إسبانيا لتجنب استفاقة اليابان

نشر في 01-12-2022
آخر تحديث 30-11-2022 | 21:33
يلتقي المنتخب الإسباني نظيره الياباني، اليوم، في مواجهة محفوفة بالمخاطر، حيث ستكون جميع احتمالات التأهل متاحة لكل فرق المجموعة الخامسة.، يلتقي المنتخب الإسباني نظيره الياباني، اليوم، في مواجهة محفوفة بالمخاطر، حيث ستكون جميع احتمالات التأهل متاحة لكل فرق المجموعة الخامسة.

يتطلع المنتخب الإسباني إلى حسم بطاقة التأهل للدور ال 16 في مونديال قطر 2022، عندما يواجه نظيره الياباني، اليوم، على استاد خليفة الدولي في الجولة الثالثة والأخيرة من المجموعة الخامسة في دور المجموعات.

وقبل انطلاق مونديال قطر 2022 كانت التوقعات تشير إلى أن المنافسة في المجموعة الخامسة ستكون مقتصرة على منتخبي إسبانيا وألمانيا، ومن منهما سيظفر بصدارة الترتيب، لكن قبل ساعات من انطلاق الجولة الأخيرة من منافسات دور المجموعات باتت الأمور مغايرة تماماً.



ويمتلك جميع ممثلي المجموعة الخامسة، إسبانيا واليابان وكوستاريكا وألمانيا، فرصة التأهل لدور الستة عشرة.

ويتصدَّر منتخب إسبانيا ترتيب المجموعة بأربع نقاط، يليه منتخب اليابان في المركز الثاني بثلاث نقاط، متفوقاً بفارق الأهداف عن كوستاريكا صاحبة المركز الثالث، وتحل ألمانيا في المركز الأخير بنقطة واحدة.

مفاجآت المجموعة

وبدأت مفاجآت المجموعة الخامسة منذ اليوم الأول، حين خسر المنتخب الألماني، المرشح للقب، أمام «الساموراي» الياباني 1-2، بعد أن كان متقدماً بهدف حتى الدقيقة 75، في الوقت الذي أعلن منتخب «الماتادور» الإسباني نفسه بقوة، عبر فوزه الكاسح على كوستاريكا 7 -صفر.

وتبدَّلت الأوضاع كثيراً في الجولة الثانية، حيث بدا أن الغرور تملك من المنتخب الياباني، بعد فوزه على المنتخب الألماني، الفائز بلقب كأس العالم أربع مرات من قبل، ليتعرض لخسارة مفاجئة أمام كوستاريكا بهدف في الوقت القاتل، في الوقت الذي فرض المنتخب الألماني التعادل بهدف لمثله على نظيره الإسباني، ليُحيي آمال التأهل لدور الستة عشر.

والآن أصبحت جميع المنتخبات الأربعة تمتلك فرصة التأهل، فالفريق الذي سيفوز في الجولة الأخيرة سيضمن مقعده في دور الستة عشرة، باستثناء المنتخب الإسباني، الذي يكفيه التعادل للمرور للدور التالي.

الثنائي غافي ورودريغو

وحتى الآن لم يتضح مصير الثنائي الإسباني غافي ورودريغو هيرنانديز من المشاركة أمام اليابان، بعد غيابهما عن مران الأمس للإصابة.

لكن بخلاف غافي ورودريغو، ستكون جميع الأوراق الرابحة للمدرب لويس إنريكي حاضرة، خصوصاً ألفارو موراتا (30 عاماً)، الذي سجل هدفين حتى الآن في المونديال، ويسعى للمزيد من النجاح، في ظل احتلاله المركز الخامس بقائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب إسبانيا برصيد 29 هدفاً.

من جانبه، قدَّم هاجيمي مورياسو، المدير الفني للمنتخب الياباني، الاعتذار للجماهير عن الأداء الضعيف للفريق في المباراة أمام كوستاريكا، مؤكداً: «أتحمَّل المسؤولية كاملة عن الطريقة التي لعبنا بها».

وأضاف مورياسو، في مؤتمر صحافي الثلاثاء: «أنا مسؤول عن كل ما يتعلق بتلك المباراة، بما في ذلك اختيار اللاعبين وأسلوب اللعب والطريقة التي يفترض أن نلعب بها».

