بايدن وترامب يترصدان المناظرة لاستقطاب المترددين
ثلث الأميركيين لم يحسموا قرارهم... والسباق الرئاسي عالق في خانة التعادل
يسعى الديموقراطيون والجمهوريون لإحداث تغيير جذري في السباق الانتخابي الراكد، الذي لا يتمتع فيه أي من المرشحين جو بايدن ودونالد ترامب حتى الآن بفارق واضح، مما دفعهما الأسبوع الماضي، في تطور مفاجئ، للموافقة على الظهور في مناظرة رئاسية متلفزة الشهر المقبل، وفق صحيفة وول ستريت جورنال.
وخفت ضجيج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل، إذ يتنافس فيها مرشحان معروفان عالمياً، لكنهما مكروهان على نطاق واسع في الداخل. ورغم أن أغلب الناخبين سيتحصنون في نهاية المطاف بمعسكراتهم السياسية خلال التصويت، يتصارع الحزبان الديموقراطي والجمهوري على الاستيلاء على نحو ثلث الناخبين «الراكدين»، الذين لم يحسموا بعد اختيارهم.
مرشحان يبحثان عن معركة
وبينما تُظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين لديهم وجهة نظر غير مواتية لكلا المرشحين، وظل السباق بينهما عالقا لعدة أشهر في شبه التعادل، تتمتع المناظرة المتلفزة بالقدرة على اختراق الناخبين ومساعدة كل مرشح على إعادة تشكيل صورته العامة.
وستختبر المناظرة التي ستعقد في يونيو المقبل على شبكة سي إن إن، قدرة المرشحين على جذب الناخبين الراكدين، الذين يعرفونهما منذ سنوات وغير راضين عنهما. وذكرت كارين فيني، التي كانت مستشارة كبيرة لحملة هيلاري كلينتون لعام 2016 «دعونا نوضح من هو الجمهور.. إنهم الأشخاص في الوسط، الذين ليسوا متأكدين تمامًا، والذين لم يبدأوا حقًا في الاهتمام».
ومن المقرر أن تستضيف شبكة إيه بي سي، في سبتمبر المقبل مناظرة ثانية، فيما اعتبر أحد كبار مساعدي حملة بايدن أن الهدف هو «خلق لحظة تلو الأخرى» وإثارة التناقض مع ترامب في أسرع وقت ممكن، وذلك عبر تذكير الناخبين بإنجازات الرئيس الأميركي التشريعية ومكاسبه الاقتصادية مقابل الفوضى التي شهدتها رئاسة ترامب.
وعلى الرغم من أن بايدن حظي بأقل نسبة تأييد لرئيس أميركي منذ عهد دوايت أيزنهاور، وفق مؤسسة غالوب، فإن مساعديه يصرون على أن العديد من الأميركيين لم يشاركوا بشكل كامل في السباق الانتخابي، وأنه عندما يدركون أنه خيار بين بايدن وترامب، فإن معدلات التأييد لبايدن سترتفع.
في المقابل، يعتقد فريق ترامب أن وضع المرشحين على خشبة المسرح معًا سيذكّر الناخبين بعمر بايدن، وهي نقطة ضعف كبيرة سيستفيد منها المرشح الجمهوري لتسليط الضوء على الاقتصاد القوي قبل جائحة كوفيد- 19. وقال بريان هيوز، أحد كبار مستشاري ترامب، إن «هذا التناقض بالنسبة لنا هو مفتاح الفوز، سواء على مستوى الاقتصاد، الذي يسحق حاليا حسابات العائلات العاملة، أو الحدود التي يسهل اختراقها، أو الفوضى في الخارج.. كلها عوامل تجعل بايدن ضعيفًا وفاشلًا».
وأشار استطلاع حديث أجرته شبكة سي إن إن إلى التحدي الكبير الذي يواجه بايدن، وسيحاول بالتأكيد معالجته في المناظرة: لدى الناخبين نظرة إيجابية بشكل متزايد لفترة ولاية ترامب، حيث قال حوالي 55 بالمئة، في استطلاع منتصف أبريل، إنهم يعتبرون رئاسة ترامب ناجحة، ارتفاعًا من 41 بالمئة عندما ترك منصبه عام 2021 وأعلى بكثير من 39 بالمئة الذين اعتبروا فترة بايدن ناجحة حتى الآن.
صراعات الرسائل
وتشير استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن الرسائل التي تعتبرها كل حملة أكبر نقاط قوتها، لا تلقى حتى الآن صدى لدى الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم أو غير ملتزمين بشدة بمرشح ما. ففي حين ركّز ترامب بشكل كبير على الهجرة وأمن الحدود، كان الإجهاض قضية بارزة بالنسبة لبايدن ونائبته كامالا هاريس، إلا أن الاستطلاعات أظهرت أن هؤلاء الناخبين «الراكدين» لا يهتمون بهذه القضايا.
وتوصلت استطلاعات الرأي إلى أن الاقتصاد أكثر أهمية بكثير بالنسبة لهؤلاء الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، والذين يفكرون في مرشحي الطرف الثالث أو الملتزمين بشكل طفيف بترامب أو بايدن. وقال دوج سوسنيك، الذي كان أحد كبار المستشارين والمدير السياسي للرئيس الديموقراطي بيل كلينتون خلال فترات رئاسته، إن آخر 3 رؤساء فازوا بإعادة انتخابهم كانوا يبحثون عن رسالة قوية لتوصيلها إلى الناخبين، ووجدوها من خلال تعريف أنفسهم ضد خصومهم.
وأوضح سوسنيك أن بايدن سيفوز إذا تمكّن من إجراء الانتخابات حول شخصية ترامب وأسلوب الحكم مرة أخرى، لكن فرصة خسارة بايدن سترتفع إذا دارت الانتخابات حول القضايا التي يفضّلها ترامب، وهي الاقتصاد والهجرة.
ومن المقرر أن تعقد المناظرة بعد انتهاء محاكمة ترامب في نيويورك، وبعد رحلتين خارجيتين لبايدن. وستكون بمنزلة اختبار لمدى استعداد الناخبين المحبطين للاستماع إلى السباق الرئاسي خلال موسم العطلة الصيفية.