يحتفل بنك بوبيان بمرور 18 عاماً على انطلاقته كإحدى المؤسسات المالية الإسلامية، بعد أن أعلن تأسيسه من خلال أكبر طرح للأسهم للمواطنين اعتبر وقتها الأكبر في تاريخ الكويت، برأسمال 76 مليون دينار.

وعلى مدار هذه السنوات نجح «بوبيان» في تأكيد مكانته كواحد من أهم البنوك الكويتية التي استطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات والنجاحات على مستوى السوق المحلي، رغم قصر عُمره نسبياً مقارنة بالآخرين.

وبطبيعة الحال لا يمكن لأي متابع أن يتناول ما حققه «بوبيان» من إنجازات دون أن يربط ذلك مباشرة بفريق عمل البنك، بقيادة نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بنك بوبيان عادل الماجد، والذين استطاعوا تحويل البنك من مجرَّد مصرف عادي إلى واحد من أبرز بنوك الكويت والمنطقة، من خلال صعوده من المرتبة الأخيرة محلياً قبل 10 أعوام إلى المركز الـ 3 بين بنوك الكويت جميعاً، وارتفاع الأصول من 4 إلى نحو 26 مليار دولار حالياً.
Ad


ويمكن تلخيص سر نجاح البنك في مجموعة نقاط، أبرزها: وضع استراتيجية واضحة، وتكوين فريق تنفيذي من أصحاب الخبرات، والعودة لأساسيات العمل المصرفي، والتركيز على خدمة العملاء، والاستثمار في الخدمات المصرفية الرقمية، والاستثمار في الموارد البشرية، والتركيز على العنصر الوطني.

وكان البنك، ومع نهاية الربع الثالث من العام الحالي، أعلن تحقيق أرباح تشغيلية بلغت نحو 79 مليون دينار، مع استمراره في تجنيب مخصصات بقيمة 31 مليون دينار، محققاً بذلك أرباحاً صافية بلغت حوالي 49 مليون دينار، بزيادة 52 في المئة عن العام الماضي، وبلغت ربحية السهم 11.8 فلساً. وبلغ إجمالي أصول البنك 7.8 مليارات دينار بنسبة نمو 6 في المئة، كما بلغ إجمالي ودائع العملاء 5.8 مليارات دينار بنسبة نمو 7 في المئة، فيما بلغت محفظة التمويل 5.8 مليارات دينار بنسبة نمو 9 في المئة، وبلغت الإيرادات التشغيلية 153 مليون دينار بنسبة نمو 9 في المئة.

وعلى مستوى الحصص السوقية، ارتفعت حصة البنك من التمويل المحلي بصفة عامة إلى حوالي 11.2 في المئة.

أعلى تصنيف ائتماني

وحقق «بوبيان»، وهو يحتفل بمرور 18 عاماً على التأسيس، خطوة جديدة نحو المزيد من الإنجازات، بحصوله على ترقية جديدة من وكالة ستاندرد آند بورز الائتمانية، والتي رفعت التصنيف الائتماني للبنك طويل الأجل إلى A وتعديل النظرة المستقبلية إلى مستقرة مع رفع تصنيف الوضع الائتماني المستقل إلى + BBB.

وجاء هذا الرفع رغم حالة عدم اليقين التي تشهدها التوقعات الاقتصادية العالمية، نتيجة العوامل الجيوسياسية ومعدلات التضخم، ما يعكس قوة البنك في الخدمات المصرفية، وقدرته على تحقيق نمو متوازن، مع المحافظة على جودة الأصول، وهو ما يعزز قدرته على الحفاظ على رأسمال قوي، كما أشارت الوكالة العريقة.

ويضع الرفع الأخير «بوبيان» في صدارة البنوك المحلية المصنفة من «ستاندرد آند بورز»، وفي صدارة جميع البنوك الإسلامية بالكويت، والثاني على مستوى كل البنوك المحلية المصنفة من قبل الوكالتين الأخريين؛ موديز وفيتش، وهو «أمر يزيد من التحديات أمامنا، ويجعلنا مصممين أكثر على الاستمرار في تحقيق الإنجازات».

