«حزب الله» يربط اللاجئين بالتطبيع بين دمشق والغرب
وسط تجاذب عربي - إيراني على العلاقة مع سورية
في ظل ربطه ملف جبهة الجنوب بمسار الحرب على غزة، أحكم «حزب الله» عقدة جديدة تصل الاستحقاقات اللبنانية بالملفات الإقليمية، من خلال ربطه ملف اللاجئين السوريين بالتطبيع بين دمشق والغرب، في وقت يبدو أن ايران تضع كل ملفات المنطقة على جدول أعمالها التفاوضي مع الولايات المتحدة.
ووسط الحملة السياسية المركزة في موضوع اللاجئين السوريين، وقبيل عقد جلسة برلمانية لمناقشة مسألة قبول لبنان للهبة المليار يورو من الاتحاد الاوروبي مقابل مكافحة تسرب اللاجئين باتجاه أوروبا وتحديداً قبرص، أطلق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس الأول موقفاً مناقضاً تماماً بدعوته الدولة اللبنانية الى «فتح البحر» أمام اللاجئين، وتنظيم رحلات هجرة ولجوء الى اوروبا، معتبراً أن ذلك سيستدعي الأوروبيين الى لبنان للتفاوض.
ويبدو أن نصرالله بعث برسالتين من خلال هذه الخطوة، الرسالة الاولى، تتعلق بإظهار امتعاض حزب الله من الموقف الاوروبي من الوضع في الجنوب والذي يعتبر الحزب أنه يميل كثيراً لصالح الإسرائيليين، والرسالة الثانية هي دعوتهم للدخول في حوار مباشر مع دمشق.
موقف نصرالله يتكامل عملياً، مع ما كان قد طالب به رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال زيارته الى فرنسا ولقائه بالرئيس ايمانويل ماكرون، وكذلك في الدعوات التي وجهها ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري لرئيسة المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين حول ضرورة التنسيق والتفاوض مع دمشق.
وفي هذا السياق، يبرز موقف نصرالله وكأنه في سياق مساعي إعادة تعويم النظام السوري، عشية انعقاد القمة العربية في البحرين، التي دُعي اليها الرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت حكومة ميقاتي تجاوبت مع الرسالة التي بعثت بها «الخارجية» السورية قبل أيام وتضمنت اعتراض دمشق على مشاركة بيروت في مؤتمر بروكسل حول اللاجئين الذي وصفته بأنه منصة للهجوم على سورية، كما أنه لا يمكن معالجة ملف اللاجئين بغياب سورية واستمرار عزلها.
واستجاب ميقاتي بتخفيض مستوى تمثيل لبنان في مؤتمر بروكسل حيث سيتمثل لبنان بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب، الذي أرسل رسالة جوابية الى «الخارجية» السورية بأن لبنان سيطالب خلال مشاركته الدول الأوروبية بضرورة التنسيق مع دمشق في ملف اللاجئين، ويشدد على أنه لا يمكن معالجة هذا الملف في ظل عزل سورية.
ويتضح من خلال هذا المسار أن حزب الله منخرط في مسعى جديد لإعادة تعويم النظام السوري دولياً، في ظل تجاذب واضح عربي ـ إيراني على العلاقة مع دمشق وعلى الجغرافيا السورية، لا سيما منذ أن اتخذت دمشق موقفاً محايداً مما يجري منذ عملية «طوفان الأقصى» وتداعياتها والحرب المستمرة على قطاع غزة ورفض الاسد أن تكون الأراضي السورية منطلقاً لتنفيذ عمليات عسكرية من قبل حلفاء ايران ضد اسرائيل وعدم انخراطه في مشروع «وحدة الجبهات».