استمرار الكيان الصهيوني في جرائمه الوحشية أمام صمت بعض الدول التي تكتفي ببيانات التنديد والاستنكار والشجب يكشف عن سطوته على العديد من الدول، وقدرته على إدارة بعض الدول الكبرى كيفما يشاء، فيحدد القرارات وفقا لمبتغاه وأهوائه ومزاجيته الصهيونية التي تمددت في استخدام كل وسائل القتل والدمار والمجازر الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
فما إن نفذ أبشع الجرائم في غزة حتى انتقل إلى رفح، والمنظمات الدولية لا تزال تحذر من مغبة هذه الوحشية، وكأنهم بانتظار إبادة الشعب الفلسطيني بالكامل، فما نفع التحذيرات مع استمرار الصهاينة بارتكاب جرائمهم؟ ومتى ستكون هناك ردة فعل على أرض الواقع؟ ومتى ستتم مواجهة هذا الكيان والتصدي لوحشيته؟ أم أن اللوبي الماسوني لا يزال يستفحل ويكشر عن أنيابه في اجتماعات الكيانات التي تتداعى لعقد الاجتماعات الطارئة التي تنتهي بالبيانات والمطالبات وغيرها من التصريحات التي تدغدغ المشاعر وتتلاعب بالعواطف؟
فالآلة الصهيونية تقتل وتنسف وتفجر وتبطش وتنتهك كل شيء أمام العالم، ومع الأسف حتى تعاطف البعض مع هذه القضية المستحقة بدأ يتلاشى مع الأيام، لأننا اعتدنا على ردات الأفعال فقط في حين يزداد عدد الشهداء في غزة وغيرها من المناطق المنكوبة في كل لحظة.
إن هذا الصمت يكشف التخاذل والعار على جبين كل من يقفون ويدعمون الصهاينة تحت الطاولات، في حين ينددون ويستنكرون في العلن، وكأنهم يستغفلون الجميع مع أن كل شيء أصبح مكشوفا وواضحا، فقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار بالأغلبية يدعم العضوية الكاملة لفلسطين بالمنظمة، بتأييد 143 عضوا مقابل اعتراض 9 أعضاء وامتناع 25 عن التصويت، لذلك مجلس الأمن مطالب بإعادة النظر بشكل إيجابي في هذه المسألة دون أن يخضع للوبي الصهيوني، وعلى الدول المؤيدة أن تضغط لاعتماد القرار، والموقف الكويتي دائما يتصدر المواقف في دعمه اللا محدود للشعب الفلسطيني، ومساندته ونصرته وفزعته التي يشهد لها الجميع، لأن هذه القضية في قلب هذا الشعب المعطاء الذي يقف دائما مع الحق.
آخر السطر:
تحية إجلال للأطباء الكويتيين الذين ذهبوا لغزة وقبلة على جبين كل من شارك وساهم وتطوع، ففي حين كان هناك من يهاجمهم ويستكثر عليهم هذا الموقف البطولي كانت دموع هؤلاء الأبطال حاضرة وهم في وداع غزة.