أكد السفير السوداني لدى البلاد عوض الكريم الريح بلة أن «الكويت تمارس سياسة خارجية معتدلة مع الأشقاء، وقد شهدنا الكثير من النزاعات التي توسطت فيها الكويت، هذه الدولة المتصالحة مع محيطها، والسودان يقدر هذا التوجه، ويحرص على علاقاته مع الكويت التي ظلت من الدول القليلة جدا في العالم التي تقدم الدعم والمساعدات والمشروعات الاقتصادية لأي بلد يحتاج إلى المساعدة من دون أي شروط ومن دون أي أجندة سياسية ومن دون أي تدخلات... وهذه ميزة».
وخلال مؤتمر صحافي عقده في منزله، قال الريح بلة إن «السودان من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الكويت، وبعدها كان السودان أول دولة يتلقى قرضاً من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وكان قرضاً لتوسعة السكك الحديدية».
وأضاف: «هناك أيضا استثمارات كويتية كبيرة جداً وعملاقة في السودان على مستوى الزراعة والتصنيع الزراعي والإنتاج الحيواني، ومشروعات إنشائية وفي قطاع الاتصالات، إضافة إلى استثمارات كبيرة جداً لأفراد وشركات، وكذلك تعتبر الكويت أكبر دائن للسودان خارج نادي باريس (أكثر من 15 مليار دولار)»، مبينا أن «حجم التبادل التجاري لفترة ما قبل الحرب وصل الى نحو 500 مليون دولار، وهذا دون طموحنا».
وتابع: «ساهمت الكويت في مشروعات عملاقة، مثلما حصل عام 2006 عندما تمردت بعض المجموعات على الدولة في شرق السودان، وهي منطقة تعاني من التخلف الاقتصادي والاجتماعي، وكنا بحاجة إلى تمويل هذه المنطقة لتنميتها، فلم نجد شريكا سوى الكويت التي استضافت في ديسمبر 2010 مؤتمر إعمار شرق السودان، وبعدها رعت مشروعات التنمية فيه، وهذه كانت العلامة الفارقة التي أعادت مساحة كبيرة وجزءا عزيزا من السودان، من حيز التمرد إلى الدولة المركزية... وهناك علامات مضيئة جداً في أفق العلاقات بين بلدينا».
وأوضح السفير السوداني أنه «في 2013، قامت مشروعات تنموية عملاقة جداً في السودان، حولته من مستهلك لبعض الخدمات الى مصدّر لتلك الخدمات، مثل الكهرباء، وذلك من خلال إنشاء 4 سدود ساهمت في زيادة إنتاج الكهرباء وفي زيادة الرقعة الزراعية في البلد، وبالتالي اتجهت بالسودان خطوة نحو تحقيق الأمن الغذائي العربي، وهذه كلها مشروعات حيوية ومهمة ساهمت فيها الكويت من دون أي أجندة سياسية خلاف أنها تحصّن منظومة الأمن العربي وترسّخ من أواصر الأخوّة والصداقة مع الدول العربية».
ومن مساهمات الكويت في بلده أيضاً، أضاف الريح بلة: «قبل الحرب الأخيرة، شهد السودان عامي 2020 و2021 فيضانات مدمرة، وكانت الكويت حاضرة في هذين الفيضانين، كما أنها كانت حاضرة في جائحة كورونا، وكانت حاضرة بعد اندلاع الحرب، من خلال أول جسر جوي للمساعدات الإنسانية والطبية والغذائية والإيوائية وسيارات الإسعاف، إضافة إلى مساعدات عبر البحر، ولاتزال هذه المساعدات مستمرة، من خلال الهلال الأحمر الكويتي واللجنة الكويتية للإغاثة».
واستطرد: «أما على الصعيد السياسي فإن الكويت تساند منبر جدة، الذي نادى بضرورة خروج الميليشيا من الأعيان المدنية التي احتلتها، سواء مستشفيات أو مدارس أو جامعات أو منازل أو مرافق كهرباء أو مياه، بعدما تم تدمير أكثر من 1000 مصنع، وكذلك تم تدمير كل الجامعات وكل المتاحف والمكتبات العامة بشكل تام»، مضيفا: «بعدما استطاع الجيش السوداني القضاء على الكتلة الصلبة للدعم السريع خلال الشهر الأول للحرب، اتجه الدعم السريع إلى احتلال الأعيان المدنية، وأنا أقولها وبالفم الملآن: لولا التدخلات الإقليمية وتدخلات بعض دول الجوار، لكانت هذه الحرب انتهت في الشهر الأول من بداية الحرب».
وختم: «في المقابل، اسمحوا لي أن أشيد بشركة زين للاتصالات لأنها من الشركات القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي لا يزال موظفوها البالغ عددهم الآلاف، يتقاضون رواتبهم بشكل كامل حتى اليوم، رغم استمرار الحرب منذ فترة طويلة، في وقت ثمة مشاريع عملاقة يملكها سودانيون، أوقفت دفع الرواتب، وأنا أحيي من خلالكم المهندس بدر الخرافي على موقفه الإنساني والنبيل، وإصراره على أن تستمر الشركة شامخة في السودان رغم التحديات الكبيرة».
الجالية السودانية في الكويت
• تحتضن الكويت نحو 20 ألف سوداني، معظمهم من الأطباء وأساتذة الجامعات والمحاسبين، إضافة إلى عدد من العمال، سواء في الزراعة أو الرعي.
• عن الاستثمارات الكويتية التي تضررت في السودان، قال السفير: «هناك فندق هيلتون الكبير وسط الخرطوم بات تحت سيطرة الميليشيات».