«حزب الله» ينصح «حماس» بـ «سيناريو 2006» السياسي

نشر في 19-05-2024
آخر تحديث 18-05-2024 | 19:49
 الأمين العام للحزب حسن نصر الله والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زيادة النخالة
الأمين العام للحزب حسن نصر الله والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زيادة النخالة

على وقع التصعيد العسكري لـ «حزب الله» في لبنان وحركة حماس في مختلف مناطق قطاع غزة، بدأ الأسبوع الماضي وفد من الحركة زيارة الى بيروت برئاسة خليل الحية الذي التقى الأمين العام للحزب حسن نصر الله، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زيادة النخالة.

وتقول مصادر متابعة للاجتماع إن هدف اللقاءات تنسيق المواقف العسكرية والسياسية، والموازنة بين استمرار العمل العسكري من جهة، والمسار السياسي للوصول الى صفقة عبر المفاوضات من جهة أخرى.

وبحسب المصادر نفسها، فإن الحية وضع نصرالله في أجواء مستجدات جولات التفاوض، واعتبر أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الذي أفشل المفاوضات لأنه يريد استمرار الحرب لا البحث عن حل سياسي.

في المقابل، شدد نصر الله على أن جبهات المساندة ستستمر في عملياتها وتصعد منها لإجبار الإسرائيليين على التراجع، كما طلب الحية من نصرالله تجديد وتكثيف عمليات «كتائب القسام» من جنوب لبنان وهو ما انعكس سريعاً في تنفيذ المسلحين الفلسطنيين لعملية اطلاق صواريخ من سهل المنصوري.

وعبرت مصادر الطرفين عن ارتياح لمسار الحرب واقتناع بأن «حماس» لا تزال قادرة على الصمود والقتال لفترة طويلة. وكشفت مصادر داخل الحركة الفلسطينية عن تمكنها من إعادة انتاج تشكيلاتها العسكرية في مختلف مناطق القطاع، وتوزعها على مجموعات مؤلفة من 80 مقاتلاً.

وأكدت المصادر أن «حماس» لا تزال ترفض أي صيغة من صيغ الخروج من غزة أو تخليها عن الحكم. وفي هذا السياق، تبرز فكرة يجري تداولها، وهي أن تعتمد «حماس» نفس الأسلوب الذي اعتمده «حزب الله» بعد حرب 2006 اي اخذ استراحة سياسية تستكمل بمسار تعزيز الحضور السياسي لتصبح «حماس» هي القوة السياسية الأبرز على الساحة الفلسطينية. وكان «حزب الله» أوقف انخراطه السياسي المباشر مؤقتا بين عامي 2006 و2008 عندما خرج من الحكومة ليعود بعد ذلك في احداث «ايار 2008» ويبسط سيطرته على الساحة السياسية اللبنانية.

وتحدثت المصادر عن تكامل عسكري بين «حزب الله» و»حماس» يظهر في ميدان المعركة، وهو ما لم تشهده اسرائيل في تاريخ الصراع.

وقد بدأ الحزب مسارا تصعيدياً مع دخول الإسرائيليين الى رفح، مع فشل كل محاولات الوصول الى اتفاق تهدئة أو صفقة لوقف لإطلاق النار، وأخرج الحزب أسلحة جديدة مثل الطائرة المسيرة التي تحمل صواريخ من نوع s5 والتي عملت على اطلاق صاروخين على مواقع، وواصلت هي تحليقها لتنفجر بموقع آخر، واللافت أن هذه العملية كانت مصورة وتم نشر الفيديو علما أن الطائرة انفجرت، مما يشير الى أن الكاميرا موصولة بغرفة عمليات وتبث صوراً مباشرة لها.

كما استخدم الحزب صواريخ جديدة مثل «صاروخ جهاد مغنية» وهي عبارة عن صواريخ ثقيلة وموجهة يقول الحزب انها قادرة على اختراق القبة الحديدية، واستخدام طائرة مسيرة جديدة من نوع سحاب وهي طائرة حرارية يقول الحزب كذلك انها قادرة على تجاوز الرادارات والقبة الحديدية التي استهدفها، كما استهدف غرفة التحكم بالمنطاد الذي أسقطه قبل أيام.

قرار الحزب إخراج الأسلحة الجديدة والتي من خلالها يوجه ضربات مركزة وموجهة وتحقق اصابات مباشرة في صفوف الإسرائيليين، خصوصاً أن الأسبوع الأخير قد شهد بشكل يومي سقوط اصابات بين قتلى وجرحى، هدفه إيصال فكرة للإسرائيليين بأن الحزب قادر على توسيع المعركة، وجاهز لها وبإمكانه أن يلحق بهم الكثير من الخسائر في حال اختاروا التصعيد، وان التصعيد مع لبنان لن يكون نزهة.

عملياً، هو نوع من التصعيد المركز الذي ينفذه الحزب، الى جانب تركيزه على استهداف مبان مدنية رداً على استهداف المدنيين، وبذلك يكون قد انتقل الى مرحلة إلحاق الخسائر في المناطق التي ينتظر سكانها أن يعودوا اليها ما سيؤدي الى تأخير هذه العودة.

back to top