إيران تبحث عن رئيسها
سقوط مروحية تقل رئيسي وعبداللهيان ومسؤولين آخرين خلال عودتهم من الحدود مع أذربيجان
• الأحوال الجوية والضباب الكثيف ووعورة المنطقة تعقد عمليات الإنقاذ
• اجتماع لـ «القومي الأعلى» بحضور خامنئي ومسؤولون ينتقلون إلى تبريز واستنفار أمني
• إسرائيل تنفي علاقتها بالحادث وبايدن يتابع التطورات
لم يكن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يعلم أنه على موعد مع القدر، عندما توجه إلى الحدود مع أذربيجان أمس، لافتتاح سد مشترك مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، في مؤشر كبير على تحسن العلاقات بين البلدين الجارين اللذين تجمعهما علاقة متوترة.
فبعد افتتاح السد على نهر آرس الذي يفصل محافظة أذربيجان الشرقية التابعة لإيران وحدود دولة أذربيجان، تعرضت مروحية الرئيس الإيراني لحادث لم تتضح حيثياته، حتى لحظة مثول «الجريدة» للطباعة، وكان برفقته وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومحافظ أذربيجان الشرقية وإمام مدينة تبريز ومسؤولون آخرون.
وأفادت المعلومات المتوفرة بأن المروحية تعرضت لحادث، لم يتم معرفة طبيعته، عندما كانت تحلق فوق منطقة ورزقان الجبلية التي تكسوها الغابات، مما أدى إلى سقوطها.
وكان رئيسي يستقل مروحية من نوع «بل 412» أميركية الصنع تابعة للهلال الأحمر الإيراني وتتسع لـ 13 شخصاً.
وقال التلفزيون والهلال الأحمر الإيرانيان إن الأحوال الجوية الصعبة وانتشار الضباب الكثيف ووعورة المنطقة تعقد عمليات البحث، وإنه لا يمكن الوصول إلى الموقع المفترض لسقوط المروحية، إلا مشياً على الأقدام، كما أفيد بفقدان 3 من عمال الإغاثة خلال عمليات البحث الصعبة في ظروف جوية عاصفة تنعدم فيها الرؤية بسبب الضباب الكثيف.
وتضاربت الأنباء في البداية حول خطورة الحادث، قبل أن تدعو وسائل الإعلام الرسمية إلى الدعاء لرئيسي، ويبدأ مسؤولون إيرانيون التحدث عن احتمالات مفتوحة مع الإقرار بأن الآمال تتضاءل حول إمكانية نجاة الرئيس ووزير الخارجية ومرافقيهما.
وانتقل الكثير من الوزراء والمسؤولين إلى تبريز، لمتابعة الحادث عن قرب، كما توجه بعض الوزراء إلى موقع التحطم المفترض برفقة فرق الإغاثة.
ولم تُؤكَّد حقائق كثيرة حول وضع المروحيتين اللتين كانتا ترافقان مروحية رئيسي، بينما أشارت تقارير إلى أنها وصلت سالمة وعلى متنها بعض الوزراء.
وأشارت تقارير إلى عقد المجلس الأعلى للأمن القومي اجتماعا طارئاً، برئاسة المرشد الأعلى علي خامنئي، في وقت تداولت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر انتشار الكثير من قوى الأمن في العاصمة طهران، وذلك بعد أن أعلن الحرس الثوري استنفاراً شاملاً.
وعبّر رئيس أذربيجان إلهام علييف عن شعوره بالقلق جراء التقارير وعرض مساعدة السلطات الإيرانية، في وقت أمر العراق الهلال الأحمر ووزارة الداخلية بالتنسيق مع السلطات الإيرانية للمشاركة في عمليات البحث، كما عرضت أرمينيا الدعم.
وفي واشنطن، جرى إطلاع الرئيس الأميركي جو بايدن على تقارير عن سقوط مروحية رئيسي، بينما قالت مصادر «البنتاغون» إن القيادة الوسطى في الجيش الأميركي العاملة في المنطقة متأهبة لأي تطورات محتملة.
وتجنب المسؤولون الإيرانيون الحديث عن احتمال تعرض مروحية رئيسي لهجوم في منطقة قريبة من أذربيجان التي لطالما اتهمتها طهران بإيواء قواعد لـ «الموساد»، في وقت نفى مسؤول إسرائيلي تحدث إلى «القناة 13» العبرية علاقة إسرائيل بالحادث.
علام ينص الدستور في حال غياب الرئيس؟
تنص المادة 131 من الدستور الإيراني على أنه «في حالة الوفاة أو الفصل أو الاستقالة أو الغياب أو المرض لأكثر من شهرين للرئيس... يتولى النائب الأول للرئيس، بموافقة القائد الأعلى، سلطات الرئيس، ويتعين على النائب الأول أن يعقد انتخابات رئاسية مبكرة خلال مدة أقصاها 50 يوماً بالتنسيق مع كل من رئيسَي السلطتين التشريعية والقضائية».
وعلى ذلك، ففي حالة وفاة رئيسي من المفترض أن يتولى محمد مخبر (68 عاماً) النائب الأول لرئيس إيران مهام رئيس الجمهورية مؤقتاً حتى إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة.