سفير بنغلادش: أغادر الكويت بعدما «أغرقني» شعبها في حبه

عشيق الزمان لـ «الجريدة•»: وجود 5000 من أفراد قواتنا المسلحة بالجيش الكويتي يظهر ثقة الأمير بنا

نشر في 20-05-2024
آخر تحديث 20-05-2024 | 18:34
سفير بنغلادش والزميل ربيع كلاس
سفير بنغلادش والزميل ربيع كلاس
عشية مغادرته البلاد بعد 4 سنوات أمضاها سفيراً لدى الكويت، قال سفير بنغلادش اللواء ام دي عشيق الزمان إن أكثر الأشياء التي سيفتقدها في الكويت هي «الصداقة»، موضحاً أن الكويت هي «أفضل بلد لأي دبلوماسي». وفي حوار وداعي خص به «الجريدة»، قال عشيق الزمان: «سأعتز أنا وعائلتي إلى الأبد بإقامتنا في الكويت التي أغرقنا شعبها في حبه وعواطفه». وإذ وصف التعاون العسكري بين البلدين بأنه «مميز جداً»، ذكر: «لدينا نحو 5000 من أفراد قواتنا المسلحة يعملون مع الجيش الكويتي، وهذا التعاون يظهر ثقة صاحب السمو أمير البلاد في بنغلادش»... وفيما يلي نص الحوار:

• قضيت في الكويت نحو 4 سنوات، أخبرنا عن هذه الرحلة.

- اسمحوا لي في البداية أن أعرب عن خالص امتناني لله تعالى الذي أبقيني لائقا بدنيا وعقليا للقيام بواجباتي ومسؤولياتي كسفير لبنغلادش لدى الكويت الشقيقة، كما أشكر الجميع، بدءا من سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية وجميع شعب الكويت الشقيق على استضافتي وعائلتي بمنتهى العناية والكرم.

وبدأت مهمتي بالكويت في أغسطس 2020 خلال جائحة كورونا. في ذلك الوقت، كانت التحديات الرئيسية تتمثل في مواصلة الخدمات القنصلية وإعادة البنغلادشيين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج، وبدعم كامل من السلطات الكويتية، وفي الوقت نفسه حاولت بشتى الطرق تعزيز علاقاتنا الحالية، من خلال الدبلوماسية السياسية والعامة والثقافية والاقتصادية والعلاقات بين الأشخاص.

لزيارة بنغلادش لا يحتاج الكويتيون إلا إلى تأشيرة تمنحها لهم سفارتنا خلال نصف يوم

وعشية مغادرتي، أعرب عن تقديري العميق للجميع، وخصوصا أصدقائي المحترمين في السلك الدبلوماسي، وأصدقائي من جميع وسائل الإعلام الذين قدموا لي الحب والمودة والدعم والتعاون الممتازين في أداء واجباتي ومسؤولياتي، لقد كانت جلساتنا رائعة، تبادلنا خلالها المعرفة وجمع الخبرات والذكريات الرائعة، وكانت فرصا ممتازة للتفاعلات الاجتماعية والعائلية، وسأعتز بإقامتي في الكويت إلى الأبد، فشكرا جزيلا للجميع، سنترك أنا وعائلتي وراءنا العديد من الأصدقاء الرائعين.

• أعلن بعض السفراء أن الكويت هي أفضل دولة لأي دبلوماسي، فهل تتفق مع هذا القول وماذا أضافت لك هذه التجربة؟

- كما تعلمون، كانت هذه هي المرة الأولى التي أعمل فيها كسفير، لذا لا يمكنني المقارنة، ولكن بفضل نضجي وخبرتي وتفاعلي مع الجميع هنا، أعترف أيضا مثل السفراء الآخرين بأن الكويت هي أفضل بلد لأي دبلوماسي. إن الحب والكرم والاحترام والمودة والشرف والعلاقات الشخصية بين الجميع ممتازة حقا. لقد استمتعت أنا وعائلتي بإقامتنا على المستويين المهني والاجتماعي... إنها تجربة رائعة بالفعل.

• ما الأشياء التي ستفتقدها أكثر في الكويت؟

- في كلمة واحدة، الصداقة.

• ماذا قدمت للكويت ولجاليتك خلال فترة عملك؟

- قدمت لأي كويتي التقيت به كل أنواع الدعم والتعاون والصداقة. وكما ذكرت، فقد أغرقوني في حبهم وعواطفهم وتعاونهم دائما.

وفيما يتعلق بالمواطنين البنغلادشيين فإنه يوجد نحو 300 ألف بنغلادشي بالكويت يساهمون بشكل كبير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بقدرات مختلفة. أطلقنا عليهم اسم «مقاتلو التحويلات»، إذ إنه في المتوسط، يتم إرسال نحو 1.6 مليار دولار من الكويت إلى بنغلادش كل عام، وهذا له تأثير مباشر على اقتصادنا، لذا كوني ملتزما بصفتي الوصي عليهم، فقد كنت متعاطفا جدا معهم، وكان بابي مفتوحا لهم دائما، وكان رقم هاتفي مفتوحا للجميع.