وتابع: «من المؤسف، ولسوء حظنا، أن نخسر بتلك الطريقة. أعتذر عن ذلك».

وسيكون بمقدور المنتخب الياباني الوصول إلى ثُمن النهائي في حال فوزه على إسبانيا، بطل نسخة عام 2010 من كأس العالم، بينما في حالة التعادل سينتظر «الساموراي» نتيجة مباراة ألمانيا وكوستاريكا، لتحديد مصيره.


مهاجم إسبانيا وأتلتيكو مدريد ألفارو موراتا مهاجم إسبانيا وأتلتيكو مدريد ألفارو موراتا

الفرصة سانحة لتألق موراتا

يمتلك مهاجم إسبانيا وأتلتيكو مدريد ألفارو موراتا سيرة ذاتية حافلة، حيث لعب للعديد من الأندية الأوروبية البارزة في مسيرته، كريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي وتشلسي الإنكليزي، لكنه نادرا ما كان المهاجم الركيزة.

صحيح أن موراتا حقق ألقابا بارزة في مسيرته كإحراز الدوري الإسباني مرتين، وكذلك الدوري الإيطالي، إضافة إلى لقبي دوري أبطال أوروبا... لكن مع ذلك، وفي سن الثلاثين، يبدو أن موراتا مر بالعديد من اللحظات المخيبة للآمال.

وخطف موراتا الأضواء الأحد بهدف التقدم لمنتخب بلاده أمام ألمانيا، في المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1 في كأس العالم، وهي قد تكون إشارة إلى أن وقت موراتا للتألق قد حان.

«الآن هو كل شيء» هذا ما يسلط منظمو كأس العالم الضوء عليه في شعارات ملصقة بكل أرجاء العاصمة الدوحة، وهو الأمر الذي قد يكون عنوان موراتا في المونديال القطري بعد طول انتظار.

وبدأ اللاعب الموسم الجاري وسط حالة من عدم اليقين بشأن مستقبله، لكنه حصل على مكانه في تشكيلة سيميوني.

وحافظ إنريكي على ثقته به، على الرغم من الصخب الداعي لضم لاعبين آخرين مثل ياغو أسباس أو بورخا إيغليسياس.

في كأس أوروبا 2020، دافع المدرب عن موراتا في السراء والضراء، رغم أنه أضاع العديد من الفرص الكبيرة، لكن يبدو أنه حان وقت رد الجميل من قبل موراتا، وبعد عقد من الوعود التي لم تتحقق، ربما «الآن هو كل شيء» بالفعل.


الياباني تاكيفوسا كوبو الياباني تاكيفوسا كوبو

«ميسي اليابان» للاستفادة من خبرة الليغا

بعد 11 عاماً من وصوله إلى أكاديمية «لا ماسيّا» في برشلونة، يتابع الياباني تاكيفوسا كوبو تألقه في الملاعب الإسبانية بفضل سحر تجاوزاته وسرعته الفائقة.

سيكون «ميسي اليابان» عامل جذب لبلاده أمام إسبانيا اليوم على ملعب خليفة ضمن منافسات الجولة الثالثة الأخيرة للمجموعة الخامسة لمونديال قطر، وقال ممازحا بالإسبانية التي يتقنها بطلاقة بعد مروره خلف الحارس الألماني مانويل نوير عقب فوز اليابان على «دي مانشافت» 2-1 الأربعاء «انظروا، إنه غاضب».

أحدث المنتخب الياباني زلزالا كرويا في مستهل مبارياته بقطر بإسقاطه أبطال العالم 4 مرات (1954 و1974 و1990 و2014)، ليذكر كوبو الإسبان أن كرة القدم في اليابان بتطور مستمر.

وساهم كوبو مع عدد كبير من مواطنيه في تطوير اهتمام بلاده بالكرة المستديرة، بعدما وصل في سن العاشرة إلى كتالونيا، ووطد العلاقة بين البلدين.

