فيما تعتزم البلدية طرح فكرة تطوير جديدة لشاطئ الشويخ المقابل لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بعد موافقة المجلس البلدي على إعادة نقل تبعيته من الديوان الأميري لها، تتعالى أصوات المواطنين للمطالبة بالحفاظ على الروح التراثية الكويتية للشاطئ، وعدم تحويله إلى نسخة مكررة من «أنجفة»، مؤكدين أن سياسة إدارة الشواطئ تتطلب رؤية وطنية تغرس الطابع التراثي والعمق التاريخي والحضاري مع مزجه بثقافة شعبية، وليس إحداث انقلاب على روحه التراثية وتغيير معالمه بالكامل إلى ساحة تجارية تحجب المتنفس الجميل لروادها على البحر والاستمتاع بالأجواء الجميلة هناك.

ويؤكد رواد شاطئ الشويخ أنه يحتاج إلى بعض التحديث والترميمات التي تعيده الى سابق عهده، خصوصا أن الشاطئ لا يعاني الإتلاف الكبير الذي يحتاج الى تغيير معالمه، وهذا يمثّل تحديا كبيرا أمام المجلس البلدي وبلدية الكويت اللذين لديهما مهندسون وفنيون ذوو خبرات واسعة، وقادرون على معرفة احتياج المنطقة المقابلة لأحد أبرز المشاريع الثقافية في الدولة والواقع في العاصمة، حيث تحول الجزء إلى واجهة بحرية مميزة ومختلفة كلياً. ويشكل الشاطئ منذ زمن منطقة جذب للكثير من سكان المناطق القريبة منه، ومتنفسا للأهالي، وهو ما جعله منطقة حيوية مميزة تدل على أهميتها المقاعد والجلسات الخشبية والاسمنتية ذات الطابع التراثي والشعبي القائمة على امتداد الشاطئ، وهو ما يحتم الحفاظ على هوية الشاطئ وطابعه، لا تحويله إلى منطقة مطاعم، لاسيما أن أغلب الشواطئ اشبعت بالأنشطة التجارية، وعانت تكدس ثقافة المطاعم والمقاهي، مما أفقدها قيمة ومميزات الشريط الساحلي، وسحبت البساط من تحت أقدامها كمتنفس يلجأ إليه المواطنون والمقيمون لممارسة رياضة المشي والتنزه.

نماذج صارخة
Ad


ويحذّر رواد شاطئ الشويخ من تحوّل تأهيله الى مشروع طويل الأمد، مشيرين في هذا السياق الى تجارب سابقة غير ناجحة في التطوير، ومنها سيناريو شاطئ «أنجفة»، الذي لا تزال مشاكله قائمة منذ سنوات.

كما أنه يمكن الاستفادة من تجارب دول أخرى في كيفية استغلال وتطوير الشواطئ، ووضع اللمسات التي تعبّر عن هوية وثقافة الكويت، فالخيارات المتاحة كثيرة، بعيدا عن إعادة تجارب الشواطئ التي كانت تنتهجها البلدية في السنوات الماضية، والتي تراجع معها مستوى استغلال الشريط الساحلي بامتياز.
العبدالجادر: تطوير الشواطئ ضرورة قصوى لدعم رؤية 2035
قال عضو المجلس البلدي، رئيس محافظة العاصمة، فهد العبدالجادر، إنه أصبح لزاما على البلدية تطوير الشواطئ، خاصة أن الكويت تتميز بشريط ساحلي يتماشى ويدعم رؤية كويت جديدة لعام 2035، مبيناً أن من الفوائد المهمة لتطوير الواجهة البحرية إعادة تأهيل البيئة البحرية، ومضيفا: «مستاؤون جداً من الوضع البيئي البحري، وشكل الشواطئ التي بإماكنها أن تكون معلما سياحيا للدولة».

وذكر أن الشريط الساحلي أصبح مزعجا بشكله الحالي، وتحويله لوضع إيجابي تستفيد منه الدولة والمواطن والمقيم أصبح ضرورة قصوى.
كمال: التحديث بما يلائم الموقع المميز للمنطقة
أكد عضو المجلس البلدي رئيس اللجنة الفنية في المجلس، د. حسن كمال، تطوير الجزء الخاص بشاطئ الشويخ، ليكون ملائما للنظرة المستقبلية للمنطقة، قائلاً: «نرى أن يتم تطويرها بشكل عام لتكون امتدادا، وتصبح متنفساً عاماً للمواطنين والمقيمين، خاصة أن لها موقعاً مميزا يطل على جون الكويت ومقابل لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.

وقال كمال: إن الشواطئ بما فيها شاطئ الصليبيخات وكورنيش الجهراء، لا بدّ أن تكون مصممة بأن تلبّي الحاجة الفعلية لموقعها، والاستفادة من منفذ البحر بشكل يدعم المحافظة عليه.