الأردن يحبط مؤامرة لتهريب أسلحة «إيرانية» لشن أعمال تخريبية

القبض على خلية لـ «الإخوان»... و«حماس» تنفي علاقتها وتستهجن «التسريبات»

نشر في 15-05-2024 | 13:46
آخر تحديث 15-05-2024 | 19:31
العاصمة الأردنية، عمّان
العاصمة الأردنية، عمّان

أعلن مصدر أردني مسؤول اليوم أن الأجهزة الأمنية الأردنية أحبطت عملية تهريب أسلحة من «ميليشيات مدعومة من إحدى الدول» إلى خلية في الأردن أواخر شهر مارس. ولم يحدّد المصدر اسم الدولة أو الخلية الأردنية.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا» عن المصدر قوله «أحبطت الأجهزة الأردنية الأمنية محاولة تهريب أسلحة إلى المملكة أرسلت من ميليشيات مدعومة من إحدى الدول إلى خلية في الأردن». وأضاف أن «الكمية صودرت عند اعتقال أعضاء الخلية، وهم أردنيون، في أواخر مارس الماضي»، مشيرا إلى أن «التحقيقات والعمليات ما زالت جارية لكشف المزيد المتعلق بهذه العملية».

ولم يعرف عدد الأشخاص الذي تمّ اعتقالهم ولم تنشر تفاصيل عن الأسلحة التي تم ضبطها.

وقال المصدر «في الأشهر الأخيرة، أحبطت الأجهزة الأمنية محاولات عديدة لتهريب أسلحة، بما في ذلك ألغام كلايمور، ومتفجرات C4، وسمتكس، وبنادق كلاشينكوف، وصواريخ كاتيوشا عيار 107 ملم».

وكانت وكالة رويترز نلت عن مصدرين أردنيين مطلعين، إن الأردن أحبط مؤامرة يشتبه أن إيران تقف خلفها لتهريب أسلحة إلى المملكة المتحالفة مع الولايات المتحدة، وذلك لمساعدة معارضين للحكم على تنفيذ أعمال تخريبية.

وقال المصدران لـ «رويترز» إن الأسلحة أرسلتها فصائل مدعومة من إيران في سورية إلى خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن لها صلات بالجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، مضيفين أنه تم ضبط الأسلحة عندما ألقي القبض على أعضاء في الخلية، وهم أردنيون من أصول فلسطينية، في أواخر مارس الماضي.

وطلب المصدران عدم الكشف عن هويتهما، ورفضا الكشف عن الأعمال التخريبية التي كان يتم التخطيط لها، مشيرين إلى أن التحقيقات لا تزال جارية. وقالا إن المؤامرة كانت تستهدف زعزعة استقرار الأردن الذي يمكن أن يصبح نقطة توتر إقليمية في أزمة غزة، إذ يستضيف قاعدة عسكرية أميركية ويشترك في الحدود مع إسرائيل، وكذلك سورية والعراق حيث توجد فصائل متحالفة مع إيران.

وأوضحا أن معظم التدفق السري للأسلحة إلى المملكة كان موجها إلى الأراضي الفلسطينية المجاورة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. لكنهما قالا إن بعض الأسلحة، بما في ذلك تلك التي تم ضبطها في مارس، كانت موجهة للاستخدام في الأردن من قِبل خلية تابعة للإخوان المسلمين متحالفة مع «حماس». وقال أحد المصدرين، وهو مسؤول مطلع على الأمور الأمنية: «إنهم يخفون هذه الأسلحة في حفر تسمى النقاط الميتة، ويحددون مواقعها عبر نظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس) ويصورون تلك المواقع ثم يصدرون أوامر لعناصر منهم لإخراجها من هناك»، في إشارة إلى الطرق التي يتبعها المهربون في العمليات. وتعتقد السلطات الأردنية أن إيران والجماعات المتحالفة معها مثل «حماس» و«حزب الله» اللبناني تحاول تجنيد شبان متطرفين من جماعة الإخوان المسلمين في المملكة من أجل الأهداف المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة في محاولة لتوسيع شبكة طهران الإقليمية من القوى المتحالفة معها، وفقا للمصدرين.

