مرة ثانية... كلكم لفو

نشر في 15-05-2024
آخر تحديث 14-05-2024 | 19:24
 عبداللطيف الدعيج

شعب الكويت شعب هجرات... وكل الكويتيين وفدوا إلى الكويت طلباً للرزق، أو هرباً من ظروف وأوضاع سياسية نتيجة اضطراب المنطقة آنذاك، أو لمشاكل وقضايا اجتماعية خاصة بهم... الكل مهاجر... ولا فضل ولا أقدمية لمن أتى بالأمس أو اليوم الذي قبله، فالكل لم يكن «كويتياً» وبالتأكيد ليس «أصلياً» عندما وطئت قدماه أرض الكويت، مثل ما كتبت في السابق كلنا «لفو»... ولن أعتذر لأحد، لأن هذه حقيقة.

وحتى نكون منصفين... ربما نستثني الأسر العتبية، فهي الأسر التي يعود لها الفضل الأساسي في تأسيس الكويت، وهي الأسر التي - مع الأسف - تم جلدها وتحقير بعض أفرادها من جانب صبيان البعض في السنوات الأخيرة، ولكن هذا يجب ألا ينسينا أيضاً أن هذه الأسر مثل غيرها «وفدت» إلى الكويت، ربما لذات أسباب وظروف مَن قدِمَ بعدهم.

الزبدة أنه ليس هناك كويتي أصلي وكويتي ناقص، أو قليل الدسم، فالكل سواسية... وهذا ليس اختياري ولا اعتقادي، ولكنه اختيار وإيمان المؤسسين الأوائل الذين جسدوه عبر ممارساتهم ودعمهم المتواصل للقضايا القومية العربية، وعبر تضمينهم إياه في الدستور من خلال المادة 29 «الناس سواسية... إلخ».

مناقشات لجنة إعداد الدستور تكشف بوضوح قومية وإنسانية أهل الكويت الأصليين، واسمحوا لي أن أستخدم هنا وصف «أصليين»، فهم يستحقون هذا الوصف وأكثر بجدارة، فهم لم يفرّقوا بين كويتي اليوم أو كويتي الأمس، ولم يبحثوا في أصله أو فصله، فما دام وُلد وترعرع في الكويت فهو كويتي «فصقلاص» عندهم، فالسيد سعود العبدالرزاق (ثاني رئيس لمجلس الأمة في الكويت) يعلنها بوضوح «ما دام وُلد على أرضنا فهو كويتي بالمولد»، أما السيد يعقوب الحميضي فرأى أنه «لا يخلص للكويت إلا من ولد فيها وعاش مع أبنائها»... هكذا عند الرعيل الأول الولادة والنشأة في الكويت، وليس الأصل أو الأقدمية كما يروّج البعض هذه الأيام.

هكذا هو الأمر... ما دمنا نتغنى بالدستور وندّعي الحفاظ عليه، فالأفضل الإخلاص أو الرجوع للرعيل الأول واتباع نهجهم، فهم من وضعوا هذا الدستور وهم الوحيدون المخولون بتوضيح معانيه ومقاصده، لا المتبجحون أو المدعون الذين تنكّروا لأهداف ومعتقدات الآباء الذين يدعون الانتماء لهم.

back to top