«السدو» تنظم مسابقة «انسج» للحفاظ على الحرفة التراثية

نشر في 20-05-2024
آخر تحديث 20-05-2024 | 18:01
صناعة السدو
صناعة السدو

نظمت جمعية السدو الحرفية الكويتية أمس مسابقة بعنوان «انسج» استهدفت تعليم فن السدو (حياكة الصوف) وخلق جيل جديد يحافظ على هذه الحرفة التراثية، والمهن القديمة التي برعت فيها المرأة البدوية وعكست مضمون الموروث الشعبي للبيئة الصحراوية.

واشتهر أهل الكويت قديماً بهذه الحرفة التي تعبر المرأة من خلالها عن مهارة يدوية فائقة وتعتمد على مواد وأدوات أولية منها وبر الإبل وصوف الماعز والأغنام، إضافة إلى الأدوات المستخدمة وهي المغزل والمخيط والأوتاد الخشبية.

وفي هذا الصدد، قالت رئيسة مجلس إدارة جمعية السدو الحرفية الشيخة بيبي دعيج الجابر، إن المسابقة جاءت بغرض نقل هذه الحرفة إلى الأجيال الجديدة وخلق مدربات يسهمن بدورهن في تعليمها لغيرهن، وأعربت عن التقدير لحرص المشاركات في المسابقة على تعلم (السدو) والتي تعني في اللغة المد والاتساع، وهذا المعنى الفصيح يتناسب مع الحرفة التي يتم من خلالها مد خيوط الصوف وتحتاج إلى جهد بدني كبير ودقة عالية وتركيز في الأداء.

بدورها، قالت مديرة برنامج «انسج» لحياكة السدو مسيرة العنزي، في تصريح، إن المسابقة هدفت إلى تعليم النساء مهارات حياكة السدو وخلق جيل جديد ينتج ويزود ويوفر للجمعية قطعا من السدو، فضلا عن حماية هذه الحرفة من الاندثار، لا سيما أن «الناسجات التقليديات قل إنتاجهن بحكم أعمارهن وبعضهن لم يعد ينسج حاليا».

يذكر أن عملية السدو تمر بمراحل عدة، الأولى منها جز الأغنام والتي يتم فيها قص الصوف، وعادة ما يكون ذلك في نهاية موسم الربيع، ثم تنظيفه من الشوائب العالقة فيه.

وفي مرحلة أخرى، يتم القيام بغزل الصوف وتحويله إلى خيوط على شكل كرة تسمى (الدجة) لتأتي بعدها مرحلة صبغه من خلال وضعه في وعاء مليء بالماء المغلي مع إضافة الألون المستخرجة من بعض النباتات الصحراوية مثل (العرجون والعرفج والحنة والكركم) ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي الحياكة التي يتم فيها توصيل خيوط السدو مع بعضها وتحويلها إلى حاجات نافعة.

وكانت المرأة البدوية تستخدم بعض الرسومات والأشكال المرتبطة بالبيئة الصحراوية مثل الجمل وضريسات الخيل والمشط والترجية والشجر مستخدمة في نسجهم الألوان الصارخة كالأحمر والبرتقالي.

ومن أهم منتجات السدو «بيت الشعر» الذي كان يقي أهل البادية من برد الشتاء وحرارة الصيف، وكان يستخدم في صناعته تحديدا صوف الأغنام النجدية التي تسمى بـ «النجد» أو من نوع آخر من الأغنام تسمى «العرب» نظرا إلى لون صوفهما الأسود الذي يتناسب مع لون بيت الشعر.

back to top