ريشة مروى الشاذلي تنطق بلغة مجردة في «عوالم مستقرة»

نشر في 20-05-2024
آخر تحديث 19-05-2024 | 19:31
من افتتاح المعرض
من افتتاح المعرض

يستضيف «غاليري مصر» بضاحية الزمالك في القاهرة حاليًا، أحدث معرض للفنانة التشكيلية مروى الشاذلي تحت عنوان «عوالم مستقرة»، وتحاول من خلال مجموعة لوحاتها الجديدة مخاطبة المشاعر الإنسانية بأسلوب شفيف بعيدًا عن المنظور الطبيعي لعالم الأشياء الخارجية، وبلغة التكون المجرد، معتمدة على فلسفة إبداعية تسعى لإعادة قراءة التاريخ برؤية تشكيلية.

وتسعى الشاذلي، من خلال هذا المعرض الذي يستمر حتى 6 يونيو المقبل، إلى تحقيق الاستقرار والكمال على سطح لوحاتها، وتلجأ إلى التجريد لتحقيق هذا التوازن بين صخب الألوان، والأشكال، والملامس والطاقات المختلفة.


مروى الشاذلي مروى الشاذلي

ويقول مدير «غاليري مصر»، الفنان التشكيلي محمد طلعت، إن الشاذلي تسلك تجربة إبداعية مضنية على المستويين الفكري والفلسفي، إذ تبتعد عن الشكل الواقعي، وتتجه إلى التكوين المجرد الذي تسبقه عمليات تمهيدية عِدة من تأمل وتحسُّس لمسطح اللوحات من جميع الجهات والزوايا إلى أن تبدع تكوينها الخاص.

ويتابع: «تخوض الفنانة عمليات تجميع وطرح ثم ترکيب وتفكيك، ثم تحوير وتحليل إلى أن تصل في النهاية إلى تكوين مدروس يحمل معاني الأصالة الفنية، وهي في ذلك تمتلك النزعة التي لا تهتم بالشكل الجمالي، بل تحاول أن تستبطن مشاعر الوجدان، وتعبِّر عن الرؤى الجمالية من دون التزام بحقيقة الشكل الخارجي، عبر رمزية موحية معبّرة من دون أن تكون لها دلالات مطابقة للواقع الذي يمثّل المنظور الطبيعي لعالم الأشياء الخارجية، حيث تهتم بالتكوين الكلي للشكل، بغضّ النظر عن قربه أو بعده عن الطبيعة، فقد يكون هندسيًا أو مجردًا مستخلصًا من شيء مجهول نسبيًا، من ثم تقدّم رؤيتها الخاصة لذلك المجهول».

أما الفنان خالد حافظ فقال: «تثير الشاذلي في نفس المشاهد لأعمالها حيرة ماضوية وتاريخية عندما تقدم مزجًا مكانيًا وزمانيًا، ربما في محاولة منها لإحياء التاريخ مرة أخرى، أو لربما تحاول الفنانة إعادة كتابة تاريخ بديل، أو هي تنشد تأريخًا زمانيًا لأعمالها الفنية».


من لوحات الفنانة من لوحات الفنانة

ويوضح: «من خلال انتقائها البصري لعناصر التاريخ قدمت الفنانة خطوطًا هندسية جريئة ومتقنة، في وجود طبقات من الألوان الرئيسية التي تم مزجها لملء المساحات التي تشكّل زوايا، وربما كانت الفنانة تعمل على أنسنة للتاريخ، وإذا دققنا النظر في أعمالها، سنكتشف تصاميم رأسية وأفقية، تتضمن مشاهد مستوحاة من مناطق العمران، كما أنها استخدمت أسلوبًا فريدًا لتنفذ تكوينات من اللون والخط لإبراز جماليات العمل».

يذكر أن الشاذلي (41 عامًا) فنانة ومصوِّرة مصرية، حصلت على بكالوريوس الفنون الجميلة (قسم التصوير) من جامعة حلوان (2006)، وحصلت على درجة الماجستير عام 2011، ودرجة الدكتوراه في فلسفة الفنون (2015)، وعملت مدرسة للرسم والتصوير في جامعتَي «الأهرام الكندية» و»نيو جيزة»، وتعمل حاليًا مدرسة بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة.

شاركت الشاذلي في العديد من المعارض والفعاليات الثقافية، وحصلت على منح وإقامات فنية عِدة منها منحة التبادل الأكاديمي من جامعة وارسو، كما نالت عددًا من الجوائز منها جائزة صالون الشباب للتصوير بمصر، وشاركت في معارض بمصر، والأردن، وفرنسا، وإيطاليا، والمجر، وبولندا، وكندا، وتم اقتناء أعمالها من قبل عدد من المتاحف من بينها متحف الفن الحديث، ومؤسسات عامة، منها مكتبة الإسكندرية.

back to top