وأكد ممثل بارز لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن أن بعض أعضاء الجماعة اعتقلوا في مارس وبحوزتهم أسلحة، لكنه قال إن أيا كان ما فعلوه فلم يكن بموافقة الجماعة، مضيفا أنه يعتقد أنهم كانوا يهربون الأسلحة إلى الضفة الغربية وليس بهدف تنفيذ عمليات في الأردن.

وقال ممثل الجماعة، الذي طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية الأمر: «هناك حوار بين الإخوان والسلطات. إنهم (السلطات) يعلمون أنه إذا كانت هناك أخطاء فلم تصدر عن جماعة الإخوان المسلمين بل عن أفراد فقط، وليست من سياسة الجماعة». وقال قيادي آخر في الجماعة، طلب عدم الكشف عن هويته لـ «رويترز»، إن أعضاء الخلية الذين تم اعتقالهم كانوا ممن تم تجنيدهم من قِبل نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» صالح العاروري، الذي كان العقل المدبر لعمليات الحركة في الضفة الغربية من منفاه في لبنان. وقُتل العاروري في ضربة جوية بطائرة مسيرة في بيروت في يناير وهو هجوم يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل نفذته.

ونفت حركة «حماس» اليوم الأربعاء علاقتها بأي أعمال «تخريبية» تستهدف الأردن، مؤكدة على عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول.

وذكرت «حماس» في بيان أنها تستهجن «التسريبات الإعلامية التي تشير إلى علاقة الحركة بأعمال وصفت بأنها تخريبية تم التخطيط لتنفيذها في الأردن»، مؤكدة على أن سياسة الحركة «ثابتة وواضحة في حصر مواجهتها مع إسرائيل».

وخلال العام الماضي، قال الأردن، إنه أحبط الكثير من المحاولات التي قام بها متسللون مرتبطون بالجماعات الموالية لإيران في سورية، والذين قالت المملكة إنهم عبروا حدودها بقاذفات صواريخ ومتفجرات، وتمكنوا من إدخال بعض الأسلحة دون أن يتم اكتشافها. ونفت طهران أن تكون وراء مثل هذه المحاولات. ولم تتحدث السلطات الأردنية علنا عن مؤامرة تهريب الأسلحة المزعومة والاعتقالات.

وذكر أحد المصدرين الأردنيين المطلعين على المؤامرة المزعومة، أن مسؤولي المخابرات استدعوا 10 شخصيات بارزة في جماعة الإخوان لإبلاغهم أنهم اعتقلوا خلية كانت تعمل بمثابة جسر بين حركتهم و«حماس». ويرى سعود الشرفات العميد السابق في المخابرات العامة الأردنية، أن قرار الأردن المشاركة مع قوى غربية في إسقاط طائرات مسيرة إيرانية تستهدف إسرائيل نبع جزئيا من مخاوف لدى المسؤولين من انجرار المملكة إلى صراع إيران الاستراتيجي مع إسرائيل. وأضاف أن الإيرانيين لديهم تعليمات بتجنيد أردنيين واختراق الساحة الأردنية من خلال عملاء، مشيرا إلى أن تلك الجهود تستهدف كل قطاعات المجتمع. ووفقا للكثير من المسؤولين والدبلوماسيين في المنطقة، شكل هجوم غير مسبوق على قاعدة أميركية في الأردن في يناير الماضي نفذته جماعات موالية لإيران في العراق قوة دافعة أخرى للأردن للمشاركة. وتسبب ذلك الهجوم في مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة 40، وقيل إنه جاء دعما لـ «حماس» في حربها مع إسرائيل. وقال دبلوماسي مقرب من طهران، إن طموح إيران لإنشاء موطئ قدم لجماعة متحالفة معها في الأردن يعود لقاسم سليماني القائد في الحرس الثوري الإيراني الذي اغتالته الولايات المتحدة في 2020.

وأضاف الدبلوماسي لـ «رويترز» أنه نظرا لعلاقات الأردن القوية مع الولايات المتحدة والغرب، كان سليماني يعتقد أن تشكيل جماعة حليفة في الأردن قادرة على قتال إسرائيل أمر بالغ الأهمية لتوسيع نفوذ طهران الاستراتيجي في المنطقة. ويعود العداء بين إيران والأردن لعام 2004 بعد غزو قادته الولايات المتحدة للعراق عندما اتهم الملك عبدالله طهران بمحاولة تشكيل «هلال شيعي» لتوسيع نطاق نفوذها في المنطقة.

back to top