الصين: احتجاجات جديدة... وتهديد بحملة قمع صارمة

• طلعة «استراتيجية» صينية ـ روسية
• «البنتاغون»: بكين تحول دون تقاربنا مع الهند

نشر في 01-12-2022
آخر تحديث 30-11-2022 | 20:54
زيمين إلى جانب شي جينبينغ في المؤتمر العام للحزب الشيوعي في 2017 (أ ف ب)
زيمين إلى جانب شي جينبينغ في المؤتمر العام للحزب الشيوعي في 2017 (أ ف ب)
في ثاني إنذار من نوعه خلال أقل من 24 ساعة، هددت أعلى لجنة أمنية صينية بحملة قمع صارمة، فيما واصل آلاف الصينيين تظاهراتهم ضد سياسات الإغلاق المرتبطة بـ «كورونا»، في واحد من أبرز التحديات، التي تشهدها البلاد منذ وصول الرئيس شي جينبينغ للسلطة في 2012.
تواصل التوتر في الصين إذ سجلت مواجهات جديدة بين متظاهرين وقوات الأمن رغم تجدّد الدعوات إلى «القمع» التي أطلقتها السلطات لاحتواء احتجاجات الغضب على القيود الصحية وللمطالبة بهامش حريات أكبر.

وتواجه السلطات حركة الاحتجاجات الأوسع منذ التحركات المنادية بالديموقراطية في ساحة تيان أنمين عام 1989 التي قمعت بعنف.

ووسط هذه الأجواء وصل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أمس، إلى بكين إذ يلتقي اليوم الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء لي كيكيانغ ورئيس اللجنة الدائمة للجمعية الوطنية الشعبية (البرلمان) وو بانغو.

وكانت لجنة الشؤون السياسية والقانونية المركزية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، أعلى هيئة أمينة والتي تشرف على تطبيق القوانين المحلية في الصين، أكدت، أمس الأول، أنه «من الضروري اتخاذ إجراءات قمعية ضد نشاطات التسلل والتخريب التي تقوم بها قوى معادية وإجراءات صارمة ضد الأفعال الإجرامية غير القانونية التي تعطل النظام الاجتماعي، طبقاً للقانون، وتحمي بشكل جدي الاستقرار الاجتماعي العام».

وأمس أيضاً، عادت اللجنة للتلويح بـ «حملة قمع صارمة وبشكل حازم ضد أي احتجاجات جديدة».

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس، عن اللجنة، أنه «من الضروري تسوية الصراعات والنزاعات، بأسلوب مناسب، والمساعدة في حل الصعوبات العملية للشعب».

ورغم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أي تجمّع جديد في بكين وشنغهاي ووهان وكانتون ومدن أخرى في البلاد، اندلعت مواجهات جديدة ليل الثلاثاء ـ الأربعاء بين متظاهرين وعناصر من الشرطة في هذه المدن.

وأظهرت مشاهد مصوّرة عناصر من الشرطة يرتدون بزات بيضاء ويحملون دروعاً شفافة لمكافحة الشغب ويتقدمون في صفوف متراصة في أحد شوارع بلدة هوجياو الواقعة في إقليم هايزو، فيما تلقى زجاجات من حولهم، وفي مشهد آخر يبدو نحو 12 شخصاً أوثقت أيديهم موقوفين من قوى الأمن.

ويشكل إقليم هايزو في كانتون بجنوب البلاد، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون نسمة مركز بؤرة جديدة للإصابات بـ «كورونا»، وفرض فيه الاغلاق منذ نهاية أكتوبر.

وبعد ساعات من رفع تدابير إغلاق أوسع، قررت مدينة قوانغتشو التي تضم أكبر موقع تصنيع خاص بشركة آبل في الصين، إغلاق مئات المباني والمجمعات السكنية، وهو الإغلاق الذي تم فرضه قبل 5 أيام بسبب ارتفاع حالات «كورونا».، ما أدّى الى وقوع واشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب حسبما أظهرت مقاطع مصورة على الإنترنت.