مغادرة «لا ماسيا»

بعد أربعة أعوام من انضمامه إلى أكاديمية «لا ماسيا»، غادر «تاكي»، كما يطلق عليه زملاؤه، مرغما هذا الصرح الرياضي لأسباب بيروقراطية، أوجدها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، الذي رأى في صفقة انتقاله انتهاكا للقوانين المتعلقة بانتقال القاصرين.

كانت السنوات الأربع كافية لترداد اسمه في القارة الأوروبية، حيث أحدث ضجة كبيرة بنيله لقب «ميسي اليابان».

مع عودته إلى اليابان، في سن الخامسة عشرة، دوّن اسمه كأصغر هداف في دوري بلاده مع نادي أف سي طوكيو قبل أن ينتقل عام 2018 إلى يوكوهاما بالإعارة.

قرعت إسبانيا بابه مرة جديدة في العام التالي (2019)، فأقنعه ريال مدريد بالقدوم إلى «سانتياغو برنابيو»، قاطعا الطريق أمام برشلونة وباريس سان جرمان الفرنسي الذي كان يعتقد أن عقده ينتهي بعد عام. وتوالت فترات إعارته فدافع عن ألوان كل من ريال مايوركا وفياريال وخيتافي، قبل أن ينتقل نهائيا إلى ريال سوسييداد هذا الصيف.

وخاض كوبو في مونديال قطر 45 دقيقة أمام ألمانيا، قبل أن يتم استبداله بين الشوطين بلاعب جناح أرسنال الإنكليزي تاكيهيرو تومياسو، في حين لم يشارك خلال الخسارة أمام كوستاريكا صفر - 1 الأحد.

هل سيدفع المدرب هاجيمي مورياسو به ضد منتخب البلاد التي رعته منذ الصغر؟ كوبو يشعر بأنه جاهز، ليؤكد قائلا: «سنذهب إلى هناك باحترام، لكن من دون خوف».


المهاجم الإسباني داني أولمو المهاجم الإسباني داني أولمو

عودة المهاجم المنسي

أطلق مسيرته الاحترافية من زغرب قبل الانتقال إلى لايبزيغ، لكن مونديال قطر 2022 هو المكان الذي سمح للمهاجم الإسباني داني أولمو بتقديم أوراق اعتماده أمام العالم بأسره.

شارك أساسيا في أول مباراتين لإسبانيا بكأس العالم ضد كوستاريكا (7-0) وألمانيا (1-1)، وقد يعول عليه المدرب لويس إنريكي مرة أخرى في المواجهة الاخيرة من دور المجموعات ضد اليابان، حيث سيكون التعادل كافيا لبلوغ الدور ال16.

الأربعاء الفائت، في الدقيقة 11، وقع أولمو على أول أهداف «لا روخا» في مونديال 2022، بعدما تسلم الكرة بطريقة جميلة وظهره للمرمى، قبل أن يلتف حول نفسه ويسدد في شباك الحارس الكوستاريكي المخضرم كيلور نافاس، مسجلا الهدف رقم 100 لإسبانيا في تاريخ مشاركاتها في نهائيات كأس العالم.

وانضم اولمو إلى المنتخب الإسباني لما دون 21 عاما، حيث التقى فيران توريس وبيدري وإريك غارسيا الذين رُقيوا بدورهم إلى المنتخب الأول ووصلوا معا الى كأس العالم 2022.

وقال ابن ال24 عاما قبل بدء النهائيات التي كاد يغيب عنها: «في المنتخب، ألعب كل مباراة كما لو كانت المرة الأولى».

ويملك اللاعب ذو الشعر الاشقر هدفا واحدا: قيادة إسبانيا أولا إلى الأدوار الاقصائية وربما نحو لقبها الثاني.


غافي - بيدري غافي - بيدري

الساحران الصغيران بيدري وغافي

بلغ لاعب الوسط الإسباني بيدري 20 عاما فقط الأسبوع الماضي، لكن زميله كوكي قال إنه حتى لاعبي الخبرة في المنتخب الإسباني يتعلمون منه في كأس العالم.

برز بيدري إلى الأضواء عام 2020 مع برشلونة، عندما كان مراهقا ولعب دورا رئيسيا مع منتخب بلاده في كأس أوروبا الصيف الماضي.