خلال فترة عملي، حاولت بأقصى قدر من الإخلاص والتفاني والالتزام مع فريقي المحترف تقديم كل أنواع الدعم والمساعدة التي يحتاجون إليها، سواء كانت خدمات قنصلية أو حتى أي مشكلة شخصية، وقمت بافتتاح قنصليتين جديدتين في الكويت، إحداهما خدمة جواز السفر الإلكتروني وخدمة بطاقة الهوية الوطنية التي تعد بمنزلة وثائق حكومية مهمة جدا لأي بنغلادشي يعيش في جميع أنحاء العالم.

علاوة على ذلك، ولرفع مهارات العمال المهاجرين لدينا، قمنا أيضا بفتح برنامج التعليم عبر الإنترنت، من خلال جامعتنا المفتوحة لمستوى الثانوية -الثانوية العليا - التخرج، وفي الوقت الحاضر يخضع 300 طالب لدورات عبر الإنترنت، وتتميز الجالية البنغلادشية في الكويت بالحيوية في العديد من المجالات، مثل الفن والثقافة والمناسبات الاجتماعية والأنشطة الرياضية، كما أنها داعمة جدا لسفارتنا في الجوانب كافة.

• حدثنا عن التعاون الدفاعي بين بلادكم والكويت.

- إن التعاون العسكري بين بنغلادش والكويت مميز جدا، كونها جزءا من قوات التحالف، بعد تحرير الكويت من عام 1991 حتى الآن، كانت الوحدة العسكرية البنغلادشية (BMC) تعمل هنا تحت قيادة القوات المسلحة الكويتية في مشروع يسمى «عملية بونارغاثان الكويت» (OKP)، وفي الوقت الحاضر لدينا نحو 5000 من أفراد القوات المسلحة البنغلادشية مع القوات المسلحة الكويتية.

ويظهر التعاون بين القوات المسلحة في البلدين ثقة صاحب السمو أمير البلاد في بنغلادش، وكما تعلمون، قام رئيس أركان جيشنا في نهاية العام الماضي بزيارة رسمية للكويت، وناقش العديد من القضايا المتعلقة بالمنفعة المتبادلة، وآمل أن تجد القيادة العسكرية في كلا البلدين المزيد من سبل التعاون في العديد من القطاعات التشغيلية واللوجستية الأخرى في الأيام المقبلة.

• هل تشجعون الكويتيين على زيارة بلدكم؟ وهل يحتاج الكويتي إلى تأشيرة دخول؟

- بالتأكيد أشجع جميع الكويتيين على زيارة بنغلادش، لأنها أرض الجمال الطبيعي، ولدينا أطول شاطئ بحري طبيعي بالعالم في كوكس بازار، وأكبر غابة منغروف في العالم، وهي موطن نمور البنغال الملكية، وكما تعلمون قمنا بتنظيم معرض سياحي في 7 مارس 2024، حيث عرضنا جميع الأماكن السياحية مع المرافق التابعة لها.

أنا متأكد من أن أي كويتي يزور بنغلادش سيزورها مرة أخرى، وبالنسبة للكويتي الذي يحمل جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية، سيحصل على تأشيرة عند الوصول إلى بنغلادش، أما بالنسبة لحاملي جوازات السفر العادية فيحتاجون إلى تأشيرة يتم منحها من سفارتنا خلال نصف يوم، وأرحب بجميع أصدقائي الكويتيين لزيارة بنغلادش والاستمتاع بجمال وضيافة شعبنا.

• من سيكون السفير الجديد وما نصيحتك له؟

- السفير الجدد خدم أيضا في جيش بنغلادش برتبة لواء، ونأمل أن ينضم في الأسبوع الأول من يوليو، وهو ضباط ذو خبرة مهنية عالية جدا، ونصيحتي الوحيدة له أن يكون ودودا مع الجميع أثناء إقامته في الكويت.

• ما رسالتك الأخيرة للكويتيين؟

- كما ذكرت من قبل، إنني أترك ورائي العديد من الأصدقاء، وأتقدم بخالص دعواتي للبلد الجميل الكويت ولقيادتها ولشعبها الصديق والشقيق، وأسأل الله أن يمن على هذا البلد الجميل برحمته التي لا نهاية لها، وأن تتطور الكويت وتزدهر، وأن يعيش شعب الكويت طويلاً في سلام وسعادة وطمأنينة، وأتمنى أن تدوم علاقات الصداقة بين بنغلادش والكويت.

back to top