اكتسبت مفاتيح المنازل الفلسطينية، التي ترمز لعمليات التهجير الجماعي، خلال ما يُعرف بـ«النكبة» المرتبطة بتأسيس دولة الاحتلال عام 1948، زخماً متجدداً مع الحرب الجارية في غزة منذ أكثر من نصف عام، بين الاحتلال وحماس.

وشكّل يوم الرابع عشر من مايو عام 1948 انعطافة في تاريخ الفلسطينيين الذين صدموا بإعلان ديفيد بن غوريون، زعيم الحركة الصهيونية، قيام دولة إسرائيل، لذلك أطلقوا على تلك اللحظة اسم «النكبة».

واحتفظ العديد من الفلسطينيين المهجرين قسراً أو الفارين من عنق العصابات الصهيونية في ذلك الوقت.

Ad


وفي هذه المناسبة، سلّم أميركيون-فلسطينيون مفاتيح منازلهم إلى أحفادهم على أمل العودة ذات يوم، بينما يتقدم الجيل الأخير من الفلسطينيين المرتبطين بالحدث في السن، وفق موقع «أكسيوس».

وشوهدت لافتات تحمل صور المفاتيح في المظاهرات الأخيرة ببعض الجامعات الأميركية، وتمت مشاركة قصص تلك المفاتيح مع المشاركين في الاحتججات من غير العرب أو الفلسطينيين.

كيف بدأت القصة؟

المفتاح هو رمز يستخدم على نطاق واسع للإشارة إلى نكبة 1948، حيث احتفظ العديد من الفلسطينيين بمفاتيح منازلهم عندما أُجبروا على المنفى في ذاك العام.

وعندما فر نحو 700 ألف فلسطيني من منازلهم أو طردوا منهاب بالقوة خلال النكبة، أخذوا معهم مفاتيح منازلهم، مقتنعين بأنهم سيعودون بعد أسبوع أو أسبوعين ويعيدون فتح أبواب منازلهم.

وبينما لم يعدودا إلى يومنا هذا، تم تناقل تلك المفاتيح من جيل إلى جيل كتذكير بمنازلهم المغتصبة وكرمز دائم لـ «حقهم في العودة».

إحياء الذكرى

تم الاعتراف بحق الفلسطينيين في العودة أو التعويض دولياً بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، الذي تم اعتماده في 11 ديسمبر 1948.

وتبيع المتاجر على الإنترنت ومواقع المزادات نسخاً طبق الأصل من مفاتيح النكبة وقلائدها.

المتحف الوطني العربي الأميركي في ديربورن، ميشيغان، لديه عرض للمفاتيح ويحتفظ ببعضها في أرشيفه.

وأقامت الأمم المتحدة أول احتفال لها على الإطلاق لإحياء ذكرى النكبة العام الماضي على الرغم من اعتراضات الحكومة الإسرائيلية.

وأطلقت حكومة الاحتلال حملة دبلوماسية دولية استمرت أسابيع لمحاولة إقناع الدول بعدم حضور الحدث في قاعة المؤتمرات بمقر الأمم المتحدة.

ولم تحضر الولايات المتحدة ونحو ثلاثين دولة أخرى الحفل.

شهادات «أصحاب المفاتيح»

ليلى جيرلز، 84 عاماً، المقيمة خارج لوس أنجلوس، قالت لموقع «أكسيوس» إنها وعائلتها تحتفي بذكرى النكبة في 15 مايو من كل عام، حتى أصبح الجيران ومعارفها يسألونها عن القصة وراء ذلك.

وكانت جيرليز في الثامنة من عمرها عندما أُجبرت عائلتها على مغادرة عين كارم، وهي قرية فلسطينية تقع خارج القدس.

تعيش الآن خارج لوس أنجلوس ولديها مفتاح منزل عائلتها السابق مؤطر على جدارها.

داود أسد، 92 عاماً، مقيم في نيوجيرسي، هو ناجٍ آخر كثيراً ما يشارك قصته ويتم البحث عنه لإجراء مقابلات، حفيدة أخته جنان مطري مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي وتُساعد في الحديث عن العائلة.

فرح المصري، 22 عاماً، فقدت جدتها، إحدى الناجيات من النكبة، قبل ثماني سنوات، تتذكر رؤية نسخة طبق الأصل من المفتاح على جدار جدتها.

يقول طالب جامعي في ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا بالخصوص «المفتاح يُمثّل الوطن، أعلم أننا سنعود»، هذا ما قاله طالب جامعي.

مفتاح النكبة

أما كريستينا زافيرا، 36 عاماً، تقول إنها، مثل العديد من الأميركيين الفلسطينيين الآخرين، لم تكن تعرف حتى أنهم فلسطينيون حتى كبرت.

وفي وقت لاحق من حياتها، اكتشفت زافيرا، المقيمة في جنوب كاليفورنيا، أن أخت جدتها كان لديها مفتاح منزل العائلة المفقود في النكبة.

تقول في الصدد «أشعر في كثير من الأحيان، بالنسبة للفلسطينيين في الشتات، أننا نضفي طابعاً رومانسياً على المفتاح، لقد احتفظنا بمفاتيحنا لأننا كنا نظن أننا سنعود قريباً».