أكبر اكتتاب في تاريخ الكويت

جاء طرح أسهم «بوبيان» عام 2004 ليمثل وقتها أكبر طرح للأسهم في تاريخ الكويت، بلغ حينذاك 76 مليون دينار، حيث تم فتح باب الاكتتاب في أسهم البنك بناءً على المرسوم الأميري الخاص بتأسيس شركة مساهمة كويتية عامة باسم «بنك بوبيان»، وبلغ رأسمال البنك، وفق المرسوم، 100 مليون دينار (مليار سهم) كانت حصة الهيئة العامة للاستثمار منها 20 في المئة، ومؤسسة التأمينات الاجتماعية 4 في المئة، والباقي 76 في المئة طرحت للاكتتاب العام.

وصدر في سبتمبر 2004 قرار وزير التجارة والصناعة بتأسيس بنك بوبيان كشركة مساهمة، إلا أنه كونه مصرفاً أو بنكاً، فإنه كان يتعين صدور قرار خاص من وزارة المالية، وبالفعل صدر القرار رقم 23 لسنة 2004 في 28 نوفمبر 2004 بتسجيل البنك في سجل البنوك الإسلامية لدى بنك الكويت المركزي.

ومثَّل عام 2005 الانطلاقة الفعلية للعمليات التشغيلية للبنك، حيث كانت البداية بعدد محدود من الموظفين بدأوا العمل من خلال مجموعة من المكاتب المؤجرة في مبنى صغير يقع في قلب العاصمة، حيث شهد البنك مجموعة من التطورات المهمة.

مرحلة إعادة البناء والانطلاق

يمكن التأريخ لهذه المرحلة منذ أغسطس 2009 مع وجود إدارة تنفيذية جديدة للبنك، بقيادة الرئيس التنفيذي عادل الماجد في أعقاب حصول البنك الوطني على موافقة بنك الكويت المركزي بشراء 40 في المئة من أسهم «بوبيان»، ليكون ذراعه الإسلامية، ليتقدم بعدها «الوطني» بطلب آخر لرفع النسبة إلى 60 في المئة.

وقتها وضع البنك استراتيجية بمشاركة واحدة من أكبر الجهات الاستشارية العالمية اعتمدت على العودة إلى أساسيات العمل المصرفي، والتركيز على السوق المحلي، من خلال إعادة رسم خريطة الفروع، وتقديم خدمات ومنتجات جديدة، والتركيز على خدمة العملاء.

البنك الرقمي الأول

ويعتبر العام الحالي الأول بعد تجاوز الكويت والعالم لأزمة جائحة «كوفيد- 19»، والتي غيَّرت الكثير من المفاهيم والسلوكيات التي تعودنا عليها، في وقت تمكن «بوبيان» من التعامل مع هذه الأزمة باحترافية عالية، خصوصاً ما يتعلق بخدمة العملاء خلال فترتي الحظر الجزئي والكُلي، بفضل استثمارات البنك في قطاع الخدمـات المصرفية الرقمية، والتي أتت ثمارها من خلال تلبية احتياجات العملاء المختلفة.

وانعكس نجاح البنك بمجال الخدمات المصرفية الرقمية في النمو غير المسبوق في قاعدة العملاء ممن يستخدمون هذه القنوات، سواء عبر الموقع الإلكتروني، أو تطبيق الهاتف النقال (Boubyan Mobile Banking)، والذي تضاعف خلال السنوات الأخيرة، مقارنة بنسب نمو معتدلة لدى المصارف الأخرى.

وعلى مدار سنواته الأخيرة حصد البنك عشرات الجوائز في مختلف المجالات، إلا أن أكثرها أهمية جائزة أفضل بنك إسلامي في العالم بمجال الخدمات المصرفية الرقمية (Best Islamic Digital Bank) من مؤسسة غلوبل فاينانس العالمية، إلى جانب جوائز مؤسسة سيرفس هيرو لخدمة العملاء، سواء على مستوى البنوك الإسلامية، أو القطاع الخاص الكويتي.

