بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، وتحت رعاية وزير التربية الأسبق د. رشيد حمد الحمد، نظمت الجمعية الكويتية للتراث بالتعاون مع اللجنة الوطنية للمتاحف «آيكوم الكويت» ندوة عن تاريخ التعليم في الكويت، حاضر في أ.د فيصل الكندري، والباحث في التراث فؤاد المقهوي، ورئيسة «آيكوم الكويت» د. سندس الراشد.

وأقيمت الندوة في ديوانية قرية يوم البحار، وتخللها معرض تاريخ التعليم في الكويت، وذلك بحضور الوكيل المساعد لقطاع الخدمات الإعلامية والإعلام الجديد بوزارة الإعلام سعد العازمي، إضافة إلى جمع كبير من المهتمين.

Ad

في البداية، تحدث المقهوي عن بدايات التعليم في الكويت منذ عام 1910 في عهد الشيخ مبارك الصباح، وافتتاح المدرسة المباركية سنة 1911 والتي تعد أول مدرسة في تاريخ البلاد، ثم أعقبها افتتاح المدرسة الأحمدية عام 1921 في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح، وحركة التعليم بشكل عام بدولة الكويت، لافتاً إلى أن العملية التعليمية طويلة جداً لذا تم التطرق إلى أهم ما تضمنه تاريخ التعليم في الكويت.

عرض مرئي

وقدم د. فيصل الكندري عرضاً مرئياً ثرياً وواسعاً عن الكتاتيب بالكويت وتطرق إلى الحياة العلمية، مشيرا إلى أن أول معلم جاء إلى الكويت من بلاد فارس هو الملا قاسم بن حسن بن باقر برفقة أخية الملا عابدين في عام 1878، ولما توفى الملا قاسم تولى أخوه عابدين مهمة التعليم حتى وفاته في عام 1931، وفي عام 1888م جاء الملا راشد الصقعبي من الإحساء واشتهر باسم ابن شرهان لاحقا، وفتح الملا راشد محلا للتعليم في حي «محلة» المرزوق، وعاش الملا راشد إلى ما بعد عام 1926، وفي عام 1890 وصل الكويت السيد عبدالوهاب الحنيان، وفتح مكتبا له في فريج العدساني، وساعده في التعليم ابنه هاشم، وكان ممن تتلمذ على يديه الشيخ يوسف بن عيسى القناعي والشيخ عبدالله الجابر الصباح قبل افتتاح «المباركية». وذكر أن اول معلم حساب عرفته الكويت هو علي بن عمار وكان موظفا عند العثمانيين في الإحساء.

من جانبها، قالت رئيسة «آيكوم الكويت» د. سندس الراشد إن اليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق 18 مايو من كل عام، يسلط الضوء على أهمية هذه المتاحف، موضحة أن الاحتفال هذا العام يركز على المتاحف من أجل التعليم والبحث العلمي، من حيث تاريخ وأسباب نشأتها والبرامج التي تقدمها، وإلى أين وصل التطور في المتاحف منذ بداية إنشائها إلى الوقت الحالي.

وأشارت إلى أن «هناك متاحف متخصصة بالتعليم، والبعض ترفيهي، أما البعض الآخر فنراه في المؤسسات مثل جامعة الكويت».

وعلى هامش الفعالية، قال رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد العبدالجليل إن المحاضرة، تخللتها إقامة معرض يوثق تاريخ مسيرة التعليم في الكويت منذ البدايات حيث مرحلة الكتاتيب مرورا بتأسيس أول مدرسة نظامية «مدرسة المباركية» ثم المدرسة الأحمدية كثاني مدرسة نظامية، وأيضا أوائل مدارس البنات النظامية «الوسطى، والشرقية، والمرقاب»، حيث تم التطرق إلى حقبة التعليم في السبعينيات والثمانينيات وما تخللها من أدوات التغذية والأواني القديمة وتوزيع الوجبات على المدارس، فضلا عن الأدوات الموسيقية مثل الأكورديون، وأيضا القرطاسية والكشاكيل والدفاتر الدراسية بأنواعها وعليها صور الشيوخ صباح السالم، وعبدالله السالم، وجابر الأحمد، وأحمد الجابر، وغيرهم من الشيوخ.

وذكر أنه تم عرض المناهج الدراسية القديمة بداية من دائرة المعارف في خمسينيات القرن الماضي وصولاً إلى فترة التسعينيات، وأيضا تم التطرق إلى الرواد الأوائل في الحركة التعليمية الكويتية، مؤكداً أن إقامة هذا المعرض تمثل دعما للمتاحف الحكومية والشخصية في الكويت بالتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف، وهو ما يواكب أهداف الجمعية لنشر الثقافة المتحفية في المجتمع، وكذلك الاعتناء والاهتمام بأصحاب المتاحف وتشجيعهم على ممارسة هذه الهواية، خصوصا أن الكويت غنية بالمتاحف الخاصة، ونأمل التوسع في موضوع المتاحف الحكومية بشكل أكبر.

وتقدم العبدالجليل بالشكر الجزيل إلى وزير الاعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري، والمسؤولين عن قرية يوم البحار على استضافتهم للاحتفالية، وكذلك المحاضرين.