أصدر «بيت الحكمة للثقافة» بالقاهرة مؤخرا رواية جديدة للكاتب والناقد المصري محمد عطية محمود بعنوان «غواية ظل».

وهذه الرواية هي الجزء الثالث من مشروعه الروائي الذي بدأه قبل عدة سنوات بروايتي «دوامات الغياب» (2012) و«بهجة الحضور» (2020).

Ad

تدور أحداث رواية «غواية ظل» في مدينة الإسكندرية الساحلية التي تعد إحدى أهم المدن المصرية في الأدب الروائي. فمدينة الإسكندرية، بشوارعها الرحبة وأحيائها الساحرة ومقاهيها الدافئة وشاطئها الممتد، تشكل إطارا مكانيا خصبا للعديد من الأعمال الروائية المصرية والعربية. فالمدينة بما تحمله من تاريخ وحضارة وجمال طبيعي تفرض نفسها كشخصية أساسية في الرواية المصرية.

ويرصد محمد عطية في «غواية ظل» هذه الأماكن بدقة متناهية، فهو يعرفها معرفة عميقة كمن يعرف خطوط يده. وعبر هذا الإطار المكاني الساحر، يرسم الكاتب شخصيات حية تتحرك بين عالمين متناقضين: عالم محبط لا تحققت فيه طموحاتهم وآمالهم، وعالم آخر مضيء وساحر حيث يُعِدُّهم الحب المؤجل لحياة أكثر طمأنينة.

وتفيض «غواية ظل» بأجواء الإسكندرية الساحرة، ومن أجواء الرواية: «اجتزت تقاطع شارع (البطالسة) مع شارع (فؤاد)، تاركا (كوم الدكة) وذكرياتي مع مقهى الشيخ سيد درويش خلفي، إلى الحي اللاتيني (حي الخواجات) بشوارعه الأنيقة، وأشجاره وظلاله الوارفة، وهدوئه المحفوف بأوراق الشجر، وروائح الياسمين المنبثقة من حدائق بناياته لاتينية الطراز، والنسمات العابرة التي تجعل مرتاديه كملائكة بيضاء يقترنون في مخيلتي التي لا تنضب الصور فيها، وتحتفظ بها كمتحف للبشر لا تغيّره السنون ولا تعاقُب العقود».

إن رواية «غواية ظل» تؤكد مكانة مدينة الإسكندرية في الأدب الروائي المصري والعربي، وتسلط الضوء على موهبة محمد عطية الروائية والنقدية. وتُعد هذه الرواية إضافة قيمة إلى مشروعه السردي المتميز.

يُشار إلى أن محمد عطية له سجل حافل في مجال الإبداع الروائي والنقد. فهو صاحب 7 مجموعات قصصية وكتابي مختارات قصصية، بالإضافة إلى 7 كتب نقدية في السرد. كما حصل على العديد من الجوائز المرموقة مثل جائزة إحسان عبدالقدوس (2011)، وجائزة اتحاد كتاب مصر في الرواية (2013)، وجائزة مكتبة الإسكندرية عن نقد أعمال محمد حافظ رجب (2013)، وجائزة النقد بالمسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة (2007 و2017). وشارك الكاتب كناقد في العديد من المؤتمرات والملتقيات الأدبية على المستوى المحلي والعربي.