خاص

عرفان علي لـ« الجريدة•»: اعتماد أممي على الكويت لمواجهة الأزمات الإنسانية

كبير موظفي «موئل»: البنية الحضرية في غزة تعرضت لمسح كامل... والخسائر نحو 18 مليار دولار
• تدمير شامل لـ 280 ألف وحدة سكنية تمثل 70% من القطاع السكني ويصعب إعادة إعمارها

نشر في 14-05-2024
آخر تحديث 13-05-2024 | 18:03
عرفان علي متحدثاً إلى الزميل ربيع كلاس
عرفان علي متحدثاً إلى الزميل ربيع كلاس

أكد كبير موظفي مكتب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل) د. عرفان علي أن الكويت منذ سنوات طويلة كانت حاضنة لمعظم اللقاءات الإنسانية استجابة للكوارث والأزمات الإنسانية في المنطقة، مثلما حدث مع أزمات سورية واليمن والعراق، والآن تُعنى بالوضع الإنساني في قطاع غزة.

وفي لقاء خاص مع «الجريدة» على هامش زيارته للكويت ومشاركته في المؤتمر التاسع لـ«الشراكة الفعالة لأجل عمل إنساني أفضل» الذي نظمته الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية لبحث أبعاد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المدمر بفعل آلة الحرب والاستجابة لأزمة القطاع الإنسانية، قال علي إن «غزة هي منطقة حضرية 100% وتعرضت لتغيير كامل تقريباً كما تعرضت بنيتها الحضرية لمسح كامل»، مبينا أن «موئل» تعنى بشكل أساسي بالبنية الحضارية وعملية التخطيط العمراني للمدينة.

وأضاف علي: «نحن في مرحلة ما بعد الحرب نحاول أن نقدم حلولاً آنية ومستعجلة، لأن الناس والنازحين لن ينتظروا أن نقوم بعمليات إعادة تخطيط وإعادة الإعمار لأنها قد تستمر سنوات، ومن هذه الحلول المؤقتة للسكن نقدم وحدات بسيطة مسبقة الصنع ومصممة بطريقة لائقة تحترم كرامة الإنسان واحتياجاته، وفي الوقت نفسه، نعمل مع السلطات المعنية لإعادة تخطيط المناطق التي دمرت بالكامل، وللأسف، فإن أكثر من 70% من القطاع السكني، أي نحو 280 ألف وحدة سكنية في غزة، قد دُمّرت أو تضررت بشكل كبير ويصعب إعادة إعمارها»، لافتاً إلى أن «عدداً من المنظمات وبالتعاون مع البنك الدولي والأمم المتحدة، وضعت تقديرات للخسائر بنحو 18 مليار دولار».

جهود الكويت

وقال عرفان: «نحن نعول كثيرا ودائماً على جهد الكويت ودعمها في عملنا الإنساني، فالكويت دعمت وموّلت الكثير من مشاريع الاستجابة الإنسانية، وأنا شخصيا عملت في مشاريع موّلتها الكويت في العراق لدعم عملية إعادة التأهيل وإعادة الإعمار، خصوصاً في القطاع السكني والبنية التحتية، كذلك عملنا في لبنان في مرحلة ما بعد تفجير المرفأ عام 2020، حيث موّلت الكويت مشاريع إعادة تأهيل في عدة أحياء في مدينة بيروت».

وأضاف أنه «في قطاع غزة، كنا قد عملنا أخيرا على مشروع بتمويل من الكويت لإعادة تأهيل عدد من الوحدات السكنية، وبعد أن تم الانتهاء منها وتسليمها، تعرضت لدمار وخراب واسعين»، مؤكداً أن الشراكة بين الأمم المتحدة والكويت كدولة وكمنظمات خيرية وتنموية، شراكة مهمة جدا، «ونعول عليها كثيرا للتخفيف من آثار وتبعات الأزمة الانسانية في أي بلد يحتاج للمساعدة».

مبادرات «موئل»

ورداً على سؤال حول أبرز مبادرات «موئل» في تعزيز التنمية الحضرية بالكويت، قال علي: «نحن نعلم أن البيئة الحضرية في الكويت صحراوية، والمناخ صعب، وهناك تحديات ترتبط بارتفاع درجات الحرارة، والعواصف الغبارية، وقلّة المساحات الخضراء، ونحن نهتم بشكل كبير بتخضير المساحات المفتوحة، ولدينا شراكة مهمة مع مؤسسة النفط ومع القطاع الخاص في هذا المجال، ونعمل كثيرا مع المجتمعات الأهلية لتحفيز جهودها وتشجيعها على تخضير المساحات، ونحاول أن ندفع من خلال عملنا، ومن خلال شبكاتنا، ومن خلال علاقتنا مع السفارات ومع المنظمات الأخرى، للتوسع بعمليات التخضير، لأن كل هذه المبادرات الايجابية تساهم بشكل كبير في تغيير وتحسين البيئة الحضارية بالكويت».

وحول دور «موئل» في معالجة العواصف الترابية، قال علي: «نعمل منذ سنتين بدعم من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، على مشروع ضخم يجمع الكويت والعراق لتحسين قدرة المدن على مواجهة العواصف الغبارية، وهناك جهد ودراسات كبيرة جدا، لتحديد المناطق الأكثر تأثيرا على توليد هذه العواصف الغبارية، التي لا تؤثر فقط على الكويت، وإنما على معظم منطقة الخليج».

وتابع: «تم تحديد هذه المناطق من خلال دراسات وشراكة مع المؤسسات العلمية، والمؤسسات البحثية، ومن خلال جامعات كبرى، وهناك جهود كبيرة الآن لتحقيق عمليات تثبيت التربة في بعض مدن جنوب العراق كالديوانية، وذي قار، والبصرة ومع بعض مع المحافظات العراقية، لتأمين حلول لعمليات الري لهذه المناطق لتثبيت التربة فيها».

«موئل الكويت» ومعجزة «الشامية»

أثنى د. عرفان علي على دور رئيسة بعثة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل) لدى الكويت ودول الخليج العربي، د. أميرة الحسن، وعلى جهود مكتب الكويت، معتبراً أن هناك حاجة إلى شراكات أكبر.

وشدد علي على دور الإعلام «المهم جدا» لكي يبرز المشاريع المهمة التي تم انجازها، لافتاً إلى أن ما قامت به بعض السيدات في محمية الشامية هو معجزة حقا، لكنه بحاجة إلى تبنٍّ حكومي، وبحاجة إلى إيمان بأن التغيير ممكن، غير أنه يحتاج إلى دعم وتشجيع وتحفيز وتوسيع.

back to top