التوسع الخارجي وNomo Bank

واستمر البنك في خطواته التوسعية الرقمية، من خلال استحواذه قبل عامين على بنك لندن والشرق الأوسط، والذي يمتلك فيه حالياً 71 في المئة من الأسهم، ثم جاء إعلان «بوبيان» العام الماضي انطلاق أعمال علامته التجارية الجديدة Nomo Bank بالكامل في الكويت والمملكة المتحدة كأول بنك رقمي إسلامي عالمي من لندن لديه القدرة على تقديم خدماته للجميع، سواء من عملاء «بوبيان» أو غيرهم.

ويطمح البنك إلى أن يصبح البنك الإسلامي المفضل لعملاء دول مجلس التعاون الخليجي في المملكة المتحدة، حيث تم وضع مجموعة من المبادئ الرئيسية ضمن استراتيجية التحول الخاصة بالبنك بعد الاستحواذ، من بينها بناء علامة تجارية مستدامة تركز على العملاء ومنسجمة مع مجموعة بنك بوبيان.

أعلى نسبة كوادر وطنية

يعتبر «بوبيان» من أعلى مؤسسات القطاع الخاص توظيفاً للعمالة الوطنية، والتي تقترب حالياً من 80 في المئة، في الوقت الذي يسعى البنك إلى استقطاب الكوادر النسائية، حيث بلغت نسبة الموظفات أكثر 26 في المئة من إجمالي القوى العاملة على مستوى البنك.

وخلال عام 2022 ارتفعت نسبة السيدات العاملات في «بوبيان»، ووصول عدد منهن إلى مناصب قيادية بإدارات مختلفة في البنك، وهو ما يؤكد حرص البنك على تمكين المرأة، نظراً لدورها المهم في رحلة نجاحه.

المبنى الجديد

• يقع المبنى الجديد للبنك في قلب العاصمة بمنطقة شرق.

• مساحة الأرض الإجمالية حوالي 4 آلاف متر مربع.

• عدد الطوابق 38 طابقاً، و4 سراديب، بارتفاع حوالي 200 متر.

• المساحة الإجمالية للمبنى (وفق عدد الطوابق) حوالي 83 ألف متر مربع.

• يتوقع الانتهاء من المبنى بنهاية عام 2024.

• تصميم المبنى مستوحى من شعار البنك.

«مودرن إسلامي»

يحب «بوبيان» دوماً أن يُوصف بأنه بنك «مودرن إسلامي»، حيث احتل مكانة مرموقة في السوق، في ظل غياب الخدمات الحديثة المقدمة من البنوك الإسلامية الأخرى، آنذاك، ليأتي البنك حينها ويسد تلك الفجوة، وهذه كانت من أهم عوامل نجاحه.

الاختيار الأفضل
ارتبط اسم بنك بوبيان على مدار السنوات الأخيرة بعبارة «لأول مرة في الكويت والتفوق بخدمة العملاء»، ما منح البنك أفضلية جعلته الاختيار الأفضل للكثير من العملاء الراغبين بالحصول على الخدمات والمنتجات المميزة.

وكان التركيز على خدمة العملاء الهاجس الرئيسي لجميع موظفيه من أعلى الهرم إلى أصغر موظف. ومثال على ذلك، يعتبر عادل الماجد الرئيس التنفيذي الوحيد الذي لديه حسابات على مواقع التواصل للاستماع لمطالب العملاء، كذلك الأمر بالنسبة لي ولغيري للتعامل مباشرة مع العملاء في السوشيال ميديا للاستماع إلى استفساراتهم ورأيهم في الخدمات المقدمة بهدف تطويرها.

ومن أشهر اللقاءات التي أُجريت قبل سنوات طويلة مع الماجد خلال حديثه أول يوم من استحواذ بنك الكويت الوطني على «بوبيان»، حين سأله أحد الصحافيين آنذاك (كيف ترى بنك بوبيان بعد 5 سنوات؟)، وكان الرد العفوي وقتها: «نريد أن نكون ثالث البنوك الكويتية من حيث حجم الأصول والأرباح ومحفظة التمويل». وبالفعل بعد 12 عاماً تحققت هذه المقولة التي اتسمت بالعفوية وقتها.