وأظهر مقطع مصور آخر أشخاصاً يرشقون الشرطة بأشياء في حين أظهر مقطع ثالث عبوة غاز مسيل للدموع تسقط وسط حشد صغير في شارع ضيق والناس يهرعون هرباً من الأدخنة.

توسع نووي

على صعيد آخر، ذكرت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أن الصين توسع قوتها النووية، مشيرة إلى أنها في طريقها إلى مضاعفة عدد رؤوسها الحربية بواقع 4 مرات بحلول 2035.



وبحسب خبراء، فمن شأن هذه الخطوة النووية من جانب الصين أن تسد الفجوة مع الولايات المتحدة بشكل سريع.

والعام الماضي، قال «البنتاغون» إن عدد الرؤوس النووية الصينية يمكن أن يرتفع إلى 700 في غضون 6 سنوات، وقد يصل إلى ألف رأس بحلول عام 2030.

وأفاد التقرير الجديد بأن الصين لديها حالياً نحو 400 رأس نووي، ويمكن أن يرتفع هذا العدد إلى 1500 بحلول عام 2035. في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة 3750 رأساً نووياً نشيطاً.

من ناحية أخرى، ذكر «البنتاغون» في تقرير إلى الكونغرس الأميركي أن الصين حذرت المسؤولين الأميركيين من التدخل في علاقاتها مع الهند، بحسب شبكة تلفزيون نيودلهي «ان دي تي في».

وجاء في التقرير الذي صدر أمس الأول، أنه خلال خلاف بكين مع الهند على طول خط السيطرة الفعلي على الحدود، سعى المسؤولون الصينيون إلى التقليل من شدة الأزمة، مؤكدين نية بكين الحفاظ على استقرار الحدود ومنع الخلاف من الإضرار بمجالات أخرى فى علاقتها الثنائية مع الهند.

وأضاف «البنتاغون» في أحدث تقرير له بشأن البناء العسكري الصيني «تسعى جمهورية الصين الشعبية إلى الحيلولة دون أن تتسبب التوترات الحدودية في أن تتقارب الهند بصورة أوثق مع الولايات المتحدة».

طلعات استراتيجية

وبالتزامن، أفادت وزارة الدفاع الروسية امس، إن «مجموعة جوية مكونة من حاملات الصواريخ الاستراتيجية من طراز توبوليف 95 إم سي التابعة للقوات الجوفضائية الروسية، وقاذفات استراتيجية من طراز شيان إتش-6 تابعة للقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني أجرت دوريات جوية مشتركة فوق مياه بحر اليابان وبحر الصين الشرقي»، مشيرة إلى أن الطائرات الروسية والصينية «تصرفت بدقة وفقا لأحكام القانون الدولي ولم يتم انتهاك أي مجال جوي أجنبي».

وذكرت وزارتا الدفاع اليابانية والكورية الجنوبية في وقت سابق إنهما أرسلت طائرات مقاتلة ردا على ذلك.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه «في مراحل معينة من المسار، رافقت مقاتلات تابعة لدول أجنبية قاذفات الصواريخ الاستراتيجية».

ومقاتلات «توبوليف تو-95» المعروفة من قبل حلف شمال الأطلسي باسم «الدب» تمثل إلى جانب «تو-160» العمود الفقري للقوات النووية الروسية للهجوم الجوي بعيد المدى. وتم تصميمها لإلقاء قنابل نووية على الولايات المتحدة في الحرب الباردة.

وفاة جيانغ زيمين

من ناحية أخرى، توفي، أمس، الرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين الذي قاد بلاده في مرحلة من التغييرات العميقة من 1989 حتى بداية الألفية الثالثة، عن 96 عاماً.

وفاة الرئيس السابق جيانغ زيمين مهندس عودة الصين إلى الساحة الدولية

وتولى جيانغ الذي يعد مهندس عودة الصين الى الساحة الدولية، السلطة بعد قمع احتجاجات ساحة تيان أنمين في 1989، وقاد تحول الدولة التي تضم أكبر عدد من السكان في العالم، إلى قوة عالمية.

back to top