موسكو استغلال التأخير في توريد إمدادات الأسلحة إلى كييف.

وأضاف بافليوك، في مقابلة مع مجلة الإيكونوميست نشرت أمس الأول، أن «روسيا تعلم أننا إذا تلقينا ما يكفي من الأسلحة في غضون شهر أو شهرين، فإن الوضع قد ينقلب ضدها».

وأكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي، جون كيربي، أن البيت الأبيض يعمل على مدار الساعة لتزويد كييف بإمكانات للدفاع عن نفسها ضد الهجوم الروسي المكثف والمتوقع على مدينة خاركيف، مرجحاً أن «تزيد روسيا من كثافة النيران في الأسابيع المقبلة وترسل قوات إضافية في محاولة لإنشاء منطقة عازلة ضحلة على طول الحدود، لكننا واثقون بالقوات الأوكرانية، ولا نتوقع أي اختراقات كبيرة».

وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار شملت معدات دفاع جوي إضافية لأنظمة صواريخ باتريوت وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات.