برعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أقيم اليوم حفل تكريم المتفوقين من خريجي كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب للعام الدراسي «2022 - 2023»، على مسرح الديوان العام للهيئة الجديد بمنطقة الشويخ.
وحضر الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس محكمة التمييز المستشار د. عادل بورسلي، وكبار المسؤولين بالدولة وجمع غفير من أهالي الطلبة الخريجين والمواطنين.
رعاية سامية
وقال وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس مجلس إدارة الهيئة د. عادل العدواني إن الرعاية السامية لهذا الحفل وتشريفه الكريم يؤكدان اهتمام سموه الفائق لأبناء الهيئة، والذي يعد وسام عزة وفخر على صدورهم وينمي في نفوسهم معنى الإصرار والهمة ويشحذ فيهم مفهوم القوة والإرادة وهم على أعتاب مرحلة جديدة في مسيرة العمل والعطاء لخدمة وطننا الغالي وشعبه الوفي.
ركن أساسي
وتابع العدواني، «انطلاقا من رؤية سموه للتعليم بأنه ركن أساسي في بناء الوطن وعامل جوهري في نهضته وتقدمه والسبيل الأمثل لبناء الإنسان الواعي القادر على مواجهة تحديات المستقبل، جاءت توجيهاتكم الكريمة في أهمية الاستثمار بالتعليم ورعاية المواطنين علميا ومعرفيا، لتحقيق النمو المستدام والتطور الشامل للبلاد، وكان لدعم سموه أثر واضح على أداء مؤسسات التعليم العالي رسالتها لخدمة الوطن والمواطن».
ولفت إلى أن الهيئة سعت من هذا المنطلق إلى الاقتداء بتوجيهات ورؤية سموه، وهي تحدد رسالتها المجتمعية بقطاعيها التطبيقي والتدريب، لتحقق غايتها بشكل كامل لتكون صرحاً من صروح المعرفة والتدريب في البلاد، وقد تمازج طموحها بالعمل الجاد.
اقتصاد المعرفة
وذكر أن الهيئة أصبحت اليوم مع استحداث العديد من البرامج العلمية والفنية رافداً مهماً لاقتصاد المعرفة الذي يركز على تعزيز التعليم والتدريب لدعم الانتاجية والقدرة التنافسية في سوق العمل وتزويده بالخريجين والمتدربين أصحاب الكفاءة لسد النقص في عدة تخصصات تحتاجها مؤسسات القطاع الحكومي والخاص للمساهمة في بناء الوطن وتنمية اقتصاده ورفعة شأنه.
وبارك لخريجي الهيئة وأولياء أمورهم تخرجهم، موضحاً أن مشاعر التهنئة امتزجت بالفرحة والفخر بما حققوه من تفوق دراسي باهر خلال سنواتكم الدراسية، سائلين الله العلي القدير أن يكون هذا الإنجاز بداية خير لهم وباكور مساهتمهم في مسيرة التنمية، إذ لا يتقدم الوطن ولا ترفع رايات نهضته إلا بأيدي أبنائه من الشباب المخلص المتسلح بالعلم والمعرفة، فهم ثروة غير ناضبة لوطننا الغالي، وأمله لبناء كويت جديدة تحقيقا للتطلعات السامية وتنفيذا للرؤية الحكيمة لسموه.
الفرح الحقيقي
ومن جانبه، تقدم المدير العام للهيئة د. حسن الفجام، بعظيم الشكر وبالغ التقدير لسموه على الدعم اللامحدود للهيئة، مشيراً إلى أن تشريف سموه إلى حفل التكريم اليوم، هو احتفال بعودة الروح والفرح الحقيقي من جديد إلى قلب الهيئة وجميع منتسبها.
وقال الفجام، «منذ عام 2020 الذي وقعت فيه جائحة كورونا الحزينة، ونحن نخرج أبناءنا الفائقين دون الاحتفال بهم تخريجا منطفئا كأنه عرس بلا فرح، فقد غاب عنه أهم أركانه على الإطلاق غاب عنه ولي أمر الكويت وقائدها».
وتابع الفجام «إن حضور سمو الأمير وتشريفه لحفلنا يظل ذكرى فخر ولحظة مضيئة في حياة الخريجين، لا تعرف الشحوب أو النسيان، وإن الهيئة تقدر عاليا هذه المكرمة الأميرية السامية التي تترجم أسمى معاني الأبوة والمحبة والتقدير من سموه إلى أبنائه الخريجين، فهي تعبر عن بالغ حرص سموه على مشاركة الفرحة مع الآباء والأمهات بتفوق أبنائهم».
تنمية القوى
وبين الفجام أن «التطبيقي» تنهض بمسؤوليات ومهام كبيرة لتحقيق الغرض من إنشائها، وهو توفير وتنمية القوى العاملة الوطنية، وتلبية احتياجات التنمية في البلاد، لافتا إلى أن الكليات والمعاهد التدريبية والدورات الخاصة تساهم في إعداد خريج مسلح بالمعارف والمهارات لينخرطوا بسوق العمل.
الخطة الاستراتيجية
وذكر أنه «مع انطلاق خطة التنمية ورؤية الكويت الجديدة 2035، وضعت الهيئة هدف المشاركة في تحقيقها ضمن أولوياتها ونصب عينها، وعليه فقد تم إعداد الخطة الاستراتيجية للهيئة 2023 - 2028 لمواكبة تطلعات رؤية الكويت، وذلك بالتعاون مع المعهد العربي للتخطيط والأمانة العامة للتخطيط والتنمية».
ولفت إلى أن مشاريع الخطة الاستراتيجية للهيئة تهتم بالعنصر البشري، وهو الثروة والاستثمار الحقيقي من خلال تطوير الكوادر الوطنية وزيادة الكفاءة والتشجيع على الابتكار والإبداع والتميز علمياً ومهنياً، مبيناً أن الهيئة تقبل سنوياً أكثر من 20 ألف من خريجي الثانوية العامة.
وبين الفجام أن الهيئة أيضاً تهتم باستحداث برامج ذات جودة تعليمية عالية وتطوير الحالية منها مع التواصل المستمر بالقطاعين الحكومي والخاص لفتح آفاق جديدة لخريجي الهيئة.
وتابع «لم تغفل الخطة عن تطوير المنشآت وبناء أفرع في المناطق السكنية الجديدة بأفضل المواصفات العالمية».
وبين أن تفعيل وتطبيق مبادئ الحوكمة المؤسسية في الإدارة له أهمية بالغة في الخطة، وذلك عن طريق رقمنة جميع قطاعات الهيئة لبناء ثقافة النزاهة وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد بهدف المحافظة على المال العام وتحقيق الجودة والتميز بالأداء الوظيفي.
المشاركة المجتمعية
وأضاف الفجام أن الخطة شملت تعزيز المشاركة المجتمعية من خلال الدارسات والبحوث التي يقوم بها نخبة من أعضاء هيئتي التدريس والتدريب للمساهمة بإيجاد الحلول المناسبة للعديد من المشاكل والتحديات التي تواجهها مؤسسات الدولة المختلفة.
وقال «لرفع المكانة الدولية للكويت نصيب من الخطة، يتمثل ذلك بحصول عدد من كليات الهيئة ومعاهدها على شهادات من منظمات عالمية في الاعتماد المؤسسي والأكاديمي وشهادات في الجودة».
وأضاف أن «رؤية سموه السامية وإدارته الحكيمة وخطته الرائدة والساعية إلى بناء الكويتي بناء شاملا، يعزز لديه قيم الولاء والانتماء إلى الوطن مستندا إلى منظومة القيم الدينية والأخلاقية وعاداتنا وقيمنا الكويتية الأصيلة ليحقق أبناؤها المخلصون متطلبات التنمية لتظل الكويت مشعل حضارة ومنارة علم حاضرة وفاعلة في المحافل الخليجية والإقليمية والدولية».
وخاطب الفجام الخريجين، قائلا: «سعادتنا بكم غامرة لقد أنهيتم مرحلة مهمة من حياتكم وأنتم اليوم مقدمون على مرحلة جديدة في حياتكم العملية، اكتسبتم أثناء دراستكم معارف ومهارات وخبرات كثيرة، وظفوها في بناء الوطن وتطويره واعملوا كل مافي وسعكم لرفعت الكويت ونهضتها».
الفضلي: رعاية سموه تمنحنا الثقة بالنفس وتدفعنا لخدمة وطننا
ألقت الخريجة ونسة الفضلي كلمة نيابة عن زملائها المتفوقين، قالت فيها إن «رعاية سموه تمنحنا الثقة بالنفس وتدفعنا دوما لخدمة وطننا الكويت تحت قيادتنا الحكيمة».
وتابعت الفضلي، «إن الشباب هم الطاقة المحركة لتنمية أي مجتمع وارتقائه وهم أساس أمنه واستقراره وهم الثروة الباقية وهم نصف الحاضر وكل المستقبل».
متفوقون وأساتذة يثمنون رعاية القيادة السياسية للعلم والتعليم
ثمن عدد من الخريجين الفائقين وأساتذة في «التطبيقي» دور القيادة السياسية في البلاد، ورعايتهم ووجودهم في المحافل والمناسبات الخاصة بالعلم والتعليم.
جاء ذلك في تصريحات متفرقة أدلوا بها لـ «كونا» عقب حفل تكريم الخريجين المتفوقين بالهيئة.
وعبر المتفوق مشاري شمس الدين عن شعوره الفخر والسعادة الذي انتابه بتكريم سموه، فيما قال المتفوق مشاري الشمري إن تكريم سموه أعطاه الحافز للمزيد من التفوق والنجاح والارتقاء بالوطن.
من ناحيتها، أهدت المتفوقة هيا القيشاوي نجاحها الى الكويت ودولتها فلسطين. وأفاد الخريج حمود الشمري بأن فترة الدراسة كانت مميزة جدا، وأن هذا التكريم ليس النهاية بل هو إكمال جديد.
من جهته، ذكر عميد شؤون الطلبة في الهيئة د. عبدالكريم العريعر أن هذا الحفل جاء بعد توقف دام أكثر من 4 سنوات، والعمادة استعدت له استعدادا كبيرا، من خلال تضافر الجهود من مختلف الادارات في الهيئة.
من جانبه، أكد أستاذ أصول التربية في كلية التربية الأساسية د. حسين الهدبة أن حضور سمو الأمير ورعايته للحفل يشجع الطلبة على إكمال مسيرتهم التعليمية، والحصول على الشهادات العليا، وتطوير ذواتهم والتميز في عملهم.
لقطات من الحفل
• وصل موكب سموه إلى مكان الحفل، حيث استُقبل بكل حفاوة وترحيب من جانب وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. عادل العدواني والمدير العام للهيئة د. حسن الفجام ونوابه.
• بدأ الحفل بالسلام الوطني ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم تم عرض فيلم وثائقي حمل عنوان «مستقبل مشرق وعهد جديد».
• تفضل سموه بتكريم المتفوقين من الخريجين ثم تم تقديم هدية تذكارية لسموه بهذه المناسبة.