الفرج يرسم الواقع والطبيعة بمستويات تشكيلية جذابة
يقدم 54 لوحة فنية في معرضه «همس الألوان 4» بقاعة أحمد العدواني
كشف الفنان التشكيلي سعود الفرج أن معرضه الشخصي الرابع «همس الألوان 4» يتضمن نحو 54 لوحة تتناول أكثر من فكرة لموضوعات متنوعة تحاكي التراث وبعض الأماكن التي قام بزيارتها من خلال جولاته في دول مجلس التعاون الخليجي مروراً بدولة اليمن. وتم افتتاح المعرض في قاعة أحمد العدواني بضاحية عبد الله السالم، برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبحضور نخبة من الفنانين التشكيليين والجمهور.
وقال الفرج، في تصريح: «اعتدت أن أقدم هدفاً لكل معرض، وبعد تسليط الضوء على الألوان الزيتية والأكريليك والمكس ميديا، اليوم أقدم الألوان المائية لما لها من خصوصية وحس راقٍ وانسيابية وتمازج، وكان للراحلين محمد الحديدي، ونصر الدين ظاهر الأثر الكبير في بذر حب الألوان المائية في نفسي منذ الصغر، ولذلك أدعو زملائي الفنانين إلى خوض تجربة الألوان المائية وتلمس قيمتها الفنية وسحرها، كما أود أن أشكر المجلس الوطني وكل من ساهم في ظهور هذا المعرض للنور».
الحركة الثقافية
وعلى هامش المعرض، قال الملحق الثقافي في السفارة السعودية، د. جميل بن موسى الحميد: «شرفني سعود الفرج بدعوة كريمة لمعرضه الشخصي للفن التشكيلي، وهي فرصة مهمة التقى خلالها بنخبة من الفنانين، والوجوه الاجتماعية المختلفة المهتمة بالفن التشكيلي والحركة الثقافية بشكل عام، أما المعرض فهو يعد إثراء ثقافياً اجتماعياً اقتصادياً يشعر كل من يشارك فيه بالفرح والفخر، حيث يعكس مستوى الفن التشكيلي لأفراد المجتمع».
وأضاف الحميد أن «ما يميز تجربة الفرج أنه تجول بالضيوف بين التراث والحضارة والخيال الواسع، حيث استخدم أصعب مادة بالفن التشكيلي وهي الألوان المائية التي لا تعطي الفنان فرصة التصرف باللوحة والتحكم بكل التفاصيل، وهو ما يدلل على حجم الإبداع والخبرة الطويلة للفنان الفرج».
وبدوره، قال مراقب الفنون التشكيلية بالإنابة في المجلس الوطني وائل الجابر: «سعدنا بافتتاح معرض الفنان المبدع القامة سعود الفرج فهو معرض جميل، حيث استطاع استخدام تكنيك الألوان المائية برسم بأسلوب تراثي جميل، لاسيما أن الفنان الفرج أغلب رسوماته تراثية ومنها رسومات عن المباني والموانئ ومتاحف من دول الخليج العربي».
وقدم الفرج خلال هذا المعرض خلاصة أفكاره التشكيلية، تلك التي اتسمت بتوافق حسي بين الواقع والخيال، وبالتالي فقد خاض الفنان الكثير من التجارب المتعلقة بالحياة في أكثر تجلياتها، كما أنه رسم الطبيعة والواقع بمستويات تشكيلية متنوعة، وبألوان متدرجة في أشكالها. ولقد استخلص الفرج أعماله من الطبيعة والبيئة الكويتية القديمة رصداً وتحليلاً ووصفاً من خلال عناصر اتسمت بالرقي والتوافق مع أفكار طرحها الفنان على المتلقي بسهولة ويسر من أجل التفاعل معها، والدخول في تجاربها التشكيلية، تلك التي تقترب بشكل واضح مع الجمال في صوره الكثيرة.
واهتم الفرج في لوحاته بالبيوت والنباتات التي تزدهر في الطبيعية، كما اهتم بالتراث، وبالتالي فقد نشأ تحاور تشكيلي جذاب بين كل تلك العناصر، كما رسم بورتريهات لبعض الشخصيات المعروفة، والتي بدت في مضامينها ذات محتوى متميز وجذاب، في حين جاءت الطبيعة الصامتة في بعض لوحاته معبرة عن الكثير من المشاعر التي تنتمي للواقع وجمالياته، كما غلب على أعمال الفنان الأسلوب التأثيري والواقعي، فيما جاءت الرمزية في أنساق تشكيلية مفعمة بالحيوية والحركة، وبتفاعل مع الحياة بكل مضامينها وتحولاتها، ليخوض الفرج من خلال معرضه التشكيلي الشخصي غمار الكثير من التجارب التي أسهمت في تنوع مواضيع لوحاته وتميز طرحها الفني.