تمثل الشركات العائلية قطاعاً مهماً لا يستهان به، حيث تسيطر بعض الشركات العائلية على العديد من المشاريع الاستراتيجية الكبرى في مجال النقل والمواصلات والاتصالات والكهرباء والبريد والطاقة والنفط والصناعات البتروكيماوية والبنية التحتية والدعم اللوجيستي.

لذا أصبحت حوكمة الشركات العائلية ضرورة من ضرورات حسن الإدارة، وفرض هيبة الدولة، ومكافحة الفساد، حيث تحتكر بعض الشركات العائلية العديد من المناقصات والمشاريع الرئيسة والاستراتيجية التي تقوم بتنفيذ المشاريع العامة الأساسية التي لها تأثير على الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين.

Ad

ويهدف تطبيق مبادئ الحوكمة Governance principles في الشركات العائلية الى التأكيد على أن الشركات العائلية تعمل بطريقة فعالة وشفافة وقابلة للمساءلة.

ومن خلال تطبيق مبادئ الحوكمة في الشركات العائلية يجب التأكيد على الشفافية والمكاشفة وعدم تعارض المصالح، وخصوصاً فيما يتعلق بتشكيل أعضاء مجلس الإدارة، وكذلك الإدارة التنفيذية والأعضاء المستقلين في مجالس إدارة هذه الشركات العائلية، والتأكيد على الالتزام بالقوانين والتشريعات واللوائح التنظيمية وتجنب مخاطر الإهمال والتقاعس أو التدخل المفرط من ملاك هذه الشركات في القرارات الإستراتيجية التي هي من صميم ومسؤوليات مجلس الإدارة.

إن الإدارة الرشيدة للشركات العائلية على أسس تنظيمية سليمة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على حقوق المساهمين وأصحاب المصالح من أفراد ومؤسسات، وكذلك إيجاد بيئة تجارية واستثمارية سليمة تدعم زيادة جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، وكذلك المساهمة الفعالة في النمو والتنمية المستدامة ومكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في القطاعين الخاص والعام.

لذا فإن تطبيق مبادئ ونظام الحوكمة للشركات العائلية أصبح مطلباً وطنياً لحماية موارد الدولة، خصوصا في ظل الدعم الحكومي الذي تقدمه الدولة لبعض الشركات العائلية الكبيرة في حالة تعثرها.

إن تطبيق مبادئ الحوكمة ونظمها في الشركات العائلية يزيد كفاءة الأسلوب الإداري والمحاسبي وضمان المساءلة والمساهمة الإيجابية في تفعيل مبدأ تكافؤ الفرص وإيجاد بيئة تنافسية وعادلة بين الشركات المملوكة للدولة وشركات القطاع الخاص والشركات العائلية، ومنع الاحتكار بهدف زيادة الإنتاجية والشفافية، ومكافحة الفساد وتعزيز النزاهة وتحسين الكفاءة والمساءلة وضمان سيادة القانون في القطاع الخاص، وبالتالي زيادة مشاركة الشركات العائلية وكفاءتها في الاقتصاد الوطني بشكل فعال.

ودمتم سالمين.