وكان لاعب الوسط أحد أكثر لاعبي كأس العالم إثارة للإعجاب حتى الآن، حيث شارك في خط الوسط خلال الفوز الساحق لمنتخب «لا روخا» على كوستاريكا 7-0، وحافظ على ثباته في مباراة القمة ضد ألمانيا التي انتهت بالتعادل 1-1. كما لفت زميله غافي، 18 عاما، الاعجاب أيضا في قطر، جنبا إلى جنب مع بيدري في خط الوسط، وأشاد كوكي بثنائي برشلونة الخلاق.

وقال كوكي، في مؤتمر صحافي، «الاثنان يصنعان السحر، مستواهما مذهل بالنظر إلى عمرهما»، متابعا: «بيدري مذهل، قد لا تصدق ذلك، لكن اللاعبين الأكبر سنا يتعلمون من الصغار، إنه يفعل أشياء لا يفعلها الكثير منا على أرض الملعب. أتعلم منه، ورؤية الأشياء الجيدة التي يقوم بها، من الرائع اللعب بجانب بيدري».وأوضح كوكي، البالغ 30 عاما، في ثالث مشاركة له بكأس العالم، انه وعناصر الخبرة الاخرى في الفريق، بمن فيهم سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا وسيسار أسبيليكويتا، يقدمون دعما لزملائهم الأصغر سنا في المقابل، مضيفا: «يجب أن يكون اللاعبون الشباب متحمسين وهذا يضيف بعض التوتر. عليهم أن يستمتعوا بها وأن يكونوا هادئين. يحاول اللاعبون الأكبر سنا تحقيق هذا الهدوء، وعلينا الاستفادة من هذه اللحظات».


إريك غارسيا إريك غارسيا

إريك غارسيا: قوتنا تكمن في الجماعية

في عُمر 21 عاماً أصبح إريك غارسيا يعرف بالفعل الوجه الآخر لكرة القدم، بسبب النقد القاسي للاعب كرة قدم يحاول التعايش معه بعمل نفسي لا غنى عنه، لكن في الجانب الآخر يُعد لاعباً لا غنى عنه في تشكيلة مدرب منتخب إسبانيا، لويس إنريكي، حيث بإمكانه المشاركة للمرة الأولى في مونديال قطر 2022، مؤكداً خيارات بلاده في الفوز باللقب بالقول: «ليس لدينا ميسي، وقوتنا تكمن في اللعب الجماعي».

وأقر غارسيا، الذي ترعرع كناشئ مع بيب غوارديولا ويتطور كلاعب مع تشافي هرنانديز ويتعلم في المنتخب من إنريكي، في مقابلة مع «إفي»، بأنه «مدمن كرة قدم»، مؤكداً أن حلمه أن يكون مثل جيرارد بيكيه، المعتزل أخيراً، مبدياً شعوره ب «الفخر»، لرؤية المنتخب يتطور تحت أقدام لاعبين صغار مثل زميليه بيدري وغافي، ومؤكداً أنه «بإمكاننا أن نحلم».

وعن خبراته التي لا تعكس صغر عُمره، قال: «الحقيقة أن ما أعيشه حالياً هو ما كنت أحلم به منذ الصغر. كنت أتمنى تحقيق ما أعيشه الآن في الوقت الحاضر، وبعدها أتمنى الفوز بكل ما سعينا لتحقيقه».

وعن مستوى المنتخب، رغم صغر عُمر معظم اللاعبين، قال: «الناس يتحدثون جيداً عن مستوى كرة القدم الإسبانية، وعن الناشئين، وعن عمل المنتخب، بدءاً من منتخب تحت 17 وتحت 19، وعن ثقة المدرب في اختيار لاعبين واعدين».

وعن تطور أداء منتخب إسبانيا خلال الآونة الأخيرة، أوضح: «أعتقد أنه خلال هذا الوقت، منذ عودة لويس إنريكي، شهدنا نمواً هائلاً، خصوصاً في التنافسية، في مباريات كنا متأخرين فيها، لكننا نجحنا في قلب الطاولة، فالطريق الذي سلكناه الآن يجعلنا أكثر استعداداً